زميلنا المحترم شادي حجازي يعبر عن قلقه -المشروع- تجاه الكوارث الطبيعية التي قد تحل ببلدنا الحبيب. و مع التأكيد على فائدة ما يقوله شادي و ضرورة قراءته و فهمه، فإن طبيعتي الساخرة تعجز عن الإمتناع عن التفكير و تطوير ما تفضل بقوله...
فماذا قال؟
(الجزء الأول من مقال شادي)
1- الإعلام... و الأنعام (و من هم أضل سبيلا)...
ففي هذا القسم من مقاله يتحدث الغالي شادي عن كارثة سد زيزون و من ثم يربطها بكوارث طبيعية أخرى: العواصف و الحرائق و تسونامي (حدي و لا تخافي المطرح دافي)
زميلنا شادي يتحدث عن كارثة سد زيزون... فهل يتفق معي أن هذه الكارثة العظمى -أعني أنها أعظم كارثة حلت بسوريا في السنوات الأخيرة،
هل تتفق معي يا شادي أن عدد ضحايا كارثة زيزون كان 22 مواطنا؟
و من ثم، كم هو برأيك عدد ضحايا سائق الميكروباص الذي يقود ميكروباصه -و عدد ركابه ثلاثين مواطنا- و قد كتب على مؤخرته "أنا السمرا شو عبالي * أبو عبدو خيالي"؟
عن جد يا شادي... أيهما أخطر على الشعب السوري:
انهيار سد ضخم... أم مواطن سوري يقود ميكروباص؟
(الجزء الثاني من مقال شادي)
2- المدن و الكوارث.
و فيه يتحدث شادي بشكل جميل و مقنع عن الهجرة من الريف للمدينة و عن تراكم السكان في المدن و ما ينتج عن ذلك من تضخم خطر الكوارث من نوع الزلازل. و شادي محق: يعني خطر الزلزال في مدينة تضم مليون إنسان أكبر بكثير من خطر الزلزال في مدينة تضم ألف إنسان.
لكن نظرة متمعنة لتاريخ سوريا الحديث توضح لنا أن مصدر الخطر ليس في تضخم حجم المدن، لكن في كونها مسكونة بالسوريين، و نكتفي بمثال واحد:
هاك مدينة سورية تدعى "حماة"، و نسأل الزميل الغالي شادي:
ما الذي تسبب بأكبر عدد من الضحايا من أهل مدينة حماة: الكوارث الطبيعية أم الجحشنة السورية؟
ثم أطالبك يا زميل أن تتخيل لو كان سكان حماة فرنسيين: هاك مدينة يخترقها نهر يكفي لسقايتها و سقاية كل الأراضي المحيطة بها، و هي أراض خصبة قادرة على إنتاج أجمل المحاصيل، و فوق ذلك هذه المدينة فيها آثار جميلة...
يعني هي مثل باريس أخلق منطق...
فهل جعل أهل حماة من مدينتهم مدينة مقاربة لباريس... أم أنهم أشعلوها حربا دينية كانت نتيجتها ما نعلم؟
يا شادي يا حبيب القلب: ليست الكوارث الطبيعية ما يهدد مدن سوريا، لكن سكانها!
(ثالث و آخر أجزاء مقال شادي)
3- المجتمع المدني (و اسمي في القيد المدني).
و في هذا الجزء يقوم شادي بمديح ما يسميه "مشروع صناع الحياة للسيد عمرو خالد"... فوا سخريتي و وا سخرية الساخرين!
دعني أقل أن اسمي هو عمرو، و هو أحد أفضال والدي الكريم علي: لقد تفضل والدي و سماني "عمرو" و هذا ما سمح لي أن اسخر طويلا من السوريين الحمير:
- فأما العلويون الحمير ممن كانوا يستفظعون أن يكون اسمي على اسم عدو الله عمرو بن العاص، كنت أرد بإخبارهم أن عمرو هو اسم جد الرسول، هاشم، و ما كان هاشم إلا لقبا له (لأنه هشم الخبز)،
- و أما السنيون الحمير الذين كانوا يستمتعون بكوني أمتلك اسم عمرو بن العاص، فكنت أستمتع بتذكيرهم بقصيدة عمرو حين تاب من اتباعه الدين السني النجس و أعلن ندمه لمحاربته الإمام علي، فخاطب معاوية قائلا:
"نصرناك من جهلنا يا بن هند * على البطل الأعظم الأفضـل!"
- و أما التقدميون البغم فكنت أفاخرهم بسيدنا عمرو بن العاص، أعظم قائد مخابرات في تاريخ سوريا قبل علي دوبا...
- و أما محبو الشعر العربي ممن كانوا يحدثوني عن "عمرو بن كلثوم" فكنت أسخر منهم و أشرح لهم أن أعظم شعراء العربية كان يسمى أيضا "عمرو"، و هو طبعا طرفة بن العبد، الغلام القتيل، و كان اسمه "عمرو" و إنما "طرفة" لقب له...
- و هكذا دواليك... فكان من أعظم دواعي استمتاعي هو أن والدي الكريم تفضل علس بهذا الإسم العظيم: "عمرو"... فهل هناك مثلي بين البشر؟
حتى جاء هذا الزمك... شيخ الإسلام مع كوكاكولا... عمرو خالد... فأدركت عندها أن هناك من يسمى "عمرو" و هو أحقر البشر...
فعدت للإقتناع أن والدي الكريم اختار لي اسما من بين الأسماء... و أن هذا الإسم لا يميزني عن السفلة!
فيا شادي، لا تغضب مني إن قلت لك:
عمرو خالد هذا هو مجرد كومة براز، موجودة في علبة كوكا كولا!
و الشكر لمن قرأ.