نتابع نشر رد العماد مصطفى طلاس على سلسلة مقالات لغسان الامام حول تاريخ سوريا
مغالطات عن حماة
ونعود إلى محاولات الكاتب اظهار الاطر الطائفية وابرازها في مقالته:
«سورية: حماة ساحة الصراع بين المدينة والريف». لقد بدأ مقالته بقصة
الطبيب الفرنسي ليظهر مدى العقد التي عاشها من يسميهم بالعلويين، الامر الذي دعا بعضهم للالتحاق بجيش المشرق ثم البقاء في الجيش الذي تسلمته سلطة الاستقلال... ونعتبر هذا الكلام طبيعياً لأن اهل الريف كما ذكرنا سابقاً هم الاقدر على تحمل مشاق الجندية من غيرهم. ولكن السؤال هو:
لماذا يعود غسان الامام وباصرار الى الموضوع الطائفي؟ وفي شرحه لوضع
مدينة حماة يدعي انها محاطة بالاسماعليين في الشرق، وبالعلويين في
الغرب، فهل هذا الادعاء صحيح؟ ان اي محايد يذهب إلى حماة يكتشف عدم صحة
هذا الادعاء. فهذه المدينة محاطة بقرى مختلفة شرقاً وغرباً وشمالاً
وجنوباً، وابناؤها هم من مختلف الطوائف.. ثم لماذا التركيز على
الاسماعليين أو العلويين وهم اقل عددا من باقي الطوائف (ويؤسفنا ان
نردد مثل هذه التسميات، فقد دفعنا الكاتب الى ذلك للتوضيح والرد على
محاولة احياء الطرح الطائفي الذي يفلسفه بضرورة فهم الرأي العام العربي
الخريطة الطائفية).. ونسأل هنا: هل جرى احضار هذه الطائفة أو تلك من
عالم آخر؟ وهل هناك فرق بين الفقير من هذه الطائفة والفقير من تلك
الطائفة، أو بين الغني وصنوه، أو ساكن الريف أو المدينة من بين هذه
الطوائف؟
نكرر هنا ما نذكره دائماً، ونسأل الكاتب غسان الامام، الذي يهمه فهم
الرأي العام العربي للخريطة الطائفية، هل يستطيع ان يقول ان هذه
الطوائف التي يسميها بالاقليات هي اقل التزاما بعروبتها من الاكثرية؟
وهل هي أقل ارتباطاً بماضيها وحاضرها ومستقبلها وبوطنها العربي السوري؟
ألم يكن بمقدوره ان يترفع عن مثل هذه الالغام التي يحاول اعداؤنا
تفجيرها في طريق تطورنا، ويذكر الحقيقة عندما يتصدى لكتابة التاريخ عن
«حماة الديار» مثلاً، أو عندما يتكلم عن اكرم الحوراني فيكتب ان
الحوراني اعتمد على أهل الريف في محاربة الاقطاع وليس على الطائفة العلوية؟ ألا يتذكر انتصارات حزب البعث العربي الاشتراكي الذي كان الحوراني احد اركانه في انتخابات عام 1954 وخاصة في ارياف سورية؟ وهل نجاحه في ريف حماة وريف حلب كان بسبب الصوت الطائفي الذي يركز عليه الكاتب دائماً؟ كان على الكاتب ان يعود إلى الخريطة السكانية في تلك الأيام ليتأكد انه لم يكن بمقدور الصوت الطائفي انجاح احد من النواب لانه الاقل عدداً كما هو معروف، ولكن اصوات ابناء الريف بمختلف طوائفهم والذين آمنوا بمبادئ حزب البعث العربي الاشتراكي كانت هي السبب في نجاح مرشحي الحزب. وطالما ان الإمام يعود في مقالته هذه الى عام 1962 ويشهد في دمشق بحكم عمله محاكمة ضباط الريف من دروز وعلويين في محكمة أمن خاصة، فإننا نسأله عن سبب هذا التشويه المقصود والتعامي عن الحقيقة.. ولماذا لا يعترف بأن هؤلاء الضباط الذين شهد محاكمتهم كانوا منضوين تحت لواء حزب البعث العربي الاشتراكي، وبأن معظم هؤلاء الضباط كانوا من طائفة الاغلبية، وأنا منهم، كما ان احدهم كان ضابطاً فلسطينياً وليسوا كما يدعي بأنهم من الدروز والعلويين. كان عليه ان يعود إلى وثائق تلك المرحلة ليتأكد من صحة ما نقوله وليقلع عن هذه اللغة الطائفية البغيضة التي يعترف هو نفسه بأن الحياة السياسية السورية خصوصاً، والعربية عموماً، في الاربعينات والخمسينات ـ ونحن نقول والستينات ايضاً قبل ان تبدأ الصهيونية والامبريالية الهجوم المضاد على القومية العربية ـ كانت ترفض هذه اللغة. وليكون كما يدعي حيادياً فعلاً، عليه الاعتراف بأن ما ذكره عن الغالبية السنية (ونكرر الأسف لاستخدام هذه اللغة الطائفية) من انها كانت منقسمة على نفسها ومتناحرة وموزعة على ألوان الطيف السياسي والعقائدي.. كان منطبقاً على الطوائف كافة، وبمعنى آخر ان لا وجود ولا اتجاه سياسياً موحداً لدى اي طائفة في سورية، وحتى العائلة الواحدة كان يوجد فيها اكثر من تيار سياسي.
ورغم ما يدعيه من انه ملتزم بأدب الرواية وامانة المراجعة فإن ما ذكره غسان الامام عن استخدام اكرم الحوراني للضغط الديمقراطي المدني، وضغط كتلته العسكرية الشابة في فتح ابواب الكليات العسكرية امام دفعات من الشبان البعثيين والاشتراكيين، ومنهم على سبيل المثال حافظ الاسد وصلاح جديد، مجاف للحقيقة، لانهما دخلا الكلية العسكرية ولم يكن هناك اي نفوذ للحوراني على الجيش آنذاك، وأنا منهم وكنت اميناً لشعبة الحزب في مدينة الرستن ودخلت الكلية الحربية بقرار مني شخصياً ولم يطلب مني احد غير ذلك.
ونسأل الكاتب، انسجاما مع امانة المراجعة، لماذا لم يذكر اسم الحزب
الذي اندمج مع الحزب العربي الاشتراكي بدلاً من ان يذكر انه حزب عفلق والبيطار؟ كراهية العسكر
وفي حلقة «سورية: ناصر وعامر حاولا تحيير ضباط الاحزاب»، يعود الكاتب ليؤكد في مقدمة المقالة انه ليس مؤرخاً، وحسبه انه مجرد مراقب شاهد على التاريخ وان كل همه وغرضه ان يقدم جواباً على تساؤل عربي يواجهه دائماً، وهو: ماذا حدث في سورية؟ لماذا يخلف الابن الاب بعدما حكم البلد ثلاثين عاماً؟ ولا ينسى الادعاء بأن غرضه أو قصده ألا يسبب ألماً أو احراجاً للآخرين، وان كل سلاحه قلم وذاكرة وانه لا يحمل سيفاً بل هو يكره السيوف والرماح. ونتساءل: هل هو فعلاً كذلك؟ وهل ان ما يدعيه عن تناوله التاريخ غير المكتوب يسمح له ألا يكون له هم سوى تقديم الجواب على التساؤل: لماذا يخلف الابن الأب؟ وكأن الامة العربية لا هموم عندها ولا مشاكل لديها سوى هذا الهم، وكأن الوطن العربي قد تحرر من نفوذ الاستعمار والصهيونية، وكأن فلسطين قد تحررت من غزاتها الصهاينة، واصبحت خيرات الوطن العربي ملك اهله، والوحدة جمعت الامة العربية من المحيط إلى الخليج وأن... وأن... وكأن سورية وخلافة الابن لابيه هي السبب في عدم حصول تلك الأمور. ما هذا السؤال الذي يردده ثم يدعي انه يكره السيوف والرماح؟ أليست هذه هي سهامه المسمومة وليست سيوفه ورماحه التي يكرهها؟ اننا نسأل غسان الإمام: ما سبب كرهك للعسكريين (غير الديمقراطيين)
الذين كانت جريمتهم في نظرك انهم فرضوا الوحدة على القيادة المدنية
الديمقراطية. وهل كانت احزاب الاكثرية في سورية ترغب في وحدة مع مصر
جمال عبد الناصر لولا العسكريون الذين تهاجمهم دائماً؟ وهل كانت احزاب
الشعب والوطني والاخوان المسلمين آنذاك قريبة من مصر عبد الناصر؟ أم
أنه كانت اقرب إلى عراق نوري السعيد المكبل بقيود حلف بغداد؟ ولماذا
هذا الموقف من عبد الناصر، الذي تدعي انه يسكن القلب لدى الجيل الذي
تنتمي اليه ثم تهاجمه في مقالتك وتظهره انه سطحي لا يفهم ولا يرتكب سوى
الاعمال الكارثية، هل نسيت مواقفه القومية في وجه احلاف ومؤامرات
الاستعمار في تلك الايام؟ وهل نسيت كافة اعماله التي حررت المواطن
العربي في مصر، هل كانت مصر ستصل إلى ما هي عليه الآن لولا عبد الناصر
والعسكر الذين لا تحبهم؟ ام انك كنت لا ترغب في قيام العسكر (غير
الديمقراطيين) بالثورة على الملك فاروق الديمقراطي؟ وفي سورية هل كان قادتها الديمقراطيون يرغبون في الوحدة مع مصر آنذاك لولا العسكريون غير الديمقراطيين؟ الذين ما كانوا ليتجرأوا على فرض الوحدة ـ كما تدعي ـ لو لم تكن جماهير الشعب العربي السوري إلى جانبهم. وأذكرك بالحيادية في الكتابة، لان ادعاءك بأن عبد الناصر لم يترك مهمة تحييد الجيش لكبار الضباط السوريين.. وانما فعل ذلك مستعيناً بمشيره وبضباط المؤسسة العسكرية المصرية غير صحيح. ويؤسفنا أن نستخدم بعضاً من تعابيرك لنقول ان ذلك تم بمشورة (الضباط الشوام) الأمر الذي ادى إلى كارثة الانفصال دون مقاومة لان الضباط الوحدويين الذين كانوا مستعدين للقتال في سبيلها كانوا قد نقلوا إلى الاقليم الجنوبي بمشورة النحلاوي ومباركة العقيد عبد الحميد السراج.
وفي حلقة: «سورية: لعب عفلق لعبة الحوراني في الرهان على العسكر» عاد الكاتب إلى التنظير الفكري ليدعي ان حزب البعث العربي الاشتراكي اتخذ قراراً سرياً خطيراً لم يقل كارثية عن كارثية القرارات الناصرية. فقد قرر الحزب، هكذا وبكل بساطة، قلب نظام الحكم والاستيلاء على السلطة بالقوة في سورية. ويظهر ان الكاتب كان يريد استمرار حكم الانفصال حتى انه اعتبر ان قرار الحزب كان كارثياً. فهو حزين عليه لان ما اقدم عليه الضباط الذين يسميهم (الضباط الشوام) من قلب لنظام الوحدة بالقوة العسكرية يعتبره ديمقراطياً ولا يجوز لحزب البعث التصدي له. والغريب ان الكاتب يصف الأمور على مزاجه، ويحكم على مجريات الاحداث حسب هواه، ثم يدعي انه ليس مؤرخاً موسوعياً وإنما مجرد مراقب شاهد على التاريخ. ويعود الكاتب إلى مغالطاته وطروحاته الطائفية معاً، ليدعي ان رهان الحوراني كان على مؤسسة عسكرية بكاملها، بينما كان رهان عفلق اشد خطراً لانه كان رهاناً ضعيفاً جداً، كان رهاناً على افراد لجنة عسكرية سرية مؤلفة من خمسة ضباط شباب، ويقصد بأنهم من الاقليات.. فهل تبدلت المؤسسة العسكرية التي يدعي ان الحوراني اعتمدها عن المؤسسة العسكرية التي قامت بثورة 8 آذار (مارس) وقضت على حكم الانفصال؟ انها هي نفسها بالتأكيد في ما عدا بعض القلة من الضباط الذين سقطوا مع الحوراني عندما سقط من حزب البعث العربي الاشتراكي لركوبه موجة الانفصال وقيادته لهذا النظام حتى سقوطه في 8 آذار 1963.
تركيبة اللجنة الخماسية
ولا يشعر الكاتب بالاحراج عندم يغالط أو يعود إلى اللغة الطائفية فيدعي ان اللجنة الخماسية العسكرية كانت مؤلفة فقط من ضباط بعض الطوائف الاكثر فقراً، مع ان الحقيقة تشير إلى ان اللجنة العسكرية كانت مؤلفة من: المقدم محمد عمران، الرائد صلاح جديد، الرائد عبد الكريم الجندي، الرائد حافظ الاسد، الرائد عثمان كنعان، الرائد منير جبرودي، الرائد حمد عبيد، النقيب مصطفى طلاس. وعند عودتنا إلى دمشق انضم اليها النقيب حسين ملحم، والنقيب حسين زيدان، والنقيب محمد رباح الطويل. وهؤلاء بالتأكيد ليسوا من طائفة واحدة وانما من معظم المحافظات السورية. ويقرر الكاتب انها كانت ناقمة على نظام ناصر ثم على نظام الديمقراطية البرجوازية والاقطاعية الذي قام في سورية بعد سقوط الوحدة، واراد الغاء المكاسب الاجتماعية التي تحققت خلالها وفي مقدمتها توزيع اراضي الاقطاعيين السنة على الفلاحين العلويين والاسماعيليين في وسط سورية. ألا يبدو الكاتب متناقضاً مع كل ما كتبه في حلقة سابقة من ان عبد الناصر لم يكن ثورياً في سورية بل كان اصلاحياً ووسطياً، بل مصالحاً بين كل الطبقات، وكان متأنياً في تطبيق الاصلاح الزراعي، بينما يذكر هنا ان نظام الانفصال بعد سقوط الوحدة اراد البقاء؟ نعم لقد تم توزيع الاراضي اثناء الوحدة ولكن ليس بالشكل الطائفي الذي يذكره الكاتب. فقد تم توزيع اراضي الاقطاعيين من مختلف طوائفهم على الفلاحين الذين يعملون بالارض، وبالتأكيد من مختلف الطوائف ايضاً، وليس فقط في وسط سورية وانما في كافة مناطقها سواء في الساحل أو سهول المناطق الوسطى والشمالية والجزيرة. وأعتقد ان هذه الحقيقة معروفة للجميع عدا غسان الإمام، الذي يحاول تجييرها لصالح المنطق الطائفي.
ويتابع (الشاهد المراقب على التاريخ) فيصل الى حلقة «سورية: نهاية
مبكرة لحياة الحوراني السياسية». وكنا نتوقع ان يتوقف عن التوجه
الطائفي، ولكنه كما يظهر لا يستطيع الخروج من هذه الشرنقة التي حبس
نفسه بها وأصبحنا نشك في انه يكتب للتاريخ فقط. ولو أنه كان فعلاً
ملتزماً بأدب الرواية وأمانة المراجعة، لاكتفى باستخدام تسمية الضباط
الحزبيين أو ضباط الريف، لانها تعبر عن حقيقة الامور وواقعها. الا انه
عاد إلى طروحاته الطائفية ثانية ليذكر ان الحوراني اعتمد الطائفتين
الفقيرتين والمحرومتين، العلوية والاسماعيلية، في المؤسسة العسكرية،
وانه وعى اخيراً خطر تسييس وتحزيب الجيش على اساس طائفي ومذهبي ضد نظام
الديمقراطية البورجوازية.، ليصل إلى الادعاء بأن نفي الضباط الشوام
الذين صنعوا الانقلاب ضد الوحدة الى خارج سورية قد خفف كثيراً من دور
ونفوذ الغالبية السنية داخل المؤسسة العسكرية أمام صعود دور ونفوذ ضباط
الريف من الاقليات... ونسي غسان الامام ان سبب ضيق ضباط المحافظات
السورية كافة من (الضباط الشوام) هو غطرسة النحلاوي وزمرته وقيامه
بالانقلاب تلو الآخر. وعندما شاهدت وأنا في سجن المزة خمسة وعشرين
ضابطاً دمشقياً يدخلون السجن فانني قلت لرفاقي: ابشروا بكل خير فهؤلاء
هم حماة النظام الانفصالي وسيسقط النظام ويتداعى من أول ضربة. وهكذا
كانت ثورة الثامن من آذار (مارس) المجيدة، وعندما دعاني (الضباط
الشوام) لزيارتهم في المهجع رقم (1) وعدتهم بشرفي العسكري ان يعامَلوا حسب القوانين النافذة ومن دون الحاق اي ضرر بهم. انني اقول بقلب مفتوح للسيد غسان الامام: هل كان الضباط الشوام وحدهم من الطائفة السنية، أو لم يكن معظم الضباط الذين شاركوا في مؤتمر حمص من الطائفة السنية؟ وانني اؤكد للكاتب المحترم ان الضباط ابناء دمشق بقوا في الخدمة العسكرية، وان من نفي هو النحلاوي وبعض ازلامه. وعندما تسلم حافظ الاسد السلطة في تشرين الثاني (نوفمبر) عام 1970 لم يسرح اي ضابط دمشقي اطلاقاً.
اننا نستغرب اصرار الكاتب على الانطلاق من الطائفية في روايته لما جرى
من احداث على الساحة السورية، ونردد مع ابناء شعبنا قولاً واحداً وهو
ان تقسيم الشعب العربي السوري إلى طوائف هو عمل مشبوه، وكان على الكاتب
ان يتذكر دائماً ان طوائف شعبنا كافة هي من اصول عربية واحدة وان حب
الوطن يتساوى فيه الجميع. ونتوقف في نهاية المقال عند الأفكار السطحية
لهذا الكاتب الذي يدعي ان الحوراني رد على عبد الناصر الذي حاربه ورد
له التحية بأحسن منها، وذلك بدفعه إلى اتخاذ قرار كارثي بطلب سحب قوات
الطوارئ من سيناء لان الحوراني ذكّر العرب بوجودها واعتبارها قوات
احتلال.. فهل وصلت الامور إلى هذه الدرجة من الاستخفاف بعقول
القراء...؟
ألا يعلم الناس جميعاً ملابسات انسحاب قوات الطوارئ من سيناء واللعبة
المنسقة بين اميركا واسرائيل وأمين عام الامم المتحدة آنذاك (يوري
أوثانت) عندما طلب عبد الناصر اخلاء شرم الشيخ فقط من قوات الطوارئ ليمنع سفن اسرائيل من الدخول إلى خليج العقبة والوصول إلى ايلات ليفاجئه الامين العام للامم المتحدة بسحب كافة القوات الدولية من سيناء وليفسح المجال لاسرائيل بتنفيذ مخططها والبدء بحرب حزيران (يونيو)
1967.
ونحب ان نسأل الكاتب في مجال تناوله لهذه القضية في ما اذا كانت مديحاً للحوراني ام اساءة له؟ فنتائج حرب حزيران لم تنه حياة عبد الناصر السياسية، كما كان يرغب الحوراني (حسب ادعاء الكاتب) بل عاد عبد الناصر اقوى مما كان واعاد تحضير الجيش المصري لحرب الاستنزاف وفي ما بعد لحرب تشرين، ولكن نتائج حرب 1967 كانت وبالا على الامة العربية باحتلال اجزاء من اراضي مصر وسورية والاردن، وكانت بداية الحرب النفسية المعلنة ضد النهوض القومي العربي الذي بدأ في الخمسينات والستينات، وما زلنا نعاني من اثر تلك الحرب حتى الآن. فأين مكان رد تحية الحوراني لعبد الناصر من هذا الواقع؟