[img]http://www.sana.sy/servers/gallery/20081014-161004_h196578.jpg[/img]
تستمر احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية في تقديم فعاليتها المميزة نادي الذاكرة الذي تقدمه لزوار مقهى الروضة بدمشق ثاني اثنين من كل شهر حيث خصصت لقاء الشهر الحالي للحديث عن الخطوط الحديدية الحجازية في سورية مستضيفة أقدم العاملين في الخط الحجازي وهما .. محمد بركات لطيف وعزيز فؤاد القاسم.
تحدث كل من لطيف والقاسم عن ذكرياتهما التي لا تنسى طيلة فترة عملهما في محطة الحجاز واستعرض القاسم سنوات عمله التي بلغت 47 عاما متواصلا أشرف بعد ذلك على دورات تدريبية فى صيانة القاطرات وقيادتها بهدف اعادة الحياة للخط الحديدى الحجازي.
بدوره استعرض لطيف الصعوبات التي كانت تواجه العمل في المحطة وعن الدور الذي كانت توفره الخطوط الحديدية في سورية وبلاد الشام في تأمين وسائل نقل امنة لركابه ونقل أطنان من البضائع بين أوروبا وبلاد الشام والحجاز.
طالب القاسم بإدخال العلوم التي تتعلق بالقطار الى المدارس وقال ان التوعية ضرورية ولا سيما عبر وسائل الاعلام المختلفة ما يساعد على تدارك أخطار كثيرة بما يتعلق بالوعي المروري للقطارات في المدينة ويمنع من الحوادث المؤسفة التي يتعرض لها الاطفال أثناء مرور القطار كما تحدث عن الروح العالية التي يتمتع بها العاملون في محطة الحجاز التي كانت بمثابة الشريان المروري الاهم للسوريين بداية ومنتصف القرن العشرين.
من جانبه تحدث المهندس محمود السقبانى المدير العام للخطوط الحجازية السورية فقال ان الخط الحديدي الحجازي من المرافق المهمة في سورية ورغم النظرة التي ينظرها البعض لهذه الخطوط على أنها باتت جزءا من التراث الا أننا في الخطوط الحجازية نطمح الى أكثر من ذلك ونرغب أن نعيد فاعلية الخط من خلال شبكة تربط ضواحي دمشق بالعاصمة ما يخفف عبء أزمة المواصلات على المواطن وهذا يبدو أنه في طور التحقق من خلال مشروع المترو الاول في دمشق.
يذكر أن فكرة انشاء الخط الحديدي الحجازي ولدت للمرة الاولى عام 1864 أثناء العمل على فتح قناة السويس وذلك عندما تقدم الدكتور زامبل وهو مهندس أمريكى من أصل الماني باقتراح مد خط حديدي يربط بين دمشق وساحل البحر الاحمر الا أن الاقتراح لم يلق الاهتمام حتى عام 1880 عندما قدم وزير الاشغال العامة في الاستانة مشروعا أوسع بمد خط حديدي من دمشق الى الاراضي المقدسة لكن المشروع لم ينفذ لاسباب مالية.
وفى عام 1900 أحيا الفكرة من جديد السوري عزت باشا العابد الامين الثاني للسلطان عبد الحميد مركزا على فكرة نقل الحجاج الى الحجاز فاقتنع السلطان عبد الحميد بالفكرة موجها النداء الى العالم الاسلامى بالتبرع للمشروع دون اللجوء للاموال الاجنبية ولقي هذا النداء استجابة تلقائية من مسلمي العالم وتشكلت لجنتان للاشراف على المشروع حيث قام مختار بك المهندس العثمانى بمسح المنطقة التي سيمر فيها الخط بين دمشق والمدينة المنورة الطريق القديم الذي كانت تسلكه قوافل الحج.
وتعد محطة القدم أول وأكبر محطة على الخط الحجازي حيث يوجد فيها أكبر معمل لصيانة القطارات والعربات وهي اليوم بمثابة متحف حي للعيان من حيث أقسام المخارط القديمة والمكابس وقسم الحدادة والسكب ومستودع للقاطرات كما يعكس بناء محطة الحجاز في دمشق أهمية السكك الحجازية ويتميز بطابع محلى حيث بني المكان عام 1908 على مساحة 925 مترا ويكاد يختزل تاريخ سورية المعاصر بدءا من السنوات الاخيرة للمرحلة العثمانية مرورا بالحرب العالمية الاولى والانتداب الفرنسي وصولا الى الاستقلال والمرحلة الراهنة
دمشق-سانا