آخر الأخبار

سياسة ارم وراء ظهرك

عبارة (ارم وراء ظهرك) التى وردت على لسان رئيس الجمهورية حسنى مبارك نقلا عن وزير الثقافة المصرى الفاشل فى انتخابات اليونيسكو عقب فشله تكشف عن واحدة من طرق تفكير رئيس الجمهورية وأقصد بها لا تبالى بنقد أو هزيمة أو فشل أو...وهى طريقة تكشف عن أن هذه العقلية لم تكن ولن تعد قادرة على الإدارة الفاعلة للحكم ويشهد على ذلك الكوارث التى تحيط بنا من كل جانب والفشل الذريع فى مجالات متنوعة فى الحياة المصرية.

وهى سياسة تقف وراءها عقلية لا يمكن الاطمئنان إليها أو الوثوق بها للحفاظ على مصالح البلاد إذ إنها تتجاهل وجود مشكلات حقيقية خانقة يمر بها المجتمع وكأنها غير موجودة بالفعل(الفساد & تهريب الأموال & المبيدات المسرطنة & تراجع قيمة العملة المحلية & زيادة الدين الداخلى والخارجى & تراجع الدور المصرى الخارجى & التهديدات المجاورة للأمن القومى & أخرى ).

وهى سياسة رأينا فيها التفكير بنظام القبيلة فى تسيير شئون الوطن فلا مانع من أن يتولى الأبناء بعض المناصب الحساسة تمهيدا للتوريث البغيض.

سياسة ارم وراء ظهرك سياسة يشعر معها صاحبها وكأنه لا حسيب ولا رقيب عليه ومن ثم تتضخم الذات وتنتفخ حتى ترى نقده هو تشويه للبلاد.

وهى سياسة تعمل على تكريس الشعور بالإحباط حيث المكان الطبيعى للفشلة هو البقاء لأطول فترة ممكنة فى المناصب الهامة للدولة وهذا منطق معوج لا نجد له مبررا ...فسياسة ارم وراء ظهرك تبعث برسالة للفاشلين أن يطمئنوا حيث لا قلق على مستقبلهم السياسى ولنا فى بعض الوزراء الفاشلين نماذج واضحة للعيان كان آخرها وزير الإسكان السابق ومن قبل كان رئيس الوزراء السابق أيضا.

سياسة ارم وراء ظهرك يخيل إلى أن قد تم توريثها للوريث المنتظر وحينئذ لا عزاء فى وطن يباع وأمة قهرها البطش فصارت فى ذيل الأمم ولما تنهض بعد.

ويبدو لى أن هذه السياسة وتلك العقلية ليست وليدة الشيخوخة بقدر ما هى طبع الشخصية ومن ثم فهى ليست خاصة بوزير الثقافة الفاشل لكنها سياسة عامة مبعثها ضعف العقل والالتصاق بالكرسى والأمن من الحساب والرقابة.

وقد كنت أرجو أن يحاسب الرئيس قبل الوزير على هذه الخسارة المتوقعة ولكن كيف يحاسب الفراعنة وقد ظنوا أن مصر ملكية خاصة بهم يمكن توريثها ( أليس لى ملك مصر) وكأنها أثواب متشابهة : العقل هو العقل والسخافة هى السخافة لكن الزمن غير الزمن.