---------السيدات والسادة: يا أبناء آشور العظيمة وخاصة أبناء الرافدين عراقنا الحبيب . يا أبناء الأبجدية يا جبابرة سوريا الطبيعية يا أحفاد أعظم إمبراطورية عرفها التاريخ يا أبناء الحضارة التي تفتخر بها كل الأمم...
أين نحن من الحقيقة .....؟؟؟؟هل ادر كناها يوماً أم أننا سندركها اليوم أشك بذلك، لاننا لو كنا ادر كناها يوما لما وصلنا إلى حافة الهاوية اليوم, وكأننا ولدنا من رحم المعاناة على صراخ الموت والقهر والتشتت، ونحن صاغرون لهذا نقتل ونضطهد ونطرد من بيوتنا وأرضنا منذ مئات السين منذ أن شوهوا صورتها منذ أن قيدوا حريتها منذ أن سلبوا كبريائها وجمالها وقتلوا عشقها في قلوبكم, فعشقتم غيرها تلك التي خانت بصيرتكم ومزقت وحدتكم واعتقلت أصالتكم في الماضي واليوم وغداً لهذا فشلتم فشلاً ذريعاً في تكوين جميع مقومات الأمة أو القوميات المستنسخة هذه في زمان، الاستنساخ هذا فماذا تنتظرون ......؟؟؟؟
نعم عندما يكون البعض من مثقفينا أيا كانت اعتقاداتهم أو التزاماتهم المبدئية أو الدينية أو الطائفية وربما القومية المستنسخة هذه في ليالي السمر أو في متاهات ذاتنا، وربما أحياناً الحنين وصوت ضمائرنا وصدق أقلامنا تجعلنا نتذكرها، ولو كعابر سبيل تدغدغ مشاعرنا نعم بين الفينة والأخرى، ندّعي بأننا ندركها.. أجل ..فيقال لنا انتم الأصل انتم أبناء دجلة والفرات انتم من غزوتم الدنيا بالحضارة والمعرفة، انتم أبناء سومر وأكاد وبابل ونينوى ( أبناء أشور العظيمة ) ونحن أحفادكم . ولكن كما يقال كلام الليل يمحوه النهار، هكذا تبقى أقوال بلا أفعال, ها نحن نشاهد في أمريكا اكبر دولة في العالم على سبيل المثال لا الحصر، يحكمها الابن الأسود، وهناك الكثير من الدول الأخرى يحكمها من دخل إليها جده أو والده عاملاً أو لاجئ، والأمثلة كثيرة, والسؤال الذي يطرح نفسه هل نحن أبناء الأرض والحضارة والتاريخ يحق لنا أن نحكم في بلادنا التاريخية أكيد لا.!!!!.. ولا نستطيع حتى أن نعبر عن ذاتنا المتجذرة في أعماق أرضنا ووطنا، والأبسط من هذا وذاك هل يعترف بنا كمواطنين من الدرجة الثانية حتى, وهل يتعاملون معنا كما تتعامل معنا ومعهم الشعوب الأخرى في أوطان الاغتراب مؤكد.!!!!!!!!!!!!!...
إذا أين هي الحقيقة..... وأين نحن منها فالكل يتجاهلها....!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟
هل حقا تاهت مع أسراب الطيور المهاجرة أم اغتيلت ببنادق الغزاة المستعمرة، أم شردت ما بين هذا وذاك، أم أضلوا طريقها في جداول دجلة والفرات، أم أنها تاهت بين جبال آشور وكهوفها هرباً من اغتيالها بحرابهم، وببنادق الغدر والجهل والإرهاب, أم أنها كتبت لنا الملاحم عن بطولات أجدادنا وعن حبهم لأرضهم وتمسكهم بها، وأيضاً الكثير من القصائد عن عشقهم للحياة و للطبيعة و للحبيبة. واليوم تغنيها لنا الطيور والعصافير ونحن لا نفهم لغاتها، لانتا ابتعدنا عنها كثيراً، وغيرنا شكلنا وأصلنا ولغتنا وعاداتنا وكياننا، وتفرقنا إلى أقوام ومذاهب مستنسخة ونتناحر ما بيننا عليها، وهكذا تاهت واختفت عن أبصارنا وعقولنا وقلوبنا فلا نجدها ولا نفهم لغاتها المتناقضة, وربما هي قريبة منا و تجري بعروقنا بل مدفونة في أعماق قلوبنا، ونحن لا ندركها... بل هي مدفونة في قبور أحيائنا لأننا دفناها بقبورنا، وهكذا... نحن أموات نحيا بلا حقيقة.....!!!!!!!
ماذا علينا أن نفعل لنجدها ولنحيا من جديد .....؟؟؟؟؟؟
هل نعترف بماضينا ....؟؟؟
ماضي أجدادنا السليم والمعافى الخالي من كل الشوائب التاريخية التي فرضت عليه أحياناً, أجل لان كل من ليس له ماضي لا مستقبل له، وهذه هي الحلقة التي فقدناها منذ عقود طوال. فما علينا إلا أن نتمسك بها كي نربط حاضرنا بماضينا حتى نبني مستقبلنا بصورة تبهر العالم، ويكف كل من له غاية في تشويه ماضينا وتاريخنا وحقيقتنا وتزويرها وسلبها، ونقول لهم كفوا أياديكم التي تلوثت بجرائمكم عنا، واحتفظوا بملاحمكم التي تحيكونها في ظلمة الليالي وعلى صفحات بالية في زمن متقاعد خانته عقارب ساعاتكم المتهرئة, استيقظوا من أحلامكم الوردية هذه, لانه لا يصح إلا الصحيح، والزمن سيتعافى وستكشف حقيقتكم وسينبذكم التاريخ وأهله..
هكذا سندرك الحقيقة التي فقدناها، وعليكم أيضاً أن تدركوها كي نبني وطننا بالأخوة والمحبة، وسيكون تاريخنا الشمس الساطع، والحارس الأمين على بلادنا ووحدتنا