حين نبين خطورة ما يلقى على الشبكة من أفكار ومن نقل للمعلومات بطريقة بعيدة عن العلمية والمنطقية ومتجاهلة لمعطيات علم الآثار وبقية العلوم الأخرى , فإننا لا نقوم بذلك رغبة في التصحيح والتصويب فقط , بل إن هذا الأمر يتعدى ذلك كثيرا, فهوأمر مصيري ووجودي يهم كل إنسان مؤمن بوطنه وومهتم بمعرفة حقائق تاريخه الذي زور وتاليا لكي ننبه من أن هذا التاريخ قد زور لأغراض استعمارية غير مخفية فيجب أن لا نكون مساهمين في هذا التزوير ولو نقلا إذ من المفترض بنا أن نكون في الطرف الآخر تماما.
نقل الشرق مجددا معلومات على هذا الرابط , لا تحمل جديدا سوى خلط الأمور , فكل سطر يحمل فكرة ونقيضها و على تناقض ذلك هناك أفكار خطيرة مررت في هذا الكلام تثبت للإسرائيليين ما عجزوا هم عن إثباته وتعطيهم ما لا يطالبون به وساشير لبعضها حتى لا نكرر الكلام ...
ماذا تعطي المقاطع المنقولة للإسرائيليين وماذا تثبت لهم :
يكرر خرافة الأصل السامي لليهود وللعبرانيين. ,ثم يقر بوجود دولة اسمها اسرائيل في ذلك الزمن وعاصمتها "أورشليم" , ثم يقر بوجود تسميات سامية للمدن وللأشخاص وبعض النصوص القديمة .
وأقول باختصار :
1- لم يتم إيجاد أي أثر لشيء اسمه دولة اسرائيل في التاريخ القديم , وكل ما ذكر عنها هو من التوراة فقط .
وهذه التسمية هي تسمية حديثة لأغراض احتلال فلسطين وربط هؤلاء المحتلين بجذور لهم في هذه المنطقة على أساس الوعد التوراتي بإعطائهم هذه الأرض لهم ولنسلهم.
2- لا يوجد شيء اسمه الأصل السامي لليهود أو العبرانيين , وهذه الخرافات العرقية (العرق الصافي)و(العرق المتفوق) سقطت علميا ومنطقيا , ولم يعد أحد يأخذ بها.
3- لا يوجد شيء اسمه لغة سامية , في كل التاريخ القديم والحديث , ولا تسميات سامية , وهذه من الخرافات التي روج لها في بداية هذا القرن ."نتمنى على أي كان أن يأتينا بمثال عن اللغة السامية هذه ".
4- كل هذا أتى في حملة تزوير ضخمة للتاريخ ,بدأ فيها المستشرقون توطئة لانتداب دولهم على المنطقة , وأكملها الصهيونيون توطئة لغزو فلسطين وإحلال شعب مكان شعب , حيث روّجوا لفكرة أن الشعب الفلسطيني هو من شعوب البحر الهمجية وهم من كان يسكن هذه المنطقة.
وأقول أخيرا لمن لا يعرف الجواب حقا:
هل يوجد عربي لا يعرف ماذا فعل الصهاينة من تحريف لأسماء القرى والمدن , ومن إسقاط التسميات التوراتية على الأماكن , ومن محاولات التهويد المحمومة والتي لم ينج منها المسجد الأقصى بزعم وجود هيكل سليمان تحته ,ألم يحاولوا أن يسرقوا حتى أهرامات مصر, وهل لا يعرف هذا العربي حقا تاريخه وكيف أن بني إسرائيل كانوا قبيلة صغيرة تعيش على أطراف الممالك الكبرى (أغاد وبابل وآشور وماري وسواها) على الرعي والتنقل ومن هنا سموا بالعبرانيين أي العابرين ,ولم يتركوا أي أثر يدل عليهم سوى هوامش ماجاء عنهم في الألواح الفخارية المكتشفة والتي تبين التاريخ الحقيقي لهذه المنطقة بعيدا عن خرافات التوراة ,والتي تسجل حملات الملك المركزي عليهم على حدود مملكته حين يعتدون ويتجاوزون حدودهم , والتوراة المنحولة أثناء السبي البابلي لهم في القرن السادس قبل الميلاد عن التراث والفكر البابلي , والتي كتبت بعد موسى بسبعمائة عام !!
تجول في بلدك وانظر إلى سومر وأكاد وأوروك وماري ونينوى وإيبلا واوغاريت وأريحا وصور وبعلبك والجيزة...ألا ترى آثار أجدادك شاهدة عليهم , فأين ترينا آثار أولئك "الساميين" .
إقرأ قصة الطوفان في الألواح البابلية الفخارية قبل أن ينحلها هؤلاء بألفي عام, وقصة الملك صارغون الذي رمته أمه في سلة في النهر ووجده الفلاح الذي أنشأه ورباه, وقصة الطفل الإلهي وخلق السماء والارض..وملحمة الخلق ( اينوما ايليش)..وجنة عدن..وألواح الخليقة..وقصة ادم وحواء ..وحكمة احيقار واثرها في الكتاب المقدس..والاصول السومرية لنشيد الانشاد..."
والتطابق بين قوانين موسى والقوانين البابلية التي سبقتها بأمد بعيد, وشريعة حمورابي .
وحدها ستعطيك الجواب
إضافة تعليق جديد