قالت صحيفة الغارديان البريطانية في عددها الصادر يوم الاثنين إن مكتب جرائم الاحتيال الخطيرة البريطاني (إس إف أو) على وشك الحصول على معلومات من بنوك سويسرية قد تؤدي إلى إثبات تورط العائلة السعودية المالكة بالحصول سرا على عمولات تصل إلى 100 مليون جنيه إسترليني في صفقة أسلحة بين البلدين.
وأكّدت مصادر مقربة من مكتب المدعي العام البريطاني للصحيفة أن مكتب جرائم الاحتيال الخطيرة قد أمضى، وبشيء من السرية، ثلاث سنوات في التحقيق بمزاعم الفساد المنظم التي طالت الصفقة الدولية التي نظمتها شركة بي إيه إي سيستمز، وهي أكبر شركة أسلحة في بريطانيا.
ولكن لم يكن السعوديون وكبار المسؤولين التنفيذيين في الشركة المذكورة وفي قسم مبيعات الأسلحة التابع لوزارة الدفاع البريطانية على دراية بحجم التقدم الذي توصل إليه إس إف أو في التحقيق.
حسابات بنكية
فقد نقلت مصادر مقربة من السلطات السويسرية قولها إنها أعلمت وسيطين بوجود جهات تسعى لتمكينها من الوصول إلى حساباتهما البنكية في جنيف.
وأضافت الصحيفة أن أحد الوسيطين يعتقد أنه سياسي لبنان مرموق والآخر هو ثري سوري. وقالت إن الوسيطين قد رفعا دعوى استئناف رسمية في جنيف ضد خرق السرية المصرفية لحساباتهما.
تلقت أفغانستان أكثر من 8 مليارات دولار أمريكي كمنح مالية منذ عام 2001. كما قدّمت الولايات المتحدة الأمريكية لوحدها مبلغ 18.7 مليار دولار أمريكي من أجل إعادة إعمار العراق عام 2003، ومع ذلك فشعبا هاتين الدولتين هما الآن أكثر راديكالية وتطرفا من أي وقت مضى
صحيفة الديلي تلغراف
وقالت مصادر قانونية إن السويسريين يمنحون في العادة حق الوصول بشكل مبدئي إلى الحسابات بغية الاطلاع عليها في مثل هذه الحالات الجنائية، وهذا بدوره سيمكن إس إف أو من تعقب أية عمليات دفع تم تحويلها إلى حسابات تعود لأفراد من الأسرة المالكة في السعودية.
ضغط سياسي
ومنذ كشف السويسريين عن اسمي صاحبي الحسابين المذكورين واجه المدعي العام البريطاني في لندن ضغطا سياسيا متجددا من قبل شركة بي إيه إي سيستمز لمنع التوسع بالتحقيق الذي يجريه إس إف أو في القضية.
وكشفت الصحيفة أن مسؤولين سعوديين كانوا قد التقوا بجوناثان باول، مدير العاملين في مكتب رئيس الحكومة البريطانية توني بلير، لمناقشة مصير "اليمامة 3"، وهي الدفعة الأخيرة من ثمن مبيعات بي إيه إي من الطائرات الحربية للسعودية والتي تقدر قيمتها بمليارات الجنيهات الإسترلينية.
وأضافت الصحيفة أن الاجتماع حصل في ظل مخاوف من تعثر الصفقة فيما لو أخفقت جهود إغلاق التحقيق في القضية.
تهديدات بقطع العلاقات
وكانت صحيفة الصنداي تايمز قد كشفت في عددها الصادر يوم الأحد عن تهديدات سعودية لحكومة بلير بقطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وسحب التعاون الأمني بينهما فيما يخص تنظيم القاعدة إذا لم يتم إغلاق التحقيق المذكور.
ولكي نبقى في دائرة المال والفواتير، نذهب إلى افتتاحية الديلي تلغراف الصادرة صباح الاثنين والتي خصصتها الصحيفة لمناقشة جدوى تقديم المساعدات المادية للحكومات التي تتعاون في الحرب على الإرهاب.
اعتبرت "صفقة اليمامة" الأضخم من نوعها وبلغت قيمتها 43 مليار جنيه إسترليني
فقد جاءت افتتاحية الصحيفة بعنوان "بعثرة المال الحلال وراء الحكم السيئ" مشددة على أن الصراع ضد من أسمتهم الجهاديين لم يجر على ما يرام وكما كان مؤمّل منه.