يبدو أن الكثير من الناس في جبلة سيقررون في النهاية العيش في بيوت الشعر، أو نصب الخيام في الشوارع، هذا إن سمحت البلدية الكريمة بهذا.
سمعت من عدد من الأصدقاء عن ارتفاع أسعار العقارات، وخاصة أسعار البيوت، في جبلة، حتى أن سعر البيت فيها صار يضاهي سعر البيت في ضواحي دمشق مثل صحنايا.
وعلى سبيل المثال وصل سعر البيت بمساحة 100 كم إلى أكثر مليوني ليرة سورية في بعض مناطق مدينة جبلة. بهذه الحالة على كل جبلاوي أن يعلن أنه سيبقى عازبا أبد الدهر حتى تفرجها عليه السماء أو يستأجر بيتا يخصص له دخله الشهري، ثم يعيش على التسول من هنا وهناك.
إن السادة المسؤولين في مدينة جبلة في البلدية وغيرها يتحركون بسرعة إذا وصلتهم "خبرية" عن بائع على بسطة خضار تجاوز الشارع وقرر البيع في مكان غير مسموح به، ويضربون أخماسهم بأسداسهم في جمع الضرائب من ضريبة النظافة التي لانرى منها شيئا حتى ضرائب "شم الهوى"!! ولكن هل فكّر أحد منهم ولو للحظة واحدة بما يحصل في جبلة، وكيف ترتفع الأسعار ؟ لا أعتقد.
أستعيد هنا بعض ذكريات كبار السن في ضيعتي. كانوا يقولون إنه في الخمسنيات نزلوا من الضيعة إلى المدينة على ظهر الحمار وبعضهم مشى حافيا على طرقات غير معبدة، ومن اضطر للبقاء في جبلة وقد سبقه الليل كان يلجأ إلى خان "بيت شعيب"( أرجو أن أكون دقيقا) لينام هناك مقابل بعض القروش. الله يرحم آل شعيب أحياء وأمواتا.
يبدو أن الشباب الراغب بالزواج بحاجة إلى خان جديد في جبلة مثل "خان بيت شعيب" ، وبعد ذلك نعمم التجربة على كل سوريا.
أشعر بالحزن والأسى على الشاب الذي لا يجد سكنا ليتزوج فيه. فهو إن حل مشكلة العروس ووجد فتاة لا تكسر ظهره بتكاليف الأعراس والنفقات ، سينكسر ظهره وهو يبحث عن بيت حتى بالأجرة. وإن وفقه الله ووجد بيتا بأجرة معقولة، فإنه ظهره سينكسر حتما وهو يقضي حياته في دفع أقساط الأجهزة الكهربائية والديون اليومية وفواتير "الرفاهية"!!