آخر الأخبار

ثقافة الاستهلاك( 10)

أيها الأخوة الأعزاء : كثرت خلال السنوات الماضية القوانين والتشريعات والتعليمات التنفيذية والتفسيرات وتعديلات ما ذكرنا وأريد في حلقة اليوم ان أناقش هذا الجانب : هل نستهلك قوانيننا وبالتالي منطقنا ونظامنا ؟
سأتناول هذا اليوم قانون هدفه الإضاءة على هذا النمط المدمر وهو قانون البناء رقم 1 للعام 2003 وما تبعه من تعليمات وتعديلات التعليمات وصولا للمرسوم رقم 59 في هذا المجال .
مقدمه لا بد منها
في ظل الانتشار العشوائي للسكن وما رافقه من تحرك الصفيحة الزلزالية في المنطقة ومنطقة الفالق العربي الإفريقي وبينها سوريا مما هدد ان تكون هناك كارثة حقيقية مع احتمالات وقوع زلزال مدمر وخاصة أن المنطقة عبر تاريخها شهدت زلازل بشكل دوري خلال مدد زمنية وفترات شبيهة بين الفترة الواقعة بين آخر زلزال دمر آفاميا وحضارتها والزمن الحالي . وبملاحظة بسيطة لواقع السكن العشوائي وانتشاره الأفقي والعمودي وبشكل لا يستحوذ شروط السلامة والأمان . هنا نستنبط انه لا بد من وجود قانون ناظم فكان قانون البناء رقم 1 وما تبعه
ولكن ماذا حصل ؟
1- لم يدرس القانون مواصفات الأراضي وخاصة بالريف مما حرم ملايين الأشخاص من ابناي القرى من ابسط حقوقهم وأكثرها قداسة وهي المسكن
2- غياب التوصيفات الرقمية للقرى وساكنيها ومواصفاتهم الاقتصادية والاجتماعية والبيئية وإمكاناتهم ومهاراتهم وكيفية تنقلهم إلى أماكن عملهم وغيرها مما يضطر له كل من يعمل في مجال التنمية البشرية الحاضره دائما" في كل الدنيا عند التخطيط
3- لم يستطع القانون أن يميز بين الريف والمدينة وانه حتى في أكثر دول العالم تقدما" وجد هنا ك ريف ( انكليزي - اسكوتلندي - فرنسي 00 الخ ) ويوجد الكثير من المباني لديهم مبنية بالخشب والتوتياء والحديد وغيرها الا عندنا بدنا شروط أمان ؟؟؟؟
4- استغل القانون لرفع تكاليف التراخيص لصالح نقابة المهندسين فأصبح الفلاح الذي يملك 25 دونم لا تنتج 50 الف سنويا" وهؤلاء الفلاحين ندرة الذين يملكون هذه المساحة يأخذ كامل إنتاجه مهندس ونقابته لقاء عمل نصف ساعة على برنامج الأوتوكاد كون أصبح كل شيء مبرمج ولا حدا عم يشرف ولا من يحزنون ؟.مما ساهم بتدمير قيم الإنتاج وعزز قيم الاستهلاك وتوضع رأس المال مع فئة مستهلكه بحياتها ونمط معيشتها وحرم الفئة المنتجة من ابسط حقوقها
5- حرم القانون معظم سكان الريف من البناء بسبب عدم دراسته بدقة وجعل قرى كاملة خارج حركة الحياة حيث من المفروض ان السكن من ابسط وأقدس الحقوق عبر التاريخ وهذا الموضوع منذ العام 2003 وحتى تاريخه وبدون أفق للحل 00 بسبب قانون حاول أن يحميهم من الزلازل فكان كل ما فعله هو زلزلة كيانهم ووجدانهم وبقائهم وبالتالي كرامتهم التي عبر عنها القائد الخالد حافظ الأسد بأنها : جوهر الوجود الحي
6- تستطيع ان تعد نفس الدراسة الفنية الموجودة من قبل نفس المهندس على ان لا تكون رخصة بمبلغ لا يزيد عن 1500 ليرة سورية وعندما تستلمها نقابة المهندسين تصبح 50 الف ليرة ؟
7- خطة البناء بالريف لا تقل عن عشرة أعوام وتبدأ عادة مع عمر لا يقل عن 25 سنة ففي حال أخرت المواطن على الأقل عشر سنوات أخرى فسيبدأ بالبناء ب 35 وتضيف لها عشرة أعوام فمتى يسكن ومتى يتزوج ومتى ينجب ؟؟؟؟
أيها السادة سؤال حلقة اليوم من ثقافة الاستهلاك هو : أليست قوة أي قانون تأتي من مواصفتين : الأولى منطقيته والثانية التشدد في تطبيقه ؟ وأي قانون غير منطقي تتشدد في تطبيقه ألا يعني هذا انك تحرض الناس على السلطة التي أصدرته (وهنا نشير ان القانون صدر بتوقيع السيد الرئيس )وبالتالي تحرض الناس على النظام والحكم الذي تبنى الفقراء وكان دعامتهم وكانوا دعامته وضمانته ؟ سؤال اتركه في عهدتكم لحلقة أخرى من ثقافة الاستهلاك

حورات عمورين