تبدأ القصة في العام 1934 حيث تولى الشيخ تاج الدين الحسني رئاسة الحكومة السورية بتكليف من المندوب الفرنسي بونسو وذلك في عهد أول رئيس للجمهورية السورية محمد علي العابد، ونتيجة لذلك خرجت المظاهرات في مختلف أنحاء سورية منددة بحكومة الشيخ تاج الموالية للفرنسيين وازدادت حدة المظاهرات خلال حفل تأبين المجاهد ابراهيم هنانو حتى انتهت بقيام إضراب في العام 1936 أطلق عليه بالاضراب الستيني في كل من دمشق وحلب، وكان المتظاهرون ينادون خلال مظاهراتهم:
" شيخ تاج يا بومة يابو اللفة المبرومة عطيني شعرة من دقنك لخيط هالبيتونة (البوط) "
أقيلت على إثر هذا الاضراب حكومة الشيخ تاج الحسيني وتشكلت حكومة برئاسة عطا الأيوبي ....
إلا أن الشيخ تاج الناقم على المتظاهرين الذين كانوا يهتفون ضده في مظاهراتهم مالبث أن عاد إلى السلطة وهذه المرة بمنصب رئيس للجمهورية في العام 1941 ... وقرر ان يصدر طوابع خاصة بمناسبة توليه لرئاسة الجمهورية، وكانت الطوابع تطبع آنذاك في فرنسا، وعندما سأله مصمم الطابع عن الصورة التي يضعها داخل هذا الطابع، فاجئه بأنه يريد أن يضع صورته بالطول الكامل على هذا الطابع ...
عندها سأله المصمم باستغراب عن خياره بوضع صورة بالطول الكامل وقد درجت العادة أن توضع صورة من النصف الأعلى من الجسد ....
فاجابه الشيخ تاج : إن بيني وبين هؤلاء المتظاهرين الذين شتموني دين قديم وعلي أن أرد ذلك الدين، لقد شتموني في مظاهراتهم، وحان الوقت لكي يلعقوا (قفاي) كلما أرادوا أن يضعوا طابعاً من هذه الطوابع على معاملاتهم الرسمية ورسائلهم البريدية ......
يذكر أن الشيخ تاج توفي خلال فترة رئاسته عام 1943 ....