بعد إعلان تنصيب السيد أحمد الشرع لرئاسة انتقالية,لم يفوت السوريون الفرصة لإغراق وسائط التواصل بالتعليقات الجادة منها والهزلية وارتفعت حمى التعليقات والردود المضادة والتي استهجنت أي انتقاد أو(تشويش) على هذا الأمر كما اعتبر البعض .
فمن حيث الشكل لم تكن طريقة الإخراج الإعلامي موفقة كثيرا,إذ كان يجب ان تكون علنية ومباشرة,وصولا للمضمون وموضوع الشرعية ويرى المختصون لوجود احتمالين للأمر فقط الأول يخضع لدستور 2012 وبموجبه يكون الرئيس الشرعي هو فيصل المقداد,والثاني يخضع لمفهوم الشرعية الثورية وهو حالة استثنائية يعتمد على درجة شعبية الثورة وإلى درجة عير عادية من الوحدة الشعبية.
وكان لافتا بجمهور الموالاة الجديد عدم تقبلهم لأي انتقاد للحكام الجدد في دمشق مهما كان بسيطا سواء من حيث الشكل أو من حيث المضمون ,وذهب بعضهم لحد اتهام المنتقدين بأنهم من (الفلول),وعاب آخرون على هؤلاء أنهم مجموعة منفصلة عن الواقع ,لا يقرون بالتغيير ولا يعترفون بالوقائع الجديدة ,ويريدون الأشياء جاهزة نظيفة مرتبة بدون شوائب وهذا كما يرون مستحيل عمليا ,خصوصا في بلد مثل سوريا عانى طويلا من سنوات العزلة والقمع والإستبداد. وهؤلاء لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب.
الأمر الذي يرده المنتقدون عليهم بالقول: نحن كنا ننتقد ايام النظام ودفع العديد منا الثمن ولكن كان النظام يقمعنا ,وها نحن ننتقد الآن ولكن من يمنع الرأي الآخر ويقمعنا هو أنتم يا جمهور الموالاة الجديد والذين أثبتم أن معارضتكم كانت للشخص وليس للنهج ,وأنتم بتسليمكم بالأمر من دون اعتراض أو مناقشة لأي قرار إنما تسهمون بصنع ديكتاتور جديد بشكل مختلف وهذا ما لا نرضاه ,ولسنا على استعداد لقضاء بقية عمرنا بالنضال من جديد لإزاحة طغيان وديكتاتور آخر.
ومن المعيب أن ننهى عن أمر ونأتي بمثله,وإلا فما معنى لنضالنا وتضحيتنا السابقة ألكي نفعل نفس الفعل الذي كنا تشتكي منه ,وقمنا بالإحتجاج عليه وهذا يفرغ كل العمل والنضال من مضمونه ,وهذا ما تريدون منا أن نغمض العين عنه .
أما التعليقات الساخرة والهزلية في الموضوع فقد نالت القسط الأكبر حيث انتشرت مئات التعليقات الهزلية على هذه الوسائط إن كان من حيث شكل تنصيب الشرع كرئيس انتقالي أو من حيث المضمون ومن هذه التعليقات نذكر أمثلة:
فقال أحدهم مخاطبا القائد الجديد بعد ان وعد بزيادة الرواتب ولم يحصل الناس حتى على رواتبهم الأصلية :"أسمع كلامك أصدقك,أشوف أعمالك أستعجب" وقال آخربعدما احتجب الحكام الجدد طوال الفترة الماضية عن التحدث مباشرة للناس:"لا خيل عندك ولا مال ...فليسعد النطق ".
وتعليقا على اقتصار (حفل)التتصيب على مجموعة محدودة ومجهولة من الحضور قال أحد التعليقات:
"كنا حابين نعزمكن عالإنتخابات ,بس صار كل شي فجأة وعملناها هيك عالدّيق".
وقال تعليق آخر في إشارة لغياب الإعلام وقراغ المؤسسات:"الشعب السوري أول شعب في العالم يأتيه خبر تعيين رئيسه عبر التلغرام".
في حين قال آخر :"الجولاني يعيّن الجولاني رئيسا"؟.
ولمز آخر من باب الرئيس المخلوع والرئيس القادم فقال :واحد بيروح من دون باي ,وواحد بيجي من دون هاي !." وأيضا :"شوفولنا إذا فيه ثين بخطاب الشرع بيكون بشار منقلو إياه ".
وآخر :"إذا بدأ الشرع بالشعر والتعريفات ,فهذا الخطاب بيكون تاركو بشار بالقصر قبل ما يهرب".
وقال تعليق مطالبا أهل درعا بعدم السماح للأولاد بكتابة شعارات على الجدران:"أ
"اهلنا بدرعا ولادكن بس هاليومين بالبيت دخيل عينكن."
أما عن آليات الإعلان فقال تعليق:"انتقنا من مرحلة 99,99 % لمرحلة ما حدا طلب منك إعطاء رأيك".
وكتب أخر:"شوراقراطية...تماما مثل ما قال أحد المشايخ لبشار".
وتخيل البعض أن الرئيس الجديد (يقرر) من هو شعبه ,تمام كما قال الرئيس المخلوع:الله سوريا وشعبي وبس فقال:"
أحمد الشرع: طلبتُ من الأخ حسين عبد الغني أن يُخبركم أنني قررتُ أن تكونوا شعبي.
ونشر آخرون مقاطع من مسرحيات سورية كوميدية مثل مقطع من مسرحية ضيعة تشرين :يقول أسامة الروماني للبيك :يا بيك إيمتا راح تجروا هالإنتخابات اللي فزتوا فيها؟"
وآخر لمقطع من مسرحية ضيعة تشرين عن تنصيب المختار ,حيث يظهر الفنان عمر حجو وهو يحمل صورة المختار الجديد ,ويفاجىء بأن هذا قد تم الإنقلاب عليه ويعلق غوار عليه قائلا/"يظهر النجار تبعك إيدو تقيلة شوي؟!".
وأيضا لمقطع من مسرحية الزعيم لعادل إمام حيث يقول أول الخطاب مخاطبا الشعب :يا أيها .....إيه (ويسأل معاونه همّا دول إسمهن إيه ليرد معاونه :(الشعب ..الشعب ) ؟!
البعض يرى هذا الأمر ممارسة ديموقراطية خاصة بالسوريين خصوصا بوجود فراغ إعلامي رسمي وفراغ في المؤسسات والمنتديات ,والبعض الآخر يرى الجانب السلبي من الأمر بوجود مجموعة من المتعصبين الذين يلقون على هذه الوسائط تعليقات طائفية وعنصرية ,تؤدي لردود أفعال من نفس المجموعة من المجموعات الأخرى ,ويصبح هناك تراشق طائفي وعنصري بعيد عن أية أفكار أو اي خدمة لهذه المرحلة الإنتقالية الحساسة ,وتعقد الأمر على أصحاب الأمر.
إضافة تعليق جديد