آخر الأخبار

الناس تمهلكم,وأنتم تهملون!

وسط المطالب العديدة بأن تمهل الناس المؤتمنين الجدد على البلاد ,وتعطيهم الفرصة للبدء في عملية تجاوز مخلفات الماضي والشروع ببناء بلد على أسس جديدة ,تليق بما ناضل الناس لأجله وطالبوا فيه ودفعوا أثمانا باهظة في سبيله .

من حياتهم وحريتهم وهجرتهم وبؤسهم ,وهو رصيد ضخم ليس لأحد أن ينفرد باستغلاله , وتوظيفه لصالح جهة دون أخرى

.بطريقة إقصائية وفردية ,فهذا الرصيد هو لكل المحتمع ,ومن أجرم وأساء وأفسد فهناك قانون ومحاكمات بانتظاره لينال جزاءه العادل ,وليس لأحد أن يستغل دماء شهيد ولا معاناة سجين ,فهذا مكانه في وجدان الأمة

 ووسط التبرير بأن التجاوزات والإنتهاكات التي تحدث ما هي إلا تصرفات(فردية)مدانة

إلا أن السجل يكبر وتتضخم التعثرات والأخطاء بطريقة لا يمكن تجاهلها وتجاهل خطورة مدلولاتها.

وبدا جليا أن كثرة التحذيرات من أن نموذج ادلب لا يمكن أن بعمم على مستوى سوريا لم تجد آذانا صاغية ,

فما يجري على مستوى الداخل ما هو إلا انسحاب آلي للمحاور ,فباختصار إن الهيئة التنفيذية في ادلب قد انتقلت لحكم سوريا بنفس العقلية ونفس المنهجية.

,فيخرج علينا رجل لديه أزمة نفسية بنظرية اختلاف المرأة بيولوجيا عن الرجل! وكأنه اكتشاف العصر ليبرر حجزها في البيت

مذكرا إيانا بنظرية مثيله في مستوى التفكير بأن دماغ الرجل أثقل من دماغ المرأة,لذلك هو متفوق عليها ! وعلى أحد أن يهمس بإذنه بأن دماغ الحوت والثور أثقل من دماغ الرجل

وهاهو وزير الصحة يتعثر بنفسه وهو يبرر تغيير عناصر وزارته بعناصر من ادلب حصرا وكأن سوريا قد خلت من الكفاءات!

وهاهو انفلات الامن في حمص والتعدي على كنيسة في حماة وإغلاق محطات الإذاعة بدون مبرر قانوني وحوادث متفرقة في مصياف والغاب والكثير من التجاوزات والتصريحات التي تحمل النفس الطائفي تمر بدون ضبط وحساب.

نسمع أنه قد تم توقيف من اعتدى على الكنيسة ولكن كما في بقية التجاوزات لا يتم التصريح عنه ويتم التكتم عليه وعلى الإجراء المتخذ ضده.

وخرج علينا السيد الشرع أخيرا بنظرية العقد الإجتماعي مع الطوائف مفرّقا بين مكونات المجتمع,عوض الحديث عن بناء دولة المواطنة والقانون ومساواة جميع الأفراد في الحقوق والواجبات بدون تمييز أو تفرقة.

لن نتحدث عن التوغل الإسرائيلي واستباحة الأراضي السورية ولا عن النوايا التركية في الشمال فقد تم الإعلان بأننا(لن نحارب أحدا بعد الآن) وكفى الله المؤمنين شر القتال!

 

إلى أين تقودون سوريا أيها المؤتمنون عليها؟

صحيح أن دحر نظام الفساد والإستبداد قد تم بتوافق ورغبة دولية وإقليمية ,ولكنكم كنتم الأداة وهذا ما يحفظه السوريون لكم حتى الآن,

وبتم تصرفون من هذا الرصيد بإفراط ودون روية  

والسوريون ليسوا على استعداد لإعادة إنتاج استبداد جديد ,قد يفنون ما تبقى من عمرهم لكي يدحروه مجددا

ولكي يبحثون عن أشلاء وطنهم المنتهشة في أفواه الذئاب الإقليمية

إضافة تعليق جديد