
آكلوا الثعالب
عن ماذا اكتب يا رفيق ؟ أأكتب عن فلسطين؟ فكتّابها كثُر والحمد لله وكما قال المثل “خلّيها بِتِبْنِها ولّلي فيها بكفيها” أم أكتب عن “الثورات” ام عن “المجازر”.أأكتب عن الخليج ـم عن مصر,ام عن السودانَيْن ام عن اليَمَنَيْن أم عن جمهورية طبرق التي كانت ضمن الجماهيرية العظمى,ربما تريدني ان اكتب عن قمة بغداد .
ربما أكون قد وصلت متأخراً فقد سُبِقْتُ منذ عقود بالكتابة عن قممنا وافضل ما قيل فيهم هو قول مظفر النواب في قصيدته “قمم قمم ..معزى على غنم” ,أنصحك بقراءة القصيدة لأنها تصف وضع “المُقمقِمين” وهم في افضل أحوالهم, لكن, بما أنّ الكاتب لابدّ ان يجد ما يكتبه فقد خطر ببالي موضوع غريب – نوعا ًما- وربما أسجله في موسوعة غينيس “كبراءة اختراع” والموضوع بسيط وقد اكتشفتُه بالصدفة.
حيث بعد التفكير العميق والخلوات مع النفس اكتشفت ان هناك اسباباً بيولوجية لاستكانة هذه الأمة,فحاولت البحث في الانترنت فوجدت انني لم ابتعد كثيراً عن الحقيقة , حيث انه تبيّن لي أنّ نوعية الطعام التي يأكلها الانسان- والحيوان ايضاً- تؤثر على تصرفاته وسلوكه وطبائعه وأحاسيسه, تخيّل أنّ ابوالعلاء المعري الشاعر المرهف والفيلسوف قد حرّم على نفسه أكل اللحوم بل انه حرّم على نفسه حتى منتجات الحيوانات كاللبن والعسل والبيض لأنه وحسب فلسفته فإنّ النحلة او النعجة او الدجاجة أوْلى بتعبها منه!
نعم لقد لاحظت أنّ النباتيّين هم أرقّ أحاسيساً من غيرهم وبما أنني أعلم أنّ أمّتنا هي من أكثر الأمم استهلاكاً للّحوم فقد وجدتُّ تناقضاً واضحاً في هذه النظرية, فمن المفترض أن نكون شرسين عنفوانيّين كالأسود او النمور آكلة اللحوم لكننا نبدو وكأننا من الرّخويّات!
عجباً ألا تُستورد البواخر العملاقة كل عام محمّلة بالخراف من استراليا و نيوزيلاندا وبلغاريا؟ لقد اكتشفت أنّ مربط الفرس يكمن هنا,فقد غَلَبَت علينا صفة لم تكن سائدة لدى أجدادنا المفترضين ,ألا وهي صفة الجُبْن وعدم الإكتراث بما يحصل لأخوتنا!
فترى الخروف يمدّ رقبته للذبح عندما يرى السكين, نعم لقد اصبحنا خرافاً.
وبعد دراسة نوعية أكل أجدادنا,اكتشفت أنهم كانوا يعتمدون على الإبل في حياتهم والإبل كما تعلم من أكثر الحيوانات صبراً و ذكاءً وتحمّلاً وقوةً للذاكرة بالإضافة الى ما نعرفه عنها من تحمّل الصعاب ,والإبل لاتنسى من أساء لها ولو بعد عقود “هكذا وجدتها بعد البحث والتحري”.
ولقد دعمني أحد الاصدقاء بمعلومة لأثبات نظريتي وهي أنّ آكلي لحم الخنزير لا يغارون على عرضهم مثله! وأنّ صائدوا الثعالب هم أخبث منها فهم ينصبون لها الكمائن
فيقبضوا عليها,أمّا آكلوا الدجاج والأرانب فكان الله في عونهم!
أخيراً وليس آخراً ألا تتفق معي كي أسجل براءة الإختراع هذه عند غينيس خصوصاً وأنه لنا باعٌ طويل في هذا المجال,ولدينا براءات كثيرة مسجلة عنده منها على سبيل المثال لا الحصر,أننا الشعب الوحيد في العالم الذي ما زال يرضخ تحت الاحتلال, وأننا فاوضنا عشرين عاما وأفطرنا على بصلة,و دولتين افتراضيّتين.