الأربعاء 2025-05-14
Edit Content
جبلة جبلة
  • most recent news
  • trending news
  • most read
  • All Video
  • Image gallery
  • more
من نحن

موقع جبله

2025-03-13
  • Accessibility
  • Help
  • Contact
  • About qoxag
جبلة جبلة
مراسي
المال والسعادة
فانك
يا سوريا
قادة الإشتراكية
جبلة جبلة
  • الرئيسية
  • أدب وحياة
    • أدب
    • إضاءات
    • حياة
  • سياسة
    • تقارير
    • رأي
  • فوتولوجي
  • مراسي
  • عن الموقع
  • اتصل بنا

الهيام بالزعيم

 الهيام بالزعيم
ساخرون

الهيام بالزعيم

- Felodimy 2025-05-10

حدث ذلك في زمن غابر، حدث أيضاً في زمن أقرب، ثم في زمن معاصر، وعلى الأرجح سيظل حدوثه أمراً «مألوفاً». هاجت الجموع وماجت، ولم تستطع مقاومة الهُيام، فلم يكن هناك بدٌّ من حمل الزعيم على الأكتاف، والتلوّي والتشظّي من العشق والغرام.

طبعاً الزعيم ما حب يخجّل الشعب، وسمح لهم بأن يحملوه بتواضع لا يمتلكه إلا الزعماء.

يحكى أن أحد الزعماء لوّح طويلاً للحشود، ثم دخل سيارته من دون أن يحمله أحد. ما كان من الجماهير إلا أن حملت السيارة بمن فيها، يا للوفاء! إنه وفاء وطني أصيل بالطبع، هناك شعوب في بُقع أخرى من الكوكب السعيد جاحدة، عدّوا معي: هتلر، وموسوليني، وتشرشل، وديغول، وماو تسي تونغ، لم تحمل شعوبهم سياراتهم، برغم شعبيتهم المزعومة أوقات حكمهم. (يا عيب الشوم بس).

أين ينمو الزعيم؟

ينمو الزعيم في كل اﻷماكن، لدى الشعوب الحية، وتلك الخاملة التي تخلّت عن مستقبلها وماضيها لرجل جاء على ظهر دبابة، يروّض شعباً بالحديد والنار والسجون، أو جاءت به صناديق الاقتراع التي لا يعرف أحدٌ ما فيها من اﻷصوات. وينمو وينمو بكامل الفيتامينات التي يوفرها له البلد، ويتوهّج بعد جلوسه على كرسي الحكم ذكاءً وفطنةً وحنكةً تعلو على أفهام السوقة والعوام، وتسيل الحكمة والموعظة الحسنة من أحاديثه. والشعوب من وراء تلفزاته، أو في ساحاته، تقدم طقوس العبادة والولاء له، والبراء من معارضيه ومخالفيه الرأي والقول.

«موضة» المظاهرات، عفواً «المسيرات» الصاخبة والحاشدة والجيّاشة بالحب والهيام، واحدة من أهم الاختراعات البشرية في تأييد الشعوب للزعماء. لا أحد يعرف بالضبط من اخترعها، يذكر التاريخ أن نبوخذ نصّر عندما مر في مدن سوريا باتجاه المتوسط كان في استقباله على الطرقات «كثير كثير من البشر أكثر من عدد النجوم».

وعبر التاريخ أيضاً، كان هناك متعهدون جاهزون ﻷي مناسبة، تطوّر هؤلاء من مجرد متعهدين صغار أيام زمان، إلى مؤسسات متكاملة في وقت لاحق، تؤمّن للجماهير الرايات والشعارات والخطابات حتى. لا بأس من بعض البهارات، كأن يغمى على صبية جميلة في وسط الميدان أمام نصب الزعيم، أو عندما يمر الزعيم من أمامها. 

بالطبع يكون اﻹعلام حاضراً بالصدفة، وللصدفة، ودائماً ولو تكررت الحكاية ألف مرة، بالصدفة، وتلتقط الكاميرات تلك اللحظة التاريخية وتعممها لتعبر الكرة اﻷرضية في غضون ثوان.

سيكولوجيات بلا طعمةجرت مئات وعشرات المحاولات لتفسير هذه الظاهرة. زعم بعضهم أن بعض الشعوب لا قِبل لها بغير عبادة الحاكم طريقاً، وأن لا ديموقراطية ولا غيرها تنفع معها، إلى درجة أن فيلسوفاً مثل غوستاف لوبون، الفرنسي، ذهب إلى أن العِرق «دسّاس»، مثلما الدين والجنس، وأن «الجمهور عبد للتحريضات التي يتلقاها، ولا يعبأ بأي عقبة تقف بين رغبته وتحقيق هذه الرغبة. سريع التأثر وساذج في الوقت نفسه وقابل لتصديق كل شيء، حيث يخضع الجميع لقوة التحريض وتصيبهم عدوى انفلات العواطف، بحيث تلغى شخصية الفرد المستقل ويصبح إنساناً آلياً ابتعدت إرادته عن القدرة على قيادته».

أما المندس، ابن خلدون، فيرى أنه «حينما ينعم الحاكم في أي دولة بالترف والنعمة، تلك الأمور تستقطب إليه ثلة من المرتزقين والوصوليين الذين يحجبونه عن الشعب، ويحجبون الشعب عنه، فيوصلون إليه من الأخبار أكذبها، ويصدون عنه الأخبار الصادقة التي يعاني منها الشعب. ولطالما فاز المتملّقون»، وهؤلاء هم «دعامة الاستبداد» التي تحدّث عنها مندسّ آخر، هو عبد الرحمن الكواكبي في «طبائع الاستبداد».

سيكولوجيّات مهمّة كتير

يحب الزعيم الشعب، ويحب التضحية. يتحوّل إلى أكبر مضحٍّ كرمى لعيون الشعب.

يملّ من الزعامة وواجباتها الجسام، ويقرر أن يرتاح، لكن الشعب يمنعه، يخرج في مظاهرات ويطالبه بالبقاء، فيبقى.

يفكر الزعيم في أن الوقت قد حان، وهذه آخر مرّة، تتوافد الملايين إلى الساحات، وتناشده قبول البيعة، فيكسر الزعيم على أنفه زمرّدة (كانت بصلة، لكن بمجرد أن كسرها على أنفه تزمردت).

الكرسي ليس في عين الزعيم، لكنه مجبول على حب الشعب وحب التضحية، ويقدّس الواجب، والكرسي هنا هو الواجب، كل الواجب. يحرص عليه، يتمسك به، ولو اضطرّ إلى الالتصاق به، ولو اضطرّ إلى الجلوس عليه ست ساعات متواصلة من دون الذهاب إلى المرحاض، سيجد من يحلّل هذه الـ«ست ساعات». التحليل طبعاً لا يضع احتمال أن يكون الزعيم مصاباً باحتباسٍ ما، يذهب رأساً إلى الأس، أس المسألة: الزعيم بطل. يواصل ارتكاب البطولات والتمسّك بالواجب كرمى للشعب، حتى ولو اضطرّ إلى إفناء نصف الشعب، كلّه، لا ضير.

السوريون…فعلوها 

بعد معركة ميسلون (24 تموز/يوليو 1920) التي دفع فيها وزير الدفاع السوري يوسف العظمة، وإلى جواره ثلة من الضباط والجنود حياتهم في وجه المحتل الفرنسي، تابع الجنرال غورو طريقه إلى دمشق، متوقعاً ـ وفق مذكراته ـ ألا يجد أحداً في استقباله، إلا قلة قليلة من السياسيين .

لكن ما شاهده «أبو الغور»، ونقله عنه عديد السياسيين والمؤرخين، صعقه: لقد رحّبت به الجماهير ترحيباً فاق ترحيبها بالملك فيصل، المعيّن من البريطانيين ملكاً على سوريا الطبيعية، وُرميَ عليه الرز ( كان متوافراً وقتها بلا بطاقة ذكية) والورد… إلخ

وذات زمان، إبان عهد الانتداب، كانت اﻹضرابات مسموحة والاحتجاجات مباحة، أضربت دمشق بسبب غياب الكهرباء، أي وأيم الحق أضربت، وسارت المظاهرات.

كادت زمام اﻷمور تفلت من أيدي موظفي الانتداب السوريين، فأوعزوا باعتقال بعض الزعماء، وعلى رأسهم فخري البارودي ـ الشاعر ـ ونسيب البكري، ونفوهم إلى الجزيرة السورية.

لما هدأت اﻷحوال بعد عودة التيار الكهربائي، عاد المنفيون وكان في استقبالهم حشدٌ ضخمٌ امتدّ من بلدة دوما إلى دمشق، وسارت تلك الجموع حاملة البارودي كيلومترات على اﻷكتاف.

يذكر أحد المصادر ( المُغرضة طبعاً) أن متعهد تلك المظاهرات كان أحد أقارب البارودي.

وغير البارودي، حملت الجماهير الغفيرة اﻷمير فيصل، كما حملت من سياسيي سوريا، الزعيم فوزي الغزّي، والرئيس هاشم اﻷتاسي، والثائر إبراهيم هنانو، والرئيس صبحي بركات، والرئيس «الداماد» أحمد نامي، والرئيس الشيخ تاج الدين الحسيني، ورئيس الوزراء جميل مردم بك، ورئيس الحكومة سعد الله الجابري، والرئيس شكري القوتلي، والزعيم حسني الزعيم، والقائد أديب الشيشكلي، والبعثي أكرم الحوراني، والشيوعي خالد بكداش، ورجل اﻷعمال والسياسي نسيب البكري، ورئيس الوزراء خالد العظم، والرئيس حافظ الأسدولهؤلاء جميعاً تاريخهم، بما له وما عليه، ومنهم من دشّن أولى حقب القمع في تاريخ سوريا.
وعندما زار الرئيس جمال عبد الناصر سوريا، غداة الوحدة مع مصر، تبعته الجماهير إلى قصر الضيافة، ثم واكبت سيارته وتعلّقت بها حتى انكسرت السيارة واضطر إلى تبديلها. وقد قوبل الرجل في سعيه بين المدن السورية باستقبالات مماثلة، وأبدع لاحقاً في مبادلة الحب بحب يشبهه، فكان محبوب الجماهير وقاهر قلوب الرفاق الوحدويين في سوريا.

يا صفيّة!

في مسرحية «يعيش يعيش» للأخوين رحباني، تلوم فيروز (هيفاء في المسرحية) اﻹمبراطور على أنه أصبح موضة قديمة، يرتدي معطفاً من الجوخ في عزّ أيام الصيف، ويحتاج تحديثاً في الشكل والصورة، وعليه أن يستخدم مفردات جديدة من قبيل التحرر والتطور والتقدم وبقية الشعارات الشهيرة. يسمع اﻹمبراطور النصيحة، فيحلق لحيته، ويجدد ثيابه، ويقوم بانقلاب على المنقلبين عليه، وأول ما يفعله بعد نجاح البيان رقم واحد اعتقال هيفاء، ما غيرها!
فيما تقول الحكاية، إن الزعيم المصري سعد زغلول، سمع وهو على فراش الموت صرخات الجماهير تهتف بحياته، فنظر إلى زوجته السيدة صفية، وأطلق مقولته الشهيرة «غطيني يا صفية.. مفيش فايدة».

(من المدونات مغفلة اسم الكاتب)

...

المقال السابق
المقال التالي

تابعنا:

© حقوق النشر محفوظة 2025. موقع جبلة