Skip to content
الأحد 2025-08-17
Edit Content
جبلة جبلة
  • most recent news
  • trending news
  • most read
  • All Video
  • Image gallery
  • more
من نحن

موقع جبله

2025-03-13
  • Accessibility
  • Help
  • Contact
  • About qoxag
جبلة جبلة
مراسي
أخلاق ابن المحافظ !
دورة محو أمية
فانك
يا سوريا
جبلة جبلة
  • الرئيسية
  • أدب وحياة
    • أدب
    • إضاءات
    • حياة
  • سياسة
    • تقارير
    • رأي
  • فوتولوجي
  • مراسي
  • عن الموقع
  • اتصل بنا

اياكم وجيل الغضب

 اياكم وجيل الغضب
رأي

اياكم وجيل الغضب

- سامي الأخرس 2009-01-22

إياكم وغضب الجيل القادم
قلمي يرتجف وأنا أحاول أن استجمع قواي وأكتب عما تركته آلة القتل الصهيونية في غزة ، وما أعقبها من خطابات وقف إطلاق النار ، والعودة لنقطة البداية … كما ارتجف قلمي ارتجف قلبي من خطاب أولمرت العاطفي الذي قدم به أهزوجة حب نشدها على أجساد أطفالنا بصواريخه ودباباته وجنده ، سيمفونية أكمل لحنها بخطابه ليتغني حباً وولعاً وعشقاً بأهل غزة ، ففطر قلوبنا واغمرنا بحب لم نشعر به أو بمثله ونحن ننتشل لحم أطفال من بين الركام ، حب نقشه بقلوبنا لن يبرحها أبداً ولن ننسي حلاوته ، ويتوجب علينا أن نعلمه لأجيالنا وأبناءنا نعلمهم كيف أحبنا عدونا فأبدع بحبنا ، وواجبهم رد هذا الحب له حتماً ، وكيف يكونوا أوفياء في رد هذا الحب وهذه السيمفونية الرائعة بروعة الألم والحزن والبكاء ، بلوعة دموعنا التي تسيل ونحن نقف على أطلال بيت يوماً كان عامر بالحياة ، وصدى ضحكات أطفال تتعالى بين جدرانه ، وأم تجلس في مطبخها تعد وجبة الإفطار لفلذات كبدها ، فلم يعد هناك بيت ولم تعد هناك أطفال ، ولم يعد هناك أب يقبل الحياة يوميا لأجل أطفاله .
نعم سيد أولمرت وسيد باراك لم أؤمن يوماً أ، إنجاب الكثير من الأطفال له فوائد ومميزات ، بل كنت دوماً أؤمن بأن القليل منهم أفضل وأن الكثرة ما هي سوى ترف عشائري ومباهاة ، وأن ولداً واحداً يكفي ، لكن اليوم تأكدت أننا لابد وأن يكون لدينا الكثير الكثير من الأطفال ونعيد النظر بقناعاتنا وبمرحليتنا وبتكتيكنا ، فلا بد أن نملئ البيت بالأطفال ونرسم لهم لوحات الحب التي رسمتها آلة الموت على أجساد أهلنا وأحبتنا وأعزاءنا ، نعلمهم أن يعشقوا إسرائيل كما عشقتنا ، وأن يحبوها كما أحبنا أولمرت وباراك بخطابهما وهذا قسم الوعد الذي سنعيش لأجله .
نعم اعترف أن قلمي انكسر بهول المصاب ، وقلبي لم يعد يخفق إلا ألماً من هول الفاجعة ، وأن ارتجافي ليس ضعفاً بل غضباً ، وغضباً لن يولد إلا غضباً .. غضباً أولده ثلاثة وعشرون يوماً تحت جثث متفحمة وأشلاء ممزقة وآهات مبعثرة ، وحسرة مكظومة مقهورة لا تفعل سوى الترقب لما هو آت ، هذا الآت من بين ثنايا خطابات وقف إطلاق النار التي أسدلت صفحاتها وبدأت صفحة أخرى جديدة من صفحات المحرقة تبدأ الإعداد ، صفحة لم تطوى أبداً لأن بها رائحة الموت ، ومنقوشة بالدم ، وأي دم ، دم أطفال ونساء وشيوخ ورجال ، دم قادة ، ودم مقاتلين ، دمنا الذي رسم مأساة جاثمة لن تبرحنا قط .. نعم طويت صفحة لكن لم نطوى فلسطين بعد ولن نطويها ، ولن نعجز أبداً عن النهوض ، ربما اليوم نعاني من الألم ، لكن الألم يولد التحدي والعزيمة التي لن ينكسرا ، وسننهض وننهض من جديد ونلملم جراحنا ونعيد لحمتنا ونتوحد ، ستتشابك الأيادي ، ويتمرد هذا الجيل الذي شاهد غزة تحترق ولن يمر فوق الأطلال ليغني على ذكرياتها ، بل سيلحن لحن جديد أسمه الغضب ألآت من بين الركام ، لحن رسالته من وحي إيمانه ، وإيمانه الفعلي الثأر والانتقام .
لا أخجل لحظة واحدة عندما أقول إنني بيوماً أمنت أن يكون لنا مع هذا العدو بدائل ومشاريع تكتيكية تعيد رسم موازين القوي لصالح شعبنا الفلسطيني ، وتعيد هيكلة إيماننا بحتمية الانتصار ، وحتمية النصر ، هذه الحتمية التي أثبتت إنها أضغاث أحلام ، وأفكار وردية بعالم متوحش ، لا يعرف سوي لغة الاستوحاش والافتراس ، والانقضاض على الفريسة . تجربة اعتبرها ملهاة أسمها سلطة وطنية وانتخابات شرعية ، ومؤسسات دولة تحت الاحتلال ، وحتمية تعدد الخيارات ، فكل هذا عبث ، ولهو بالعقول ، والعبث أن نرتكز لمقومات رؤيتنا السابقة في إدارة الصراع لأننا لم نعد نستطيع أن نتنبأ برؤية مستقبلية للصراع من خلال جيل قادم لن يؤمن سوى بالانتصار التحريري فقط ، انتصار معلوم بالبارود وبالحدود ، بالجغرافيا وبالأهداف ، لن يكون انتصار على صفحات فقط ، أو انتصار بطعم الانكسار ، لكنه سيكون انتصار تحرير كامل وشامل ، جيل غاضب لن يؤمن بعبثية أحد وبشعارات أحد ، ولن يوقفه تيار أو قرار ، جيل سيتمرد على الجميع ويصرخ لفلسطين فقط ، وبلغة واحدة الاستشهاد أو التحرير ولا بديل ، لن يكون جيل سلطة ومقاومة ، ولن يكون جيل وزير وقائد ، ولن يكون جيل رئيس ورئيس وزراء ، لن يحمل العصا من الوسط ، ولن يلقي بالبندقية في دهاليز أجهزة أمنية تارة ومقاومة تارة أخرى ، بل سيصب حمم بنادقه على رؤوس أعداءه وقاتلي شعبه .
إنها الحقيقة التي لن تمحوها حرب غزة الأخيرة ، فلا انتصار ولا انكسار كما حلله خبراء الاستراتيجيات العسكرية الفضائية ، بل حقيقة أن الانتصار لا يكون ولن يكون إلا عندما نثار لفلسطيننا ، ولأنفسنا ، ولأطفالنا ، ولوطننا ، ولقضيتنا ، ولكل آه صرخت بها أمهاتنا .
فلنؤجل كل القراءات ولنقرأ قصة وحيدة عزفها لؤي الفلسطيني ، ولحنها كل أطفال فلسطين الذين ذبحوا على صهوة الانتظار والإيمان بحتمية الانتصار ، وحتمية المعركة المستمرة ، أما باقي القراءات الخطابية المزخرفة بألقاب ومسميات ، وزير وسيد ودولة رئيس الوزراء والرئيس والمستشار فهي غير قابلة لفك طلاسمها أو للقراءة لدى جيل تجرع الغضب ، بمحرقة ومذبحة ، جيل لن يفهم سوى معنى معركة البقاء والتحرير .
ففلسطين اليوم سُرقت من أصحاب الياقات وربطات العنق ومطربي الفضائيات والخطابات ، ولكنها لن ولم تُسرق من قلوب أبنائها القابضون على زند الجرح والمواجهة ، والإيمان بالعودة ورسم الطريق فوق الأرض وليس تحتها ، والكتابة بالدم في أرض المعركة وليس بخنادقها .
نعم أهنئوا واجعلوا لكل حارة شيخ ولكل قبيلة زعيم يمنح نفسه ما شاء من ألقاب ، واحكموا وافسدوا وفرقوا كيفما شئتم ، ولكن كل الزعماء وكل شيوخ الحارات سيدركوا أن حاراتهم هشة ساقطة أمام فلسطين الوطن المنتصر بقلوب وأفئدة أبنائه ، فأنتم اهنئوا بحاراتكم وقبائلكم وخطاباتكم وقممكم ، وتلاعبوا بنا بكل الخطابات وبكل اللغات ولكن هناك لغة واحدة ستنتصر وهي لغة جيل الغضب القادم من وحي المحرقة .
فأي ثمن جنينا من أجساد بُعثرت ، وقلوب ُ تألمت ؟ سوى ثمن الانتظار والترحيل ألقسري لمعركة التحرير .
نعم غزة .. أنت البداية التي فجرت بركان المواجهة ، والبداية التي كتبت أول كلماتها الجديدة ، وأول أحرف فلسطين الواحدة … وسيفهم الجميع أن فلسطين معشوقة ستنتصر بعشاقها ….
فمعركتنا طويلة ولم تنتهي بعد .. فتوحدوا تغنموا … توحدوا تنتصروا … توحدوا تحققوا حلمنا وحلمكم وحلم أنبائكم ….

19/1/2009

...

المقال السابق
المقال التالي

تابعنا:

© حقوق النشر محفوظة 2025. موقع جبلة