
البجعه السوريه السوداء-1
الأحداث- البجعات السوداء
بحسب البرفيسور نسيم طالب (استاذ عميد في علوم الغموض في جامعه ماساشوتش )
هي عباره عن أحداث كان لها تبعاتها الثلاثه التاليه :
1-هي أحداث عرضيه , لأنها تقع خارج نطاق التوقعات المألوفه , حيث أنه لا شيء
في الماضي يشير الى مثل تلك الاحتمالات بشكل مقنع.
2-أن لتلك الأحدث تأثيرات بالغه الشده.
3- على الرغم من كونها عرضيه , فان طبيعتنا البشريه تجعلنا ننسج (بعد وقوعها)
تفسيرات لها , بما يجعلها قابله للادراك , بل وربما لامكانيه التوقع ,
وتأتي التداعيات الهائله للصفعه التي كالتها تلك الشرطيه التونسيه للشاب المسالم
محمد البوعزيزي , كمثال صارخ عن الحدث- البجعه السوداء في عالمنا العربي
الآن بالعوده الى بحعتنا السوريه السوداء- اعتقال التلاميذ في درعا – يمكننا أن
نلحظ تلك التبعات الثلاثه التي تحدثنا عنها آنفا :
*كانت ردود الفعل التي أثارتها خارج التوقعات , اذ لم يكن هناك في الماضي القريب
ما يشير الى احتمال حدوث مثل ردات الفعل الشعبيه العنيفه تلك,
*كان لتلك الأحداث تأثيرات بالغه الشده , عانت منها سوريا وما زالت تعاني , وأغلب
الظن أن تلك التأثيرات ستترك صداها لفتره طويله قادمه,
*الآن بعدما حصل ما حصل , يعتقد الكثيرون أن تلك التداعيات كان من الممكن التكهن
بها , وربما اجتنابها , لو تمت معالجه الأمر بطريقه مختلفه في بادىء الأمر.
ولكن هل كانت هناك امكانيه فعليه للتكهن بمسار التاريخ منذ منتصف أذارالماضي !؟
وهل كانت هناك امكانيه لتحويل مساره ؟ الجواب على الأغلب لا .
لأننا الآن نستطيع أن نرى تداعيات الأحداث , وربما جزءا من نتائجها , ولكننا لا
نستطيع الاحاطه بجميع الدوافع المحركه لها ,أو ما يمكن أن نطلق عليه : الديناميات
المولده للتاريخ ,وهي عديده دون شك في حالتنا السوريه الراهنه .
ان التأثير التراكمي لعوامل الخيبات المتتاليه كان بالغ الشده , بأكثر من قدره أجهزه
السلطه وصناع القرار على التنبؤ به , وهذا ليس بمستغرب لسببين أساسيين :
أولا : عدم الفهم – وربما الجهل الكامل – للروابط العارضه بين السياسات والأفعال
ما يمكن أن تولده تلك السياسات من تأثيرات تراكميه مولده للبجعات السوداء.
ثانيا : المبالغه في تقدير المعلومات الواقعيه التي ربما كانوا يحصلون عليها ,من خلال
دراسه الحالات الاعتياديه , وترك ما هو عرضي , دون التنبه الى الحالات
القصوى التي تحتوي تداعيات تراكميه استثنائيه .
والآن ,علينا موالفه أذهاننا مع ما حصل , والتنبه الى حجم تأثيراته الحاليه واللاحقه ,
والتي هي من دون شك تأثيرات بالغه , الا انه مثل كل شيء آخر في الحياه , يوجد
جانب ايجابي يمكن توليده على مبدأ , مثلما هناك الكثير الذي خسرناه , هناك الكثير
الذي يمكن أن نربحه.