جبلة مدينة أم مكان ؟

جبلة جميلة بأدونيس وعز الدين القسام ومحمد زيتون و..و .( ومنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ).
ما هي جبلة من دونهم ؟ هل هي حقا مدينة ؟ أم شبه مدينة ؟ أم مجرد تجمع بشري لحشد أطلق على مكان تجمعه لقب مدينة سهوا؟!!.
وإذا كانت مدينة, هل يعاملها قاطنوها بما يتناسب ولقبها الذي تحتاج لحيازته إلى مئات السنوات المفعمة بالمحاولات والمشاريع التمدينية؟.
يا جماعة منذ يومين فقط احتفلنا نحن الأربعة فقط حتى خيوط الفجر الأولى عندما شاهدنا ثاني محاولة لترسيخ مفهوم نظام السير المديني – إشارة المرور- التي نصبت خارج المدينة ( المكان) خوفاً عليها مما حل بأخواتها الثلاث منذ سنتين في الداخل. شعرنا حقا وللحظات بالحضارة المدينية ولكن سرعان ما أحبطنا عندما اكتشفنا أنها مجرد نصب تذكاري. جبلة ذلك المكان العصي على التمدن.. أبناؤها أشداء لدرجة أنهم انتصروا على شرطة المرور وأقنعوهم بعبثية أي نظام مروري. لا لتمتعهم بالوعي المديني لدى أهل اليابان مثلا, بل لاستهتارهم بالمكان وأرواحه ونظامه.
بيوت جميلة نظيفة من الداخل, لكن… كأن حدود الوطن تنتهي عند عتباتها .. وكأن الشارع هو العدو الصهيوني الذي يجب رميه بكل نفايات العالم. هكذا هي انتصاراتنا ننتصر على المكان الذي نقطنه ونروضه عندما نقطع أشجاره ونلغي حدائقه ونشوه ذاكرة مكانه بالمخالفات.. هكذا نستطيع أن نعلن أننا انتصرنا على جبلة المدينة.
لا… وألف لا. جبلة لم تنجب عز الدين القسام ومحمد زيتون وأدونيس!!! إن مدينة ( مكان ) مهزومة وعاقر يستحيل عليها أن تنجبهم. لقد أنجبتهم بطون أمهاتهم الكريمة. يكفينا وهماً.. لا.. جبلة عاجزة عن الإنجاب. هكذا قرر جميع قاطنيها اعترفوا بذلك أم لم يعترفوا.. جبلة موجودة في بطون بعض كتب التاريخ وفي مخيلة من يريدها أن تكون.