حديث المساء:”غنّى الحادي” يوسف حسون

غنى الحادي وقال بيوت      ..         بيوت غناها الحادي
سدّوا الدرب منين أفوت      ..         أفوت وأقدر بعنادي
فوق التل وتحت التل         ..         وبين الوادي والوادي
مين تسأل عنا بتندل          ..         بتلقاني وتلقى ولادي

“يا حلالي يا مالي”

تلك الأبيات التي كانت تنطلق بداية من العام 1976 من إذاعة “صوت فلسطين” كانت مقدمة لبرنامج “غنّى الحادي” هو الأشهر في تاريخ البرامج الفلسطينية ,كانت للشاعر يوسف حسون مقدم البرنامج.


الذي ذكّرنا بيوسف حسون وأعادنا إليه هو مقطع فيديو صغير يحكي فيه الفنان الشعبي ابراهيم صقر عن واقعة حدثت معه في تلك الأيام مع الشاعر حسون.

حيث قصده لعرض موهبته في العتابا والقول وأخذ رأيه ,وبعد إلحاح رضي حسون أن يستمع لهذا “القوّال”الناشىء فبدأ ابراهيم بالقول وقد اختار مقطعا اعتبره من أقوى مقاطعه:

فما كان من يوسف حسون إلا أن قال:الله لا يطيّب عيشك.وحين سأله ابراهيم عن السبب قال له حسون:

هل تظن أن شعرها الأشقر بحاجة لكفك كي يتعطر , من تحسب نفسك أنت صعلوك .فقال ابراهيم طيب ماذا أقول ؟

قال له حسون تقول:

الورد عربش على جعودك يمسكن

بقصدو زهور من عطرك يمسكن

قمرنا اللي انتهى شغلك يا مسكين

ارحل, فرّعوا بيض الرقاب .

يكمل ابراهيم الحكاية ويقول في المساء كانت لديه حفلة ,تزامنت وقتها مع مفاوضات فك الارتباط بين مصر واسرائيل في سيناء وبدأ بالقول:

عدوك يا شعب جايي عا قص فك

ارتباطك والعدو ناوي عا قصفك

يقول ابراهيم :احترت كيف سيكمله وقلت في نفسي لن يستطيع إكماله .لكن حسون أكمل:

وإذا الدبّور بالغابة عقص فك

الأسد من تم أفعى السم جاب.

لم يكن حسون من خلال برامجه الإذاعية فناناً عادياً بل كان حاملاً لهمّ سياسي، لخدمة قضية فلسطين, كما في القصيدة الشهيرة عن غولدا مائير، التي أُشيع أنها كانت تقول إنها تشعر بالنار تشتعل فيها كلما ولد طفل فلسطيني، وتتمنى أن ترفس كل امرأة فلسطينية حامل على بطنها لإسقاط جنينها:

في مرة قالت مائير         ..            كلمة عنا بتعنيها
كل ما يخلق طفل صغير   ..            نارو بتشعلل فيها

وانتقد كامب ديفيد بأسلوبه الساخر. وكان يشارك في العديد من المهرجانات العالمية كمهرجان برلين ، ومهرجان قطر،

و مهرجان في الجامعة العربية الذي شارك فيه نصري شمس الدين و سميرة توفيق. وغنى شمس الدين له:

يا طير يا طاير على فلسطين             ..       بكّير صبحها ومسّيها
سلم عليها وقلها جايين                ..       جايين نحرّر أراضيها

وغنت سميرة توفيق للشاعر:

حرّروني يا رجالي                ..           وافتدوني بكل غالي
 
ومن الفنانين الذين تعامل معهم: نصري شمس الدين، سميرة توفيق، فايزة أحمد، سعاد هاشم، سمير يزبك، فهد بلاّن، جورج وسوف,غازي الشرقاوي، وبعد وفاته غنى له عدد من الفنانين مثل علي حليحيل وعاصي الحلاني. كما كان مرجعاً ومراجعاً لغوياً للعديد من الشعراء أبرزهم الشاعر الفلسطيني معين بسيسو.
 
رحل حسون عام 1979 ولم يترك ديوان شعر، لكنه ترك مئات الساعات من الحفلات الفنية الشعبية. وفيما يلي قصيدته الشهيرة، التي سُجن بسببها لدى السلطة اللبنانية في الخمسينيات.

مرسال فلسطين

مرسال يا ممتطي شملال كالسرحان          تسبق نسيم الشمالي حين ترخيها
حثّ المطية وسير برفقة الرحمان             وفي أقرب السبل يا مرسال مشّيها
وخذ هالرسالة وفيها من الدما عنوان          ودمع الحزانى مطرّز عا حواشيها

ومضمونها منتهى النكبات والأحزان أسرع بها ولملوك العرب ودّيها

الأردن

اقصدْ سليل النبي “الهاشمي” بعمان           وقللو على لسان قاصيها ودانيها
يا صاحب التاج هيك الأمل ما كان               تفنى فلسطين وعيونك تراعيها
يِخْوي عليها الدويري وحولها عقبان             وينوشها الذيب والآساد حدّيها
فلسطين مهد المسيح ومعرج العدنان          عَمّال تبكي على حالة أهاليها
الجوع والبرد والتشريد والحرمان                 وأمراض عمْ يعجز الدكتور يشفيها
حيفا ويافا وصفد والناصرة وبيسان               وعكا وبلدان لا أحصي أساميها
صارت أسيرة وفيها تحكموا العدوان              ورايات صهيون رفّت في أعاليها
يا حيف يا حيف يا حسرة ويا خسران               يا للأسافة ويا خيبة أمانيها

بعد الأردن ينطلق إلى مصر والعراق والحجاز واليمن والشام ولبنان ثم يوجه كلامه للقادة العرب، ثم يصف عودة المرسال، ويختم بأن الرهان على الشعوب.