
لجنة التحقيق ..وتقريرها المستعصي
من المفترض أن يكون يوم الخميس10-7 هو الموعد الرسمي الذي أقرته الحكومة السورية لنشر تقرير لجنة تقصي الحقائق في مجازر الساحل السوري ,وهو آخر مهلة معطاة لهذه اللجنة .
ومر اليوم ومر آخر وثالث ,بدون أن يصدر أي شيء ,وحتى لو صدر هذا التقرير بعد ذلك وبغض النظر عن مضمونه الذي وعدنا رئيس اللجنة بأنه سيكون (حقيقيا) ولا تستعجلوا وانتظروا النتائج ,وها نحن لم نستعجل ,وها أنت تعمل في الوقت الضائع الذي أعطاك إياه الحكم ,فهل ستستطيع تسجيل أهدافك المتأخرة أربعة أشهر في هذه اللحظات ؟
يبدو أن الوعود والعهود ,لا تعني شيئا ,وهذه السياسة هي المتبعة على الصعيد الداخلي ,طالما أن لا أحد في الخارج يضغط ,فلنأخذ كل الوقت ,حتى لو لم ننجز أي وعد فسوف نجد تبريرا ,ومن يهتم؟
بعد أن نشرت عشرات التقارير الدولية ,وأوردت معظم وكالات الأنباء تقاريرها الخاصة ,وأصدرت منظمات حقوق الإنسان والمراصد والمراكز ومعاهد الدراسات تقاريرها ,يستعصي تقرير لجنتنا الموقرة على أن يرى النور ,وبعد تعهد شخصي من السيد الشرع بمحاسبة من انتهك القوانين ولو كان من أقرب الناس إليه وبعد التزام الحكومة بهذا وتصريح من رئيس اللجنة بأن التحقيق سيقول كل شيئ…
ماذا كانت النتيجة ؟
ماهي الرسائل التي تريدون توجيهها من هذا الفشل ,وهل بقي أي معنى لأي تقرير يصدر بعد انتهاك وخرق وتجاوز كل الاستحقاقات وكل العهود وكل المواعيد ,من لا يستطيع الإلتزام بموعد محدد ,هل يمكن تأمينه غلى أرواح وممتلكات آلاف الناس .وإنصافهم وقول كلمة الحق فيما تعرضوا له !
في رأيي أن هذا يؤكد تماما ما ورد في آخر تقرير أوردته وكلة رويترز ومفاده أن تسلسل الأوامر بتنفيذ المجازر يقود إلى دوائر قريبة جدا من دمشق ,وهذا يضع القيادة فيها في حرج ومطب كبير هي في غنى عنه في هذه الأوقات .