Skip to content
الإثنين 2025-06-23
Edit Content
جبلة جبلة
  • most recent news
  • trending news
  • most read
  • All Video
  • Image gallery
  • more
من نحن

موقع جبله

2025-03-13
  • Accessibility
  • Help
  • Contact
  • About qoxag
جبلة جبلة
مراسي
أخلاق ابن المحافظ !
دورة محو أمية
فانك
يا سوريا
جبلة جبلة
  • الرئيسية
  • أدب وحياة
    • أدب
    • إضاءات
    • حياة
  • سياسة
    • تقارير
    • رأي
  • فوتولوجي
  • مراسي
  • عن الموقع
  • اتصل بنا

مساميرجحا

 مساميرجحا
حياة

مساميرجحا

- دريد الأسد 2005-08-11

و أصبح الأمر بعد ردح قصير من الزمن , هاجسا متعبا مقلقا …..

فكل الهم أصبح بكيفية تفادي هذه المسامير كي لا تتخبط السيارة

و تهتز هياكل و عظام و أدمغة كل من بداخلها …..

و لكي يتحقق لك ذلك , عليك أن تمتلك موهبة القيادة الفنية و حساب

طول محور العجلات و الانحراف الافقي لهذه المسامير و ايجاد علاقة

رياضية هندسية فراغية لتفادي المرور فوق هذه المسامير. و غالبا

فانك لن توفق . بالرغم من أن الأمر ينجح في أحيان قليلة ……

فالافتراض النظري عندك لتفادي المرور فوق هذه المسامير , أنك

تسير لوحدك في الشارع . و لكن حقيقة وجود كم هائل من السيارات

عند كل تواجد لهذه المسامير , يحول دون التهرب من تلقي الصفعات

المتكررة من تلك المسامير الحديدية …..

كما أن هذه المسامير لا ينفع معها التمهل و لا الاسراع . لا عجلات

البيريللي و لا عجلات هانكون و لا حتى عجلات فايرستون أو حتى

بريدج ستون التي أتت تسميتها من صلابتها و قدرة تحملها …..

و لا ينفع معها لا السيارات اليابانية , ولا الالمانية أو الامريكية ..

و لا حتى الروسية منها ….

و كل أنظمة الدفع و التعليق و أنظمة المجمدات , وقفت عاجزة عن

تخفيف التأثير المزعج لهذه المسامير ….

و مع هذا , حمدت ربي دائما على أن أمرا لم يحدث لسيارتي الى أن

استطاعت هذه المسامير أخيرا و ليس آخرا غرز أنيابها في كاوتش

احدى العجلات الأمامية لسيارتي……

توقفت على جانب الطريق تفاديا للاصطدام و فتحت باب سيارتي

و خرجت أتفقد ما الذي جرى للعجلة ….

كانت العجلة قد استنفذت كامل كمية الهواء بداخلها . فنظرت

اليها مرة و عدت أنظر خلفي الى تلك المسامير الحديدية … و كأن

عقلي الباطن استطاع أن يجد علاقة فورية و سريعة بين تلك المسامير

و هذه العجلة التي ظهر عليها التعب الكبير بعدما تحملت كثير العناء.

توقفت لبرهة أفكر ما العمل بالرغم من علمي و معرفتي التقنية

بالتدابير الواجب اتخاذها في مثل هذه الأحوال .

و قررت أخيرا و بعد قولة لا حول و لا قوة الا بالله , استغفر الله , أن

ابدأ بعملية تبديل العجلة ……

استمرت عملية التبديل حوالي ربع الساعة . في ظروف حرارية شديدة

و ازدحام كبير و انبعاثات العوادم السامة من تلك السرافيس التي ملأت

أبخرة فيولها هواء استنشاقاتنا ……

و بالرغم من اللا حول و لا قوة الا بالله , فقد نال مني مسبب هذا

الموقف سيلا عارما من ……………… التي ظهرت عندي على شكل

منظومات نثرية برعت فيها مخيلتي بتصوير الموقف …..

انتهيت أخيرا من عملية تبديل العجلة . ووضبت أغراضي و صعدت

السيارة و انطلقت متابعا تأليف ملحمتي النثرية عن هؤلاء …..

لم تمض لحظة حتى عاد الي وعيي مجازا ….فبدأت أضع ميزان

لوم النفس على انفعالاتي التي ظهرت علي قوية شديدة …

عساهم على حق في وضع تلك المسامير ……

هل يعقل أن عجلات السيارة سيئة الصنع و السمعة ؟

هل يمكن لهذه المسامير أن تخفف من حوادث السير ؟

هل يمكن لهذه المسامير أن تخفف من السرعة الزائدة ؟

للحظة , لمت النفس على حماقة و عصبية الكلمة و غلاظة الوصف

و لكني استجمعت أنفاسي و أفكاري و ذاكرتي التي قفزت كلها

لتذكرني بشواهد من كل شيئ حتى من جحا نفسه ……

سافرت في ذاكرتي الى كل بقاع الدنيا . غربها و شرقها . شمالها و

جنوبها على أن أتذكر أني رأيت مساميرا مشابهة موضوعة بنفس

الترتيب و لنفس الاستطباب , فما رأيت ……

لم أتذكر أني و لو لمرة واحدة خلال قيادتي لسيارتي في تلك البلدان

أن أمرا مشابها حصل لي . فلا مسامير و لا مطبات و لا أكل هوى ….
أي نعم أنهم يستعملون بعضها القليل جدا في بعض المنعطفات و بعض

المفارق فقط للتنبيه و التيقظ و أخذ الحيطة و الحذر من منعطف أو من

مفترق …أو من منزلق …

و لكنها تبدو هناك جميلة خفيفة رقيقة … ليست كما تبدو عندنا ….

لم أرها بالجملة كما أراها في شوارعنا … و اعتقد جازما بأن كميات

مسامير جحا الحديدية الموضوعة في اللاذقية تكفي لأن يكون لجحا

مسامير في كل طرقات القارة . أو أن يكون هنالك في كل بلد من بلدان

العالم جحا الخاص بهم …..

كنت منذ وقت قصير في الصين التي تملك اليوم أكبر شبكة طرق في

العالم . قطعت خلالها آلاف الأميال دون أن أرى مسمارا واحدا

موضوعا بنفس الطريقة ..و كأن جحا لم يزرهم حتى الآن…..

لا توجد اليوم حالات مشابهة في كل أنحاء العالم , الا اللهم في

بعض البلدان التي ما زالت تعتمد اسلوب التخريب بعد التجريب …..

ذكرتني هذه المسامير بمعامل البلدان المنفرطة في أوروبا الشرقية .

حيث أن هذه المعامل قد اشتريت بالقطع النادر و بمبالغ طائلة

وازت أحيانا قيمتها التقنية أو الانتاجية و أحيانا فاقت ذلك….

وبسبب التغيرات التي حدثت هناك , انهارت تلك المصانع و المعامل

و أحيلت للتقاعد لا بل و بيعت … هل تعرفون بكم ؟

فقط بثمن وزنها ….. كحديد ….

و هكذا مع مساميرنا التي تم شراؤها أو الحصول عليها بسعر القطعة

تقنيا . هذا السعر الذي اعتقد جازما بأنه يصل الى بضعة آلاف

لأحد أنواعها ….

فبعد التجريب … الفاشل , تأتي عملية التخريب الذي ينطوي على

عملية ازالة هذه المسامير و و ضعها في مستودعات الجهات

المعنية , ليصار لبيعها بعد فترة بالمزادات العلنية أو باستدراج

عروض الأسعار … و ذلك كحديد خردة ………؟؟؟؟؟؟؟

و لنا في تاريخنا أمثلة كثيرة و كثيرة عن قضايا مشابهة …..

فلماذا المكابرة على المغامرة و لماذا المثابرة على ………..؟

أمور البلد لم تعد تقوى على المغامرة و القرارات المقذوفة هنا

و هناك …..و لم يعد التجريب و من ثم التخريب و من بعده

العودة للتجريب هو العنوان المطلوب و الغاية المرجوة …..

فهذه المسامير الكل يعرف أنها ليست الحل للمشاكل المطروحة

مروريا في محافظتنا . فهي تسبب الحوادث المرورية أكثر مما

تساعد على تجنبها . كما و أنها تساهم في الاختناقات المرورية

عند كل تواجد لها . فعند رؤيتك من بعيد لاختناق مروري يحصل

أمامك , تذكر دائما أن هنالك مسامير …..

كما و أن هذه المسامير تستهلك العمر الافتراضي للعجلات

و تزيد من مشاكل الاستهلاك السريع لها و لكثير من القطع

التبديلية الخاصة بالسيارة … من مخمدات و قطع لنظام التعليق

و التوازن في السيارات ….

فهل كل هذا يخدم الغايات النهائية من شراء و استجرارهذه المسامير؟

أم أن الأمر مختلف عن ذلك ؟

لماذا علينا أن نبدأ من النقطة الخطأ التي تراجع عنها الآخرون ؟

لماذا علينا أن نتبنى تجارب الآخرين بعد نفاذ مدة الصلاحية ؟

هنالك في العالم كثير من التجارب الناجحة منها و الفاشلة …

وهي كلها معروضة للبيع في الاسواق من خلال شركات تسويق

كبرى .. فعند ذهابك لشراء تجربة ما , كما لو أنك تقف أمام بائع

للعصائر المعلبة , حيث ترى عنده الردئ و الوسط و الجيد و

الجيد جدا . و كله معروض للبيع … هنا يأتي الدورالهام في

الاختيار . و على أساس الاختيار تكون النتائج و الاستحقاقات …

لماذا لا نشتري التجارب الناجحة و التي ما زال العمل قائما بها

في البلدان الأخرى ؟

سألني صديقي عن عنوان مسامير جحا

قلت له ان الغايات التي لا تدرك تمر فوق ….. مسامير جحا.. ……

عافانا الله و اياكم من شر هذه المسامير ……

...

المقال السابق
المقال التالي

تابعنا:

© حقوق النشر محفوظة 2025. موقع جبلة