آخر الأخبار

أزمة الكهرباء فى مصر والتوظيف السياسى

فى مصر أزمة (حقيقية) للكهرباء بدت ملامحها فى نهايات حكم مبارك ثم شعر بها الناس فى الفترة الانتقالية حتى أدرك (كثير) من عقلاء الناس بعد عهد د. مرسى أنه قد وُظف قطع الكهرباء سياسيا : صحيح هناك أزمة لكن تم توظيفها سياسيا حتى إذا استفرغ الهدف منها طلت ملامح الأزمة بالفعل. ويذهب بعض المحللين إلى القول إن كثرة قطع الكهرباء فى عهد الانقلاب العسكرى أيضا يتم توظيفه سياسيا لأهداف لم تتضح بعد لعل ما يدور فى الكواليس منها أنها حرب مصالح بين أجنحة داخل الانقلاب العسكرى والذى حدا بالناس لهذا المذهب أنه من غير المنطقى ومن غير المعقول الحجج التى يسوقها رموز الانقلاب من ذلك مثلا: 1/ كثرة تخريب المحطات وهذى حجة سفيهة ذلك أن التيار الكهربائى يكاد يقطع كل ساعتين فكيف يتم إصلاحها فى ساعتين ثم تعود ثم تقطع يوميا بنفس الأماكن!! هذا سخف يروجه الانقلاب ويصدقه شعبه من البلهاء. 2/ لا يوجد وقود كاف لتشغيل المحطات وهذى أيضا حجة سخيفة ذلك أن الدول الداعمة للانقلاب لم تتأخر فى سد هذه الثغرة أثناء بدايات الانقلاب وهى ما تزال تقدم الدعم فأين يذهب هذا الدعم إذ لم ير الناس شيئا فانقطاع الكهرباء زاد بصورة فجة حتى عما كان عليه العهد إبان حكم د. مرسى...ولماذا لم تبن محطات أخرى أو يبدأ فى تنفيذ المشروع النووى؟! 3/ يقال بأن المحطات تعمل بكامل طاقتها مما يعرضها لأعمال صيانة تضطر معها الدولة لقطع التيار الكهربائى وهذى حجة الفشلة ذلك أن الأزمة مزمنة فماذا فعل لها الانقلاب؟! وماذا قدم من حلول؟! ولماذا لم تكن تقطع الكهرباء هكذا بعهد د. مرسى لا سيما وأن العهد به قريب؟! ويميل بعض مؤيدى نظرية المؤامرة ( وبعضها حق) أن هناك تيارا يعمل بالتجارة فى سلطة الانقلاب لا سيما العسكر تحديدا تسعى لبيع مولدات الكهرباء للجمهور من خلال استيرادها من الخارج وقد رأى الناس مثل هذه الأنشطة بعهد مبارك...وهذا يؤكد أننا لا نعيش فى دولة فلسان حال الناس فى بلادي : المياه ملوثة اشتر مياه معدنية...المجارى طافحة ضع طوبا وسر فوقه...التعليم فاسد اشترك فى مدارس لغات...القضاء غير منصف عليك بالجلسات العرفية...الكهرباء تُقطع اشتر مولدا كهربائيا...المستشفيات الحكومية سيئة اذهب للمستشفيات الخاصة...الداخلية غير متفرغة لتوفير الأمن تعرف على بلطجية وادفع. مؤسسات فرغت من مضمونها ورسالتها: فالداخلية تؤمن نفسها بدشم وتحصينات من الأهالي، والتشريع البرلماني عطل والتزوير والإقصاء يلوحان فى الأفق، والجيش تفرغ لصناعة المكرونة والبيتى فور والكحك والعلاج بالكفتة، والأزهر والأوقاف مشغولة بغلق المساجد ومنع الخطباء وبالفتاوى المضحكة، والقضاء يشكو الناس منه بطئا فى حال الإنصاف فما بالكم بحالات الإعدام والتسييس؟! إذا كنا نعيش فى دولة فأين هى؟ وإن لم تكن ثمة دولة فما العمل؟  إن مآلات الأمور تسير بنا نحو حياة القبيلة فى شكل (مودرن): تُغريبنا المدنية وبعض التكنولوجيا عن الانصراف إلى التفكر فى حقيقة أوضاعنا! قد توجد حلول مبدعة ومبعثرة هنا أو هناك فأين من يلملم شعثها وكيف؟ إن خلق صانع قرار ( قوى وأمين) صارت خطوة لازمة نحو الحل. صيحة تحذير مخلصة صدق الكذوب حين غنى ( أنتم شعب ونحن شعب) والحق أن سلطة الانقلاب تعامل شعبها بكل ازدراء واحتقار ويكأنهم لا وزن لهم عندها، وترتعد فرائصها من الشعب المقاوم للانقلاب العسكرى ومن ثم تفرغت له بكل مؤسسات الدولة من قضاء وجيش وشرطة وإعلام فأهملت شئون شعبها حتى فى أشد احتياجاته من كهرباء وماء وتعليم وقضاء وأمن وصحة ( كفتة عبد العاطى نموذجا)...والحق أنه لا نهضة بلا طاقة فكيف تعمل المصانع وكيف تعمل الورش الفنية الصغيرة وكيف تعمل المحال التجارية بل كيف يزيد الانتاج؟؟ إن الاعتماد على الجباية والضرائب لا يبنى دولة بل يزيد سخط الناس وينذر بتفجر الأوضاع حتى بين صفوف شعبه ممن غنى للانقلاب فجمهور الانقلاب ليس جمهورا صاحب فكر بقدر ما هو جمهور يحركه بطنه ومصلحته وكراهيته للإسلام السياسى ومن ثم فلا يعتمد عليه لا فى نصرة ولا فى ثبات ولا حتى فى بلطجة حين تتفجر الأوضاع.  لا مناص من طاقة نووية صغيرة للاستخدام السلمى فى توليد الطاقة ( أؤيد استخدام الطاقة النووية فى الاستخدام العسكرى لكنى لا أثق فى سلطة الانقلاب صاحبة الولاء المطلق للكيان الصهيونى وأمريكا) أما محاولات الترقيع والتأجيل وتخفيف الأحمال وترويج الأكاذيب واعتماد فهلوة ( عبد العاطى كفتة) فلن يأتى معها أو منها خير ذلك أن حاجات الناس أكثر وجعا من مجرد النكاية فى تيار الإسلام السياسى ...ومن يحركه بطنه فلن تُسكته الكراهية والوهم والأكاذيب.

إضافة تعليق جديد