آخر الأخبار

افتح اجريك - أزمة الـ 33 في الزمن الداعش

ينتابك في لبنان الشعور الذي ينتاب جميع المارة: متى ستنفجر السيارة بجانبي؟

لقد قلت مرارا انه من الممل ان يموت المرء على يد سافل يريد الذهاب الى الجنة..أنا اذكى من ان اموت على يد اخرق مهووس بالتجارة مع الالهة...لقد طلبت من السماء ان اخرج من عنق الزجاجة..ولكني الان داخل الزجاجة...كان عليّ ان اكون اكثر تحديدا..يا رب حكمتك و سترك وعفوك والاشياء التي طلبتها البارحة ليلا.

 

غير مهم. الشعور أعلاه هو حالة طبيعية لشخص طبيعي في ظرف غير طبيعي في بلد غير طبيعي.

قبل ثلاث سنوات، فاجأتني شقيقتي الطبيبة بسؤال بسيط لكنه كان صادما لي على قدر بساطته، في سياق تأنيبها لي على حالة الضغط الذي اعرض نفسي له نتيجة نمط حياتي المهنية. سؤالها كان ببساطة:

“قدي بعد رح تعيش يعني؟ ما هلأ عمرك 30. يعني بعد رح تعيش 30 سنة تانيين؟ خفف عن حالك”.

وكأنها المرة الأولى التي التفت فيها الى عمري البيولوجي. للصراحة انا اقف عند الثلاثين ولم التفت الى اني في الثالثة والثلاثين حتى اكتشفت اني اعاني من ديسك في 3 فقرات في ظهري، بعدما اتخذت قرارا قبل فترة باجراء تعديلات جذرية على مظهري الخارجي ولياقتي البدنية، فرحتُ أمارس رياضات مختلفة من دون مداراة.

 والآن انا مضطر للتفكير قبل الإتيان بأي حركة مهما كانت بسيطة (حتى لا ينفتق الديسك وهيبتي معه).

مش مهم. الدنيا بألف خير..صحيح أن كتائب ابو ميكي الماوسي تهدد بالويل والثبور وسيف بابا سنفور، لكن انظر الى النصف الممتلئ من الكوب: الشمس مشرقة والشعب يزقزق. ويبدو انها ستظل مشرقة مع انحسار الامطار وتحولنا الى المناخ الصحراوي.

لنضع حدا لموجة النق هذه.

 

استرجع ذكريات جميلة في خضم لحظات التعاسة:

كنت اعاني من نوبة حساسية قاتلة في منتصف الليل قبل سنوات حين هرعت الى المستشفى حيث كانت شقيقتي الطبيبة النسائية تتولى شؤون قسم الطوارئ. وكونها على علم بحالتي وتعلم تماما ما يجب فعله في هذه الحالة، فقد ارادت التأكد من العوارض قبل ان تُكرمني بإبرة كورتيزون تعيد التوازن الى الوظائف الحيوية في جسدي..وعلى الفور سارعت الى سؤالي عن كل ما تناولته خلال الساعات الثماني والأربعين السابقة، وبدأت بتفحص لون الجلد في وجهي قبل ان يتبادر الى ذهنها اني لا اعاني بالضرورة من نوبة حساسية وأن الأمر لا يعدو كونه تسمما عاديا كونه لا تظهر على جلدي أي من علامات الحساسية المعروفة.

وهكذا تراءى لها اجراء مزيد من الفحص، وكونها معتادة على التعامل مع النساء الحوامل فقد طالبتني من دون تردد: افتاح اجريك!

اذكر اني استغرقت لحوالي نصف دقيقة من الزمن وانا احاول تحليل سبب طلبها قبل ان ننفجر ضاحكين، ويُقضى الأمر بحبة مضادة للتقيؤ.

 

ما أريد قوله يا سادة أننا في مرحلة حساسة وامام مفترق تاريخي..وقد نضطر بعد قليل الى الالتفاف يمينا..المهم افتحوا أرجلكم..في هذا الزمن الداعش.

 

إضافة تعليق جديد