انطلق هذا الشهر العالمي في عام 2012 برعاية "منظمة ألزهايمر العالمية" التي تضم في عضويتها 85 منظمة وطنية بينها 7 جمعيات عربية تمثل مصر ولبنان وسورية وتونس والمغرب والأردن والسعودية، وتسعى فعاليات هذا الشهر من كل عام إلى تسليط الضوء على أمراض الخرف، وحقوق وحاجات المرضى وذويهم، وبحث آخر المستجدات من أجل تعزيز جهود الجهات الصحية والاجتماعية والعلميةً، لمواجهة مرض"ألزهيمر"، أو قاتل الذاكرة، وفي رعاية المرضى وحفظ كرامتهم.
يقدر عدد أفراد هذه الفئة التي تعاني من الخرف أو العته بنحو 35 مليون إنسان في العالم، ونظراً للزيادة السريعة في أعدادها، التي يتوقع أن تبلغ نحو 135 مليون في عام 2050، كما تقدر كلفة رعايتهم السنوية حالياً بأكثر من ستمائة مليار دولار، وهي آخذة في الارتفاع مع ازدياد أعداد المصابين، وفق ما جاء في التقرير الأخير لمنظمة "ألزهيمر" العالمية، وهكذا ففي الولايات المتحدة الأمريكية، على سبيل المثال، يقترب عدد المصابين بألزهيمر من نحو 5 ملايين شخص، تزيد نفقات رعايتهم السنوية عن 214 مليار دولار (2014).
حقائق عن الخرف:
· كل 4 ثوان يصاب شخص جديد بالخرف.
· الخرف ليس جزءاً طبيعياً من الشيخوخة، لكن ظهوره يزداد مع تقدم العمر.
· وفق الدراسات العالمية، سوف يتضاعف عدد المصابين بالخرف خلال العقود القليلة القادمة، وبالتالي تتضاعف أيضاُ كلفة رعايتهم.
· يعيش نحو 60% منهم في الدول النامية.
· تفتقر معظم بلاد العالم إلى الخطط الوطنية الاستراتيجية لمواجهة أمراض الخرف التي ينبغي أن تتضمن برامج التوعية المجتمعية فى مستويات عدة، إلى جانب تعزيز الخدمات الطبية في الكشف والتشخيص والتدبير، ودعم الجهود البحثية، وغيرها في المجالات الاجتماعية والتشريعية والإنسانية.
· الحاجة إلى تعزيز جهود تحقيق الكشف المبكر في مستوى الرعاية الصحية الأولية، حيث بينت الدراسات أنه حتى في الدول الأكثر دخلاً تراوحت نسبة الكشف المبكِّر بين 20-50% فقط.
· إن تعزيز خدمات الكشف المبكِّر والعلاج النوعي في مختلف أنحاء العالم يمكّن مؤسسات البحث العلمي من الحصول على مجموعات كبيرة من المرضى قبل أن يتمكّن المرض من الإجهاز على الذاكرة لديهم، ومن ثم وضع تصنيفات دقيقة، تساعد في اختبار العلاجات الجديدة في وقت أبكر، ومتابعتها وتقييمها.
· يسهم التشخيص المبكّر في تحسين نوعية حياة المصابين بالخرف وذويهم إضافة إلى مقدمي الرعاية.
دعوة إلى العمل:
في مجتمعنا العربي الذي يعد الخرف مشكلة صحّية واجتماعية واقتصادية وإنسانية آخذة في الازدياد، والانتشار، تقع تداعياتها المختلفة على كاهل الفرد والأسرة والمجتمع، إذ يعاني أكثر من700 ألف شخص عربي من الخرف، وهكذا تؤدي هذه المشكلة إلى استنزاف كبير ومستمر لبرامج الرعاية الصحية والاجتماعية المثقلة أصلاً بالكثير من المشاكل الصحية التي يعاني منها المواطن العربي.
نعم، رغم الأعباء الثقيلة التي تقع على كاهل مؤسساتنا الصحية والاجتماعية والإعلامية، لاسيما في الدول التي تشهد نزاعات مسلحة وأعداد هائلة من النازحين واللاجئين فإننا نتطلع إلى عدم إغفال حاجات وحقوق هذه الفئة المتزايدة من المجتمع، لاسيما في الرعاية والحماية، كذلك نتطلع إلى دور أكبر لوسائل الإعلام المختلفة في تذكير كافة فئات المجتمع بحاجات هذه الفئة من ذوينا التي فقدت الذاكرة، وأهمية دور الأسرة والمجتمع في تعزيز حقوقها وتلبية احتياجاتها.
إنها مناسبة للتوعية والعمل وعرض التحديات محلياً ووطنياً وعالمياً، وكذلك عرض الإنجازات والنجاحات، وهي بلاشك مناسبة لتكريم المتطوعين والداعمين والجمعيات الفاعلة، وكذلك وسائل الإعلام التي تسهم في تعزيز مسيرة الرعاية الإنسانية.
[1]كاتب وباحث في المجالات الصحية والاجتماعية، مؤسس الجمعية السورية لألزهيمر والذاكرة.
إضافة تعليق جديد