آخر الأخبار

يعيش أهل بلدي

بعيدا عن مظاهر السقوط  للأنظمة الفردية المستبدة المعتادة,ومئات التقارير الصحفية والتلفزيونية والتي تتسابق لسبق صحفي هنا وفضيحة مدوية هناك 

وبعد أن هدأت موجة الفرح الغامرة ,برحيل كابوس التسلط والفساد  وانقضاء مرحلة كارثية من تاريخ سوريا تركتها مهشمة ترتع فيها مرتزقة الفساد وجيوش الطامعين المحتلين.

...هناك بعيدا على هذه الأرض الموسومة باللعنة كان يجري شيئا آخر

دخلت في فجر ما سيارتان تقلان مجموعة عناصر ينتمون لمن دعوا بالمسلحين ,كان هذا الاسم واسعا وغامضا ,ويحمل في طياته الكثير من المشاهد السيئة,نتيجة ممارسات سابقة 

أثناء الحرب السورية الطويلة ,كانت الدعاية على أشدها بين المتقاتلين ,وكان التطرف والعصبية سيدا الموقف.

 سيارتان ومجموعة عناصر يعدون على أصابع اليد تمكنوا في أقل من يوم من ضبط التجاوزات وتهدئة الأمور ,ولم يسأل أحد نفسه كيف حدث هذا؟

أمن المعقول أن يستطيع هؤلاء أن يغطوا كامل أحياء وشوارع المدينة ,ناهيك عن عشرات ومئات القرى والمزارع .بالطبع سيكون الجواب بالنفي ,إذن ما هو السر؟

من الواضح أن هؤلاء الوافدين الجدد قد لاقوا قبولا وترحابا ,ولولا ذلك لحدثت اضطرابات وفوضى وتعديات ,يضاف لذلك النسيج الإجتماعي الذي تكون منذ عقود من التعايش في المجتمعات المحلية

وبالمناسبة كان هذا النسيج هو الذي حمى هذه المجتمعات في زمن الإضطرابات وليس أجهزة الأمن ولا الشرطة التي كانت غارقة بالفساد.

  .ولكن أحد الأسباب المهمة لما حدث هو  أن الناس يمختلف انتماءاتها ومشاربها قد وصلوا لحد اليأس وينتظرون الخلاص لأهون سبب كما يقال

فقد طال انتظار الناس لخلاص يأتي من جهة ما بعدما اتضح لهم أنهم ليسوا على قائمة اهتمامات الحكومة والنظام ,وأنهم قد تحولوا مع الزمن لرهائن لديهم ,يشحذون باسمهم ويخوفون العالم من هجرتهم 

وأنهم حتى وهم في أقصى حالات الجوع والمرض والفقر ,ممنوع عليهم أن يتوجعوا أو يئنوا ,وعليهم أن يقبلوا بتلك الأعطية التي يمنون بها وهي 20دولارفي الشهر مع ربطة خبز باليوم وساعتين كهرباء وجرة غاز كل 3 أشهر.

وعليهم أن يظلوا ممتنين لأن هذه الحكومة تحميهم من داعش ومن مئات التنظيمات المسلحة التي لا تعرف للإنسانية شرعا.

الامر الثاني :كان لدى النظام مبررا جاهزا لهذه الحالة وهو وقوف البلد مع محور المقاومة ,وهو ما سبب العقوبات والحصار ولولا ذلك لكان الأمر سوى ذلك.

ومع تطورات الحرب الإسرائيلية الأخبرة في غزة ولبنان , تبين للناس محدودية هذا الدور الذي تحجم أكثرفي مئات الضربات الإسرائيلية,وسقط هذا المبرر دفعة واحدة. .

بدون أن نغفل عن التوافقات الإقليمية والدولية التي أدت لتسارع الأحداث منذ 27 -11 وعن الصفقات التي أبرمت وتبادل أدوار النفوذ

فقد كان النظام قد وصل لحالة لا يحتاج معها سوى إلى (لطمة خفيفة) على حد تعبير رئيس المخابرات التركية,,وهو ما جرى بالفعل.

 

وعلى الأرض...

أمّن الناس هؤلاء القادمون الجدد على ممتلكاتهم وأنفسهم ورحّبوا بهم,وأبلى هؤلاء بلاءا حسنا رغم ما شاب ذلك من حوادث متفرقة لا ترقى لتكون فعلا مخططا له.

وعندما اجتمع أولاد الأرض الفقراء والمعترين وجدوا أنفسهم واحدا وذابت الفروقات ,وسقطت كل التعبئة التي كان النظام يقوم عليها .

تفاجىء هؤلاء بحالة الناس المزرية والمعترة ,وتفاجىء الأهلون ببساطة وطيبة هؤلاء الوافدين 

ليكتشف الإثنان أن المستفيد من الحالة السابقة كان شريحة ضئيلة من ألناس ,بادرت بالفرار وتركت كل  قصورها خلفها

 

والآن ...

بعداجنباز القطوع الأول بنجاح حتى الآن ,الأخطار والتحديات المرتقبةعظيمة وهي فرصة نادرة لتلاقي الهمم والأفكار للتركيز على أمرين:

الأول:التفاهم على بناء البلد وعودة الناس 

والثاتي:الوقوف معا بوجه الأطماع الكثيرة والمتعددة التي تتناوش الجسد السوري والتي تستغل انشغال الناس في الأمور الداخلية.

هنا يبرز الوطنيون ,وهنا يبرز دور أولاد البلد الحقيقيون.  

إضافة تعليق جديد