
الانتظار
الانتظار..،حالة خلّاقة عندما يمتزج بالحلم والأمل!
قد نراه (عبثياً) عندما تتراكم الخيبة بنتيجته..، عندما تشخص العيون فارغة في الخواء وتتآكل !
الانتظار قد يتمكّن من خلق دراما مابين المستحيل والممكن..، تعبّر عن صراع الحياة وسيرورتها!
من أجمل ماجسّد الانتظار، بالفكر والشعر والأغنية..بدون تزويقات، أو تعقيدات فلسفية مركّبة..هم الرحابنة وفيروز!
سأذكر مثالين عن الانتظار لدى الرحابنة:
1- انتظار ريما (فيروز) في مسرحية بياع الخواتم.
عندما اخترع المختار (نصري) قصة راجح، لتسلية الأهالي، وربطهم به كبطل منقذ. ثم تظهر حقيقة راجح (بيّاع الخواتم) مثل القدر الآتي من الغيب..القدر الذي كانت ريما تنتظره..ثم تتماهى مع الكذبة وترحل معها!
( إجت الكذبة لتاخدنا)!
2- انتظار القطار في مسرحة المحطة.
هي التي اخترعت الكذبة..التي كبرت لتصبح بحجم مدينة بعلاقات اقتصادية واجتماعية. يصدّق الناس وجود المحطة، ينتظرون القطار.. ويشترون تذاكر (الوهم).
..ولكن في لحظة دراماتيكية من الحدث.. يأتي التّرين فعلاً !
(الانتظار خلق المحطة..وشوق السفر جاب التّرين)!
فجأة أصبح شوق السفر إلى الحلم..واقعاً! فجأة أثمر الانتظار!
في هذه اللحظة تتجلّى الكذبة/ الوهم ..خيبة وانكسار:
لقد أتى القطار فعلاً إلى محطة الوهم..، ولكن لم يتبقّ ولو تذكرة واحدة لصاحبة (الكذبة) لتسافر مع المسافرين إلى الشمال!!
(حدا يعطيني تذكرة..حدا يعطيني ورقة..حدا يعطيني ورقة)!