
يا أحمد…كن سوريا
سيقول فائل: لماذا تتعبون أنفسكم ,ولديكم عشرات الأمثلة التي توضح كيف ستمضي الأمور
البدايات متعثرة وغير مبشرة ,والتجربة في إدلب كذلك وقد قرأنا وسمعنا مئات الإنتقادات لما جرى هناك
كل هذا صحيح ,ولكن تعب السوريون وانهكوا لكي يصلوا لهذه المرحلة والتي لم تكن كما يرغبون أو بمستوى طموحاتهم ولكن يحدوهم الأمل في أن تحدث تغييرات مرتقبة إيجابية.
وبالتأكيد لا يمكن لعاقل أن يسمح لنفسه بتخريب نسيج وطنه وأن يقبل بانتهاك أرضه وإهانة وطنه
.والسوريون لا يريدون تضييع الفرصة ,مرة أخرى.
ويتسائلون .. هل لدى السلطة الجديدة الوسائل والقدرة والرغبة لتنقلب على مفاهيم الأحادية والواحدية,وتذهب للمشاركة والتعددية.
قدر السيد الشرع أنه تصدر المشهد ,أو أريد له أن يتصدره ,والفرصة دانت له,للبدء في بلسمة جراح البلد ومن ثم النهوض به,وهي فرصة لن تتكرر بسهولة كما يعلمنا التاريخ
فكيف سيمضي بالأمر؟
ربما لا يعلم ,لماذا لم تندلع معارك وحروب في مناطق مختلفة مذهبيا وعرقبا لهذه الدرجة ,ولماذا استفبلكم الناس وفتحوا بيوتهم لكم,وأمنّوكم على حياتهم ورزقهم.
و لايعلم لماذا تقاطرت وفود الدول العربية والأجنبية (رغم الحصار المفروض) لدمشق.
وخطورة هذه المنطقة الموسومة باللعنة
ربما يكون هذا شعرا,وربما يكون تفاؤلا…
ولكن,هناك شيء من الحقيقة بكمن فيه..
لم يفهم الحكام السابقون هذه الحكمة,فأوغلوا في طمس هذه الروح,ورحلوا دون شفقة.
وعرفها معاوية ,ولم يدركها علي ,فانداحت الدنيا للأول وسقط الثاني في حروب عبثية.
,ولم يدركها من طارد صقر قريش على ضفاف الفرات ,فحين طار نقل الشعلة هناك بعيدا في الغرب وصنع حضارة امتدت لسبعة قرون.
وكان إرثها نواة الثورات التالية التي حدثت في عصور التنوير
السوريون( الملعونون) ..هم السادة المعلمون
(الجذر سر ..يعني السيد العالي ومن هنا أتى السرو وسراة القوم سادتهم ,وانتقل الاسم للغات الدنيا فأصبح في بلاد الغرب السير يعني السيد) .
كان جدي و جدك, هوالذي أرسل لروما كوكبةً من النساء الحاكمات (سلسلة جوليات)المثقفات في وقت كان ظلام الكهوف هو وحده من يكحل عيون النساء في بقية الأرجاء. .
وعلى مر الزمان اجتمع في المسجد الأموي دفعة واحدة :معبد حدد ومعبد جوبيتروكنيسة يوحنا المعمدان ومشهد رأس الحسين بإلفة وسلام .
هل أثقل عليك ؟
لكي أخفف .أقول لك :لن نصنع منك بطلا يحمل عنا ,ولا شحاذا نتصدق عليه ,كن جديرا يهذا الإرث ,كن سوريا فقط .