ربما أكون قد تأخرت في التعليق على موضوع المفرقعات والألعاب النارية في ليلة رأس العام الجديد - وبالمناسبة كل عام وأنتم بخير- لكن هذا التأخير فرضه توقيت الزاوية ، فالأعياد تحولت إلى ساحة للتباري والتباهي باستخدام مختلف المفرقعات والألعاب النارية، وبات الكبار قبل الصغار يتسابقون على شرائها وإطلاقها في الأعياد.
ففي ليلة رأس السنة أطلقت كميات هائلة من المفرقعات والأعيرة النارية وبشكل غريب ، جعل الجميع ونتيجة الأجواء التي خلفتها من الأضواء والأصوات المدوية ورائحة البارود يحسون وكأنهم في ساحة معركة حقيقة، وكأن الأمر أصبح عرفاً وتقليداً لدى الكثيرين حيث لا يعتبرون أنهم عيدوا وفرفشوا إلا إذا" فرقعوا" .
عشرات الملايين من الليرات - حسب تقديرات البعض - أحرقت وذهبت بدون فائدة خلال لحظات قليلة ليلة استقبال العام الجديد في مختلف مناطق محافظة اللاذقية وأظن أن الأمر تكرر في محافظات أخرى.
ولم يعد يرضى البعض باستخدام تلك الألعاب النارية العادية والبسيطة ،فمنها ما يشبه القنابل الحقيقية والتي باتت تشكل حالة من الرعب والخوف والذعر أثناء إطلاقها لدى الكبار والصغار، ولا أعلم ما هي المتعة يدفع فيها الآلاف من الليرات فقط لسماع صوت انفجار أو شهب نارية لا يتعدى الثانية، فالكثيرون يشعرون بالمتعة والنشوة كلمات علت وزادت أصوات " فرقعاتهم".
والخطير أن الأمر لم يعد يقتصر على الخسائر المادية، بل تعداه إلى الأضرار الجسدية والتي يخلفها استخدام المفرقعات الكبيرة ، فهنالك العديد من الحوادث خلال رأس السنة فقد فيها البعض أصابعهم وأعينهم وشوهت وجوه آخرين.
والسؤال الذي يطرح نفسه أين الجهات المعنية ، ولماذا تقف مكتوفة الأيدي عن معالجة الموضوع ، فهذه الكميات الهائلة التي تطلق أيام الأعياد يدعونا للتساؤل كيف دخلت إلى القطر كل هذه الكميات ، وأين أعين الرقابة على الحدود بمختلف نقاطها ...؟
وفي كل عيد تذكر وزارة الداخلية بالتحذير من إطلاق المفرقعات ، وتتوعد مستخدميها بتطبيق أقصى درجات العقوبة لكن دون أي إجراءات عملية , وللأسف يبدو أن صوت المفرقعات يطغى على صوت تلك الوعود والتحذيرات لذلك لا احد يسمعها.