النظام الاقليمي الاسرائيلي- الاميركي

بات شبه محسوم الان ان النظام الاقليمي الجديد الذي سيحل مكان نظام سايكس بيكو الاقليمي القديم، سيكون نظاما أميركيا- اسرائيليا صافيا، لا وجود فيه لقوى المثلث الذهبي الحضاري التاريخي: المصري ( العربي) والتركي والايراني.
لكن الأمر الذي يحتاج الى تدقيق هنا هو:
– كيف “ستتوزع” واشنطن وتل أبيب المنطقة؟
– وهل اهداف الطرفين متطابقة حول كل جوانب النظام الاقليمي الجديد، الذي سيبتعد للغاية عن ذلك الذي تصوره مبكرا شمعون بيريز ( الاندماج الاقتصادي الاقليمي ثم العولمي)، ويقترب للغاية من المشروع التوراتي اليهودي المغلق؟
– ثم: هل بالإمكان حقا ان يستقر هذا النظام، مع استبعاد اطراف المثلث الذهبي منه التي كانت في اساس كل تاريخ وحضارة إقليم المشرق المتوسطي؟
– ثم ايضا: الى متى تستطيع الولايات المتحدة البقاء في المنطقة ( بعيدا عن الباسيفيك الذي اصبح محور العالم )لرعاية هذا المشروع الاقليمي، خاصة بعد أن أثبتت حروب غزة ولبنان واليمن( ولاحقا ربما حربي ايران والعراق) ان القوة
الاسرائيلية عاجزة بمفردها عن القيام بدور شرطي الإقليم لاعتبارات ديموغرافية، وصناعية عسكرية، وثقافية( عجز جل اليهود الاسرائيليين عن التعايش مع شعوب وثقافات المنطقة).
والخلاصة؟
ربما هي واضحة: النظام الاقليمي الاسرائيلي – الاميركي الذي سيرسم بالكثير من الحروب و الدم والدمار والعمليات الجراحية، سيقف ( اذا ما استكمل حلقاته) على رجلين من طين، سواء بسبب هشاشة البنى الامبرطورية الاسرائيلية، او بفعل الازمات الداخلية الاميركية العنيفة المتوقعة( بسبب انقلاب العولمة على سيدها الاميركي).
لكن، وفي حال لم تتحرك قيادات المثلث الذهبي هنا والان وتطلق مشروعها الاقليمي- الحضاري الخاص لمواجهة المشروع الإقليمي الجديد، سيكون اقليمنا على موعد مع “حدود الدم” وآلام مخاض ولادة عنيفة…. وإن كانت هذه ستكون حتما ولادة ميتة.

سعد محيو