Skip to content
الخميس 2025-07-17
Edit Content
جبلة جبلة
  • most recent news
  • trending news
  • most read
  • All Video
  • Image gallery
  • more
من نحن

موقع جبله

2025-03-13
  • Accessibility
  • Help
  • Contact
  • About qoxag
جبلة جبلة
مراسي
أخلاق ابن المحافظ !
دورة محو أمية
فانك
يا سوريا
جبلة جبلة
  • الرئيسية
  • أدب وحياة
    • أدب
    • إضاءات
    • حياة
  • سياسة
    • تقارير
    • رأي
  • فوتولوجي
  • مراسي
  • عن الموقع
  • اتصل بنا

بين الظل والسيف

 بين الظل والسيف
رأي

بين الظل والسيف

- jablah 2025-07-06

تترنّح العلاقة بين سوريا و”إسرائيل” فوق حبل مشدود يتأرجح بين الدبلوماسية الصامتة والعداء المعلن، فهناك لقاءات سرية ومؤشرات تفاوض، ورفع تدريجي للعقوبات؛ وعلى الجانب الآخر تهديدات علنية ودعوات صريحة لإعادة رسم الخرائط بالقوة.

المفارقة في هذا الواقع ليست مجرد تباين في اللهجة، بل انقسام استراتيجي عميق، داخل تل أبيب كما داخل دمشق، فـ”إسرائيل” تظهر كدولة بنصف وجه يريد التطبيع، ونصف آخر يسعى للتفكيك، وسوريا، في المقابل، تحاول أن تكون دولة في مرحلة إنعاش سياسي داخلي، بينما تقترب بصمت من تسوية مشروطة لا تتماشى مع خطابها التاريخي.

ما يحدث ليس مجرد صراع على النفوذ، بل صراع بين جغرافيتين: واحدة تملي شروط البقاء عبر الهيمنة، وأخرى تحاول إعادة صياغة ذاتها تحت ضغط الواقع، ففي “إسرائيل” يُقاس الأمن بمدى السيطرة على خطوط النار، لا بمقدار ما يُعقد من اتفاقات، أما في سوريا فالبقاء في ذاته أصبح شكلا من أشكال النصر، والمساومة على الجغرافيا لم تعد خيانة، بل فرصة لبقاء السلطة القائمة، فالمفارقة السورية تظهر بحدة: دولة ما بعد الحرب، تتجاهل الخطاب التاريخي، بينما تقيس ببرودة حسابات الفائدة السياسية من كل شق دبلوماسي يُفتح في الجدار الإسرائيلي.

هذه الثنائيات التي تتراوح مابين السلام والعداء، والتفاوض والرفض، والواقعية والطموح الأيديولوجي؛ لا تُظهر فقط هشاشة الشرق الأوسط، بل تكشف عن أن الدول لا تملك ترف الانسجام مع ذاتها عندما يكون محيطها من نار.

الخيوط السرّية: سلام بطعم القوة

أبرز ما يدعو للانتباه هو أن واشنطن، بدعم خليجي صامت، بدأت تسحب أوراق الضغط الاقتصادي عن دمشق، ففي 30 يونيو، ألغى الرئيس الأميركي دونالد ترامب عقوبات مفروضة على سوريا، مشيرا وبشكل ضمني إلى نية جذب سوريا إلى طاولة مفاوضات غير مباشرة مع “إسرائيل”، وخلف الكواليس، طلب نتنياهو من المبعوث الأميركي توم باراك بدء مسار تواصل مع حكومة الرئيس الانتقالي أحمد الشرع.

الطرح الإسرائيلي واضح عبر نزع السلاح من الجنوب السوري، وهذه ليست عملية سلام كما تُفهم تقليديا، بل تفاوض من موقع القوة، فالأمر لا يتعلّق برغبة ناعمة في تهدئة المنطقة، بل بإعادة هيكلتها بما يخدم ميزان الردع الإسرائيلي.

هذه رؤية التي تشكل امتدادا طبيعيا لدبلوماسية الجغرافيا، فـ”إسرائيل” لا تنطلق من فراغ، بل من حقيقة الجولان المحتل الذي يشكّل بحد ذاته “رأس رمح” أمنها الاستراتيجي، وأي مفاوضات مهما كانت سرية لا تُفهم خارج هذا السياق.

الصوت الآخر: التصعيد كهوية سياسية

مقابل هذه الصورة الديبلوماسية “البراقة” يقف الخطاب الإسرائيلي المتشدد كجدار ناري يحول دون أي اختراق، ففي نفس اليوم ذاته الذي رُفعت فيه العقوبات عن سوريا، خرج بنيامين سموتريتش – أحد رموز اليمين المتطرف – ليعلن: “خلال أسبوع واحد قضينا على جيش سوريا”، هكذا، وببساطة شديدة، يُعلن أن المفاوضات لا معنى لها لأنها، من وجهة نظره، تأتي بعد هزيمة الطرف الآخر.

سموتريتش لا يطرح رؤية للسلام، بل مشروعا لتفكيك سوريا، وهذا الأمر ليس حماسة انتخابية أو تهريج سياسي، بل تيار حقيقي داخل الحكومة الإسرائيلية يؤمن أن الحل الوحيد للتهديدات القادمة من الشمال هو إزالة الجغرافيا السورية من المعادلة.

النظرة “الإسرائيلية” يمكن وصفها بمفهوم علاقات القوة، فحين تحكم الدولة حدودا لا تثق بها، فإن خطابها يتماهى مع صورة التهديد لا مع احتمالات السلم، فـ”إسرائيل” تملك أقوى جيش في المنطقة، ولكنها تتصرف كما لو أنها مهددة وجوديا على مدار الساعة.

إسرائيل المقسومة على ذاتها

في قلب هذه المعادلة، لا يمكن تجاهل ما يمكن تسميته بـ”الثنائية السياسية الإسرائيلية”، فبين نتنياهو الذي يسوّق مفاوضات تحت الطاولة، وسموتريتش الذي يدعو لتفكيك الجغرافيا السورية، توجد كتلة متشددة داخل الحكومة تحاول إعادة تعريف الأمن من جديد، فوزير “الأمن الإسرائيلي” كاتس، على سبيل المثال، لمّح إلى إمكانية اتخاذ الجولان كـ”منطقة دفاع أمامية” لضربات استباقية، في حال تعرّضت “إسرائيل” لأي تهديد.

ليست هذه آراء متطرفة على الهامش، بل مواقف وزارية فاعلة، وهنا تتجلى المفارقة المركزية، حيث إسرائيل، وهي تمارس الدبلوماسية، لا تستطيع التخلص من صورتها كقوة مهووسة بالتوسع.

مثل هذه الازدواجيات تشكل دليلا على ما يمكن تسميته “الدولة ذات النواة الجغرافية الصلبة، ولكن الهشّة سياسيا”، وهذا ما يفسر سلوك “تل أبيب” فهي قوية عسكريا، ولكنها غير متماسكة داخليا بشأن تعريفها لأمنها القومي.

ماذا يعني ذلك لسوريا؟

دمشق لا تملك ترف المناورة الواسعة، فهي لا تتحرك كدولة مستقرة، بل ككيان في طور الترميم، تحكمه سلطة انتقالية وتتعامل مع خريطة الدولة بشكل يناقض الجمهورية الأولى عام 1946، فهناك إعادة للسردية الوطنية بأكملها، وتحت “إيقاع جغرافي” خاص، فهناك حدود مفتوحة أمام التفجيرات ما بين جنوب هش ومخترق، واقتصاد مشلول، وتحالفات إقليمية بدأت تتآكل من تحتها.

قبولها بفكرة مفاوضات مشروطة مع “إسرائيل” ليس خيارا ولا انعطافة أيديولوجية، بل إملاء جيوسياسي بارد، فالعزلة لم تعد ممكنة، والتورط مع إيران لم يعد ورقة رابحة، والضغط الخليجي – الأميركي يقترب هذه المرة من فرض معادلة إمّا حوار من موقع الضعف، أو مزيد من الانهيار.

على سوريا أن تتعامل مع “إسرائيل” كما هي، لا كما تتخيلها في بياناتها الرسمية كقوة تمتلك زمام المبادرة، وتلوّح بممرات دبلوماسية بيد، بينما تُبقي اليد الأخرى على فأس جيوسياسي جاهز للتصعيد، فما يحدث ليس دعوة إلى استسلام سوري، بل تشخيص لواقع تقوده الجغرافيا أكثر مما تقوده العقيدة.

الرهانات الإقليمية

تلعب الضغوط الأميركية الخليجية دورا متقدما في رسم ملامح المرحلة، حيث جاء رفع العقوبات كإشارة واضحة إلى دمشق بأن الطريق نحو استعادة الشرعية الدولية يمر عبر قنوات التطبيع، لكن هذه الضغوط لا تستهدف النظام السوري الجديد بقدر ما تحاول ضبط إيقاعه ضمن مسار إقليمي أكثر اتساقا مع المصالح الغربية، وفي هذا السياق، فإن أي مسعى لتطبيع سوري-“إسرائيلي”، مهما بدا هادئا أو محدودا، يعيد خلط الأوراق الأمنية في الجنوب، حيث لا تزال البنية الهشة قابلة للاهتزاز بفعل أي فراغ أو سوء تقدير.

الحدود لا تزال منطقة رمادية، والمجتمعات المحلية التي اعتادت على منطق المواجهة ربما لا تستوعب بسهولة تحوّلا جذريا في طبيعة العلاقة مع “إسرائيل”، لذلك، إذا اشتعلت الجبهة مجددا سواء من فعل جهات معارضة للتقارب أو من ردود فعل داخلية على شروط التسوية، فلن يكون الأمر مفاجئا لأحد، بل نتيجة متوقعة لتسوية تُفرض من فوق على أرض لم تتهيأ بعد لاستقبالها.

مفارقة بلا مخرج قريب

السؤال الأساسي: هل السلام نتيجة حتمية للقوة، أم أن القوة تمنع السلام؟

إسرائيل في 2025 لا تظهر كدولة موحدة الرؤية، بل كـ”كائن مزدوج” تتفاوض لتأمين حدودها، لكنها تزرع الخوف في ذات اللحظة التي تمدّ فيها يدها للسلام، وبين اليد الممدودة والتهديد بالحرب، تتشكل معادلة لا تقود إلى الاستقرار، بل إلى تعليق الصراع في حالة هدنة مفخخة.

لكن سوريا أيضا ليست على قلب واحد، في قلب السلطة الانتقالية الجديدة تناقضات لا تقل حدّة، دمشق تدخل مسار السلام من موقع مشروع سياسي يسعى لإعادة تشكيل الشرعية نفسها، السلطة الانتقالية الجديدة لا ترى في المفاوضات مجرد ضرورة تكتيكية، بل فرصة لإرساء هوية ثقافية جديدة تقطع مع إرث الصدام وتُعيد تعريف سوريا الحديثة على أساس براغماتي، وبعيدا عن تاريخ السياسي لسوريا، فالسلام هنا ليس هدفا نهائيا، بل أداة لإعادة بناء الدولة وفق سردية مغايرة تسعى لتثبيت ذاتها على أنقاض الدولة القديمة لا لمصالحتها.

المعادلة في عمقها تتجاوز سوريا وإسرائيل لأنها تشكل صورة المنطقة بأكملها، حيث تُستخدم المفاوضات كوسيلة لتثبيت المكاسب أكثر من كونها أداة لحلول عادلة، وهكذا تصبح أي مفاوضات حول الجولان مشروطة بانتصار “السردية الإسرائيلية”، لا بمجرد تفاهمات أمنية متبادلة.

السلام الدائم لا يبدأ بالكلمات، بل بنزع الألغام من الخرائط الجغرافية ومن العقول السياسية أيضا، ووبينما تتحرك “إسرائيل” نحو التسوية بقدم، وتغوص في خطاب التفوق والهيمنة بالقدم الأخرى، تبقى سوريا عالقة في المنتصف لا تملك رفاهية الاختيار، ولا القدرة الكاملة على فرض شروطها.

والسؤال الحقيقي: هل هذه المفاوضات بداية نهاية الحرب، أم مجرد إعادة إنتاج لها بلغة أكثر أناقة؟

souriaalghad

...

المقال السابق
المقال التالي

تابعنا:

© حقوق النشر محفوظة 2025. موقع جبلة