دور (Inter Mediate)في سوريا
تُعتبر منظمة (Inter Mediate)واجهة ناعمة للدبلوماسية الغربية، وخصوصًا البريطانية، وتتلقى دعما مستترا من الحكومة البريطانية وبعض الجهات الأوروبية المرتبطة بالسياسات الخارجية.
من يمول Inter Mediate؟
- الحكومة البريطانية: رغم أن المنظمة تُصنف كـ”غير حكومية”، إلا أن مؤسسها جوناثان باول كان مستشارًا لرئيس الوزراء البريطاني، وتم تعيينه مؤخرًا كمستشار للأمن القومي في حكومة كير ستارمر، ما يعكس ارتباطًا مباشرًا بالمؤسسة الحاكمة.
- جهات أوروبية داعمة للسلام: تشارك مؤسسات أوروبية في تمويل مشاريع المنظمة، خاصة تلك المتعلقة بحل النزاعات في أفريقيا والشرق الأوسط.
- تمويل غير معلن من أجهزة دبلوماسية واستخباراتية: بحسب تقارير مثل “The Syrian Observer” و”إندبندنت عربية”، فإن المنظمة تلعب دورًا في تنفيذ سياسات غربية دون أن تظهر الحكومات في الصورة.
لماذا تُستخدم كواجهة؟
- المرونة السياسية: تستطيع التحرك في مناطق حساسة دون أن تُتهم بالتدخل الرسمي.
- إخفاء البصمة الحكومية: تُستخدم لتجهيز الأرضية السياسية قبل أن تتدخل الحكومات أو تعلن مواقفها.
- إعادة تأهيل شخصيات مثيرة للجدل: كما حدث مع أحمد الشرع، الذي خضع لتدريب سياسي على يد المنظمة قبل استلامه السلطة في سوريا.
Inter Mediate ليست مجرد منظمة مستقلة، بل هي أداة دبلوماسية مرنة تُستخدم لتجهيز التحولات السياسية في مناطق النزاع، بتمويل وتوجيه غير مباشر من الحكومات الغربية. دورها في سوريا يعكس هذا النموذج بوضوح، حيث ساهمت في إعادة هندسة السلطة عبر أدوات غير رسمية، لكنها مدعومة رسميًا من خلف الستار.
ما الذي تملكه Inter Mediate فعليًا؟
- شبكة علاقات دولية قوية: مؤسسها جوناثان باول كان كبير مستشاري توني بلير، وله علاقات وثيقة مع أجهزة دبلوماسية واستخباراتية في بريطانيا وأمريكا.
- خبرة تفاوضية عالية: شاركت في مفاوضات مع جماعات مسلحة في كولومبيا، ليبيا، السودان، ميانمار، وغيرها.
- قدرة على الوصول لأطراف غير رسمية: تستطيع التحدث مع فصائل لا تتعامل معها الحكومات، مثل طالبان أو هيئة تحرير الشام.
- دعم غير مباشر من حكومات غربية: رغم أنها منظمة غير حكومية، إلا أنها تتحرك غالبًا بتنسيق غير معلن مع وزارات الخارجية والاستخبارات.
ما لا تملكه: - سلطة تنفيذية أو قرار سياسي مباشر: لا تستطيع فرض اتفاقات أو قرارات، بل تهيئ الأرضية فقط.
- تمويل ضخم أو نفوذ اقتصادي: ميزانيتها محدودة مقارنة بمنظمات أممية أو دول.
- شرعية قانونية دولية: ليست جزءًا من الأمم المتحدة أو أي إطار رسمي، مما يحد من قدرتها على فرض نتائج.
دورها
- تُستخدم كـ”واجهة ناعمة” لتمرير سياسات دولية دون أن تظهر الحكومات في الصورة.
- تُضخّم أحيانًا في الإعلام لتبرير تحولات سياسية مثيرة للجدل (مثل إعادة تأهيل قادة سابقين لفصائل مصنفة إرهابية).
لكن أيضًا، لا يُستهان بها: - في أيرلندا الشمالية، كانت جزءًا من فريق هندس اتفاقًا أنهى عقودًا من العنف.
- في كولومبيا، ساعدت في تحويل مقاتلي فارك إلى حزب سياسي.
- في ليبيا، ساهمت في فتح قنوات بين فصائل متناحرة حين فشلت الأمم المتحدة.
وكخلاصة
- Inter Mediate لا تصنع القرار، لكنها تصنع الظروف التي تسمح باتخاذه.
- هي ليست اللاعب الرئيسي، لكنها “مهندسة الكواليس” التي تُعد المسرح وتُدير الإضاءة وتُنسق بين الممثلين، بينما يظهر السياسيون على الخشبة.
خاتمة
قد يبدو استلام أحمد الشرع للسلطة في سوريا حدثًا غير متوقع، لكنه في منطق Inter Mediate ليس مستحيلًا. فكما ساهمت المنظمة في تحويل قادة ميليشيات إلى رؤساء في كولومبيا وأيرلندا، ها هي اليوم تُهندس بهدوء مرحلة ما بعد الأسد، عبر أدواتها السرية، وشبكة علاقاتها الدولية.