
غضب حلبي بعد تحطم تمثال الشهداء
تم تداول عدة مقاطع فيديو منذ مساء يوم الأربعاء 02 يوليو/تموز بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر لحظة سقوط الجزء العلوي من تمثال “الشهداء” بعد استخدام رافعة لسحبه ، في مشهد وصفه الناشطون بـ”غير المقبول” لما يمثله هذا الإرث الرمزي لسكان حلب.
من جهتها، قالت مديرية الآثار والمتاحف في حلب في بيان لها إن التمثال تم نقله “حرصا على حفظه وعلى قيمته الفنية”، ووعدت بإعادة ترميمه على يد مختصين، مضيفة أن النقل جاء لتسهيل إقامة الفعاليات العامة في الساحة، كما اضافت أن التمثال كان يحجب جزءا من شاشة حديثة التركيب في ساحة سعد الله الجابري.
كما عاد محافظ حلب، عزام غريب، ليعلق على الحادثة، وقال إن ما جرى “غير مقبول”، مؤكدا على “ضرورة محاسبة المقصرين”، مشيرا إلى أن الصور أظهرت “خللا واضحا في عملية نقل المجسم”.
لكنه التزم أيضا بالرواية الرسمية، وقال إن نقل التمثال جاء ضمن خطة تطوير عمراني تهدف إلى إعادة تأهيل ساحة “سعد الله الجابري” وتحويلها إلى فضاء مفتوح للفعاليات العامة.
إزالة مقصودة أم حادث عرضي؟
غير أن شريحة واسعة من السوريين رفضت الرواية الرسمية، وأشارت إلى احتمال أن يكون التدمير متعمدا، فحسب تعبيرهم، هذا المشهد أعاد إلى الذاكرة ما سبق وأن تعرضت له التماثيل في سوريا، حين انتشرت الجماعات المتشددة في البلاد.
كما انتقد مراقبون الشأن السوري توجهات السلطات الجديدة معتبرين أن الدوافع الأيديولوجية قد تكون وراء تحطم التمثال، الذي يعتبر صنما في الإسلام.
وتجدر الإشارة إلى أن التمثال المعروف محليا باسم “أم الشهداء” أقيم عام 1985 على يد النحات السوري عبد الرحمن مواكت، وهو مصنوع من الحجر الأصفر المحلي لحلب، حسب التقارير المحلية.
ويخلد التمثال ذكرى السوريين الذين قضوا في مختلف الصراعات، لا سيما المقاومين للاحتلال الفرنسي، ويعتبره قسم من سكان المدينة رمزا للتضحية والذاكرة الجماعية المشتركة لأهالي حلب.
euronews