
الأب القائد .. والأولاد الجاحدين!
منافق نص ونص : أرفع أكف الضراعة إلى المولى العلي القدير ، وأسأله عز وجل بأن يحفظ لنا الأب القائد ،صانع الحرب والسلام .
بالأمس قال لي والدي : بأنه ( هل تريد الحقيقة ) ؟!
لدينا في الإسلام لا يوجد شيء اسمه ثورة ، الحاكم يستمر حتى الموت !
لم أشأ أن أعكر عليه صفو شكه ، تركته مع السيناريوهات العديدة التي يتخيلها ..
كنت أريد أن أسأله ـ باعتباره عاصر فترة خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ـ عن مفهوم الثورة !
عن قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين خطب بالمهاجرين والأنصار رضي الله عنهم
فقال : أرأيتم لو ترخصت في بعض الأمور ، ماذا كنتم فاعلين ،
وكرره فلم يجيبوا !
فقال بشر بن سعد : والله لورأينا فيك اعوجاجا لقومناك بسيوفنا ..
فرد عمر قائلاً : الحمد لله الذي جعل في أمة محمد من يقوم عمر بسيفه ..
لا خير فيكم إن لم تقولوها ، ولاخير فيّ إن لم أسمعها .
لكنني عدلت عن كل ذلك ..
لأنني عرفت إنه حين يقول ( هل تريد الحقيقة ) فهو إنما يقول رأيه فقط !!
منافق فنان : إننا جميعاً نشعر بالامتنان لما يقدمه الاب القائد ، لا أقول مواطنين فقط ، بل كل مسلم عربي يعرف حق المعرفة هذا الرجل الأمين الصادق الذي نذر نفسه، ووقته ، وجهده ، وماله لخدمة الوطن والإسلام.
بصفتي والد حقيقي لعدد اثنين من البني آدمين ،
وقائد افتراضي لمجموعة ـ باعتبار الثلاثة مجموعة ـ فإنني أرى أنني أحق بأن أكون الأب القائد من أي بني آدم رئيس أو ملك !
منتخب بجد بجد أو يشتري الأصوات !
فاتح أو قائد ثورة !
خائن أو خائن وعميل بنفس الوقت ..
فأنا أشتري المربى والحلاوة الطحينية من حر مالي !
وأجلب الألعاب المستعملة بعرق جبيني ..
بل وأعرف كيف أوفر من بقايا مرتبي الهزيل لأشتري ( سشوار ) صيني ، لزوم الرفاهية !
ومع ذلك لا أطلق الرصاص الحي على أبنائي لأنهم طالبوا بلعبة أفضل ..
أو أزج بهم بالسجن لأنهم ثاروا علي من أجل صنف غذائي جديد ـ كورن فلكس ـ على سبيل التغيير !!
ولا أطمح لأن أحكمهم لمدة أربعين عاماً ، بل ولا حتى ثلاثين !
فابنتي مرشحة لتتزوج في العشرين ربما ، وبالتالي يحكمها أحمق آخر غيري !
وابني ربما يتزوج في الخامسة والعشرين لتحكمه زوجته !
أما زوجتي فلا مشكلة لديها لأنها هي الحاكم الفعلي للمجموعة ! ( أيقونة يا عيب الشوم )
منافق محترف : إن المتتبع لمسيرة التحرير والبناء فإنه يثمّن عالياً ماتحقق وما أنجزه الأب القائد من إنجازات ونجاحات كبيرة على الصعد كافة ، ولانستطيع سردها بهذه الكلمات البسيطة .
بصفتي والد فأنا أعرف هذه العلامات جيداً ..
الأب القائد يسرح ببصره ، يشرد كثيراً ، يهدد ، يتوعد ..
ينذر ، يتخبط في قراراته ..
يذكر أبناءه بأفضاله ، وإنجازاته !
الوالد القائد فقد السيطرة تماماً !!!
لم يعد الأبناء صغاراً ..
ولم يعد هو المصدر الوحيد للمعلومة ..
ناهيك عن أن انبهار الصغار بشخصية والدهم قد زالت تماماً ..
الأب القوي ، القادر ، النظيف ، اتضح أنه بالنهاية شخص مثل الآخرين ..
إنه يثير الحزن ، والشفقة ..
أحدأبنائه الفقراء ، بدأ نوبة هستيرية من البكاء ،
إنه ـ بفقره وجوعه وهمه وحزنه وخيبته ـ من أهم إنجازات هذا الوالد القائد ..
وعلى الرغم من ذلك لا يستطيع أن يمنع نفسه من البكاء !
هذا شخص لا يزال يصدق ، ويحب ، ويؤمن بالوالد القائد !
هذا أبي الذي يريد مصلحتي ، ومن المستحيل أن يؤذيني !
هو فقط يؤدبني ويربيني !
حتى عندما هشم ضلوعي ، وسحق أحلامي !
فهذه كلها وسائل تربوية على غرار ( عيبو ) و ( يا حيف ) حتى يمنعني من أذية نفسي !
ما دام الوالد يرى أن الفقر هو الوضع المناسب لي ، فليكن !
ومن أنا حتى أعترض على إرادته !!
لك العمى بقلبك موو؟
ما هي حكاية الأب القائد تحديداً ، ومتى بدأت؟!
ومين اللي طلع هالموضة !
وهل الأب القائد هو هذا الشخص الحالي ؟! حتى نتعلق فيه ونحبه ..
أم أننا مجموعة من اللقطاء ننتظر أي رئيس ليصبح أبونا وخلاص !
يمنون علينا حتى باللقمة التي لا نأكلها !
يعايروننا بالأمن والاستقرار والنظام ، ويهددوننا بالفوضى !
ضعف ، مركز متأخر بين الأمم ، ذل ، مهانة ، تأخر اقتصادي وعلمي ، تخلف !!
لديهم هناك في أوروبا وأميركا ، والدول المتحررة عموماً أكبر نسبة ممن يطلقون عليهم أطفال المفاتيح ..
وهم الأطفال الذين يعيشون مع أمهاتهم ، ويملكون مفاتيح لبيوتهم !
يعني هم بعبارة أقسى قليلاً أولاد حرام !
لأول مرة أحسد هم إن ما عندهم ولاء لأي أب قائد !
منافق شرنقة لم يصبح فراشةً بعد : إن أولياء الأمور لهم الطاعة وأننا إذا أسأنا إلى أحد الرؤساء فأننا نسيء لأنفسنا بالدرجة الأولى ..
الاساءة للرؤساء العرب .. تخالف ما جاء به الشرع والدين …
وأطيعو أولي الأمر منكم ..
* جميع ما ورد بالخط المائل هو اقتباس حقيقي من ثلاث صحف عربية صادرة عن ثلاث دول مختلفة ، مع تغيير اسم الرئيس إلى ( الأب القائد ) أما الاقتباس الأخير فهو تعليق أحد القراء على مقال أحدهم .