Skip to content
الأحد 2025-06-22
Edit Content
جبلة جبلة
  • most recent news
  • trending news
  • most read
  • All Video
  • Image gallery
  • more
من نحن

موقع جبله

2025-03-13
  • Accessibility
  • Help
  • Contact
  • About qoxag
جبلة جبلة
مراسي
أخلاق ابن المحافظ !
دورة محو أمية
فانك
يا سوريا
جبلة جبلة
  • الرئيسية
  • أدب وحياة
    • أدب
    • إضاءات
    • حياة
  • سياسة
    • تقارير
    • رأي
  • فوتولوجي
  • مراسي
  • عن الموقع
  • اتصل بنا

” بيّاع الزمان “

 ” بيّاع الزمان “
حياة

” بيّاع الزمان “

- jablah 2024-12-09

لم أكن أعرفه ، ولم أكن أشعر بحاجة إلى معرفته . كنت آنذاك شاباً ، متحمسّاً ، أخرقاً ، أريد أن أغيّر العالم . وانا في طريقي إلى ساحة الTrocadéro بباريس رفقة محمود درويش لنلتقي ذلك الغريب في مقهى Le CoQ وطول الطريق كنت أتصوّر شخصاً يشبهنا ، يتميّز بالصمت والرزانة . فرأيت رجلاً لا يخفي عواطفه المتقلبّة ولا يحسب أي حساب لأي شيء .

” دنجوان ” ببدلته الايطاليّة الأنيقة ، يحب الضحك ، فاتح الصدر ، قلبه يموج على الأيدي بسخاء فيضاني ، يشرب حتّى يتعتعه السُكرْ . والقصيدة الوحيدة التي حفظتها منذ ذلك الحين هي حريته المطلقة .

تارة يتحوّل إلى أب حنون يحكي عن أولاده بحب فائق ، وطوراً يحكي بشغف مارق عن عشيقاته في كل أصقاع الأرض وفي نفس الوقت كان زوجاً مشغول البال ونهر الحب الجارف لشريكته في صمت القصيدة التي لم يكتبها بعد . ثمّ يسيل شِعره بهيستيريا جنونيّة .

تفجّر أعمى ، لم يكن يقول الشعر ، كان هو الشعر بعينه ، كان قصائد لا تنتهي . في آخر اللقاء قال لي محمود : شو هالبركان هيدا ؟!

من الصعب لمن لا يعرفه ، ولمن لا يراه يجلس ويشرب ويحشّش ويمشي معه أن يكوّن فكرة حقيقيّة عن شخصيته . يرقص عارياً كالغصن تحت الشمس بلا حياء وحتى الإغماء . يقهقه بفرح الوجود الكئيب وعندما يرقص يحوّل الوجود بركاناً ثائراً وأعجوبة .

رقّص كل النساء من أجل غجريّة .

نبت كالشوكة في ” بدنايل ” وصار شجرة باسقة . تحرّر من قيود الله والعقل . ينزل تمزيقاً بالمحرّم ويشيّع العصيان . يحترف الكذب ويتسلّح بالشعر والحنين إلى المطلق .

” دايخ ومش سكران ” يصف الأحلام كما هي ويستخدم مختلف أنواع الهزيان والهلوسة ويفيض بالعواطف .

في حديث مع كثير من الخمر بجلسة عرمرميّة على شط بحر الهوى

بجبيل – متل هالايام من شي سنة – قال لي هامساً والدمعة في عينيه :

– لقد فشلت !

– كلّنا فشلنا يا صديقي !

” رامبو ” أهم شاعر بالعالم فشل . فشل بالنسبة إلى المطلق . ولماذا لا يكون المطلق فاشلاً !؟

تطلّع إليّ بنظرة كانت كالحاجة التي لا توصف في الصداقة اللذيذة إلى روح الآخر .

شاعر حقيقيّ ، يتألم ويصرخ . . و . . يخيب . لكنّه لا يستسلم ، لا يترهّل . . أعرف بأنه يعبث به هواء الخوف وتتدحرج إلى جوانبه أوراق الغيظ والتعب والحزن ورغبة مهشمّة ، مصلوبة في الحياة . . وبالشعر الرجاء .

رقيق تخنقه الوحشة ويجرحه الحنين . . من الحزن .

بطل بقاعيّ . مأخوذ شعره من المتسكعين والباعة المتجولّين والعاملين في الحقول الغامرة بالخير والبركة .

بطل وصعلوك في آن .

حرّ حتّى الانتحار والجنون .

جاهليّ بدويّ فولكلوريّ خرافيّ .

هجّاء ، مدّاح .

جاء إلى الحياة فتدبّر أمره ، لم يقل له أحد أن يجيء ” إجا وعِلِقْ “

في الثمانين من عمر سريع يظلّ شاباً ، خارجاً عن المألوف ، متمردّاً ، صوفيّ التأمل والروح والحلم والتوحّد . يحب ويغني ويرقص ويهذي ويستشعر وهو يعيش في الموت .

بدائيّ ماكر ، مصاب بحب الحياة . الفاحش والبريء إلى العالم . مربوط به على شغف ، مبهور بشعلة تلتهمه كما لو كانت نار الجحيم . شعلة تجعله ينبض بشيء من الجنون .

إنه خرافة ، ولا احتمال للحياة خارج الخرافة . ولا جمال للحياة خارج الخرافة ولا حياة خارج هذا الشيء القليل أو الكثير أو التام من الجنون الذي هو الشِعر . إنه الشعر الذي يتجسّد في هذا المجنون إلى حدّ الروح . وكل شعر يضيء هو انتصار على الموت والحرب والوحشيّة والابادة الروحيّة والنفسيّة والجسديّة .

يبدو حُب الشعر عملاً أحمق ، يبدو كذبة مستحيلة ، ونؤمن في هذا المستحيل .

من يستطيع أن يحب ويستشعر وهو يعيش في الموت ؟! ذلك بالضبط هو الجنون ، ذلك بالضبط هو الرجاء ، ذلك بالضبط هو الخلاص .

الخلاص من حقارة الواقع وعجز الحقيقة والخلاص من فكرة الموت . وهذا هو ما جعلنا اليوم نأتي إلى مسرح الايڤوار لتكريمه ولنقول أن هناك أمل بعد !

طلال حيدر شكراً لك

مارسيل خليفة

...

المقال السابق
المقال التالي

تابعنا:

© حقوق النشر محفوظة 2025. موقع جبلة