Skip to content
الأحد 2025-06-22
Edit Content
جبلة جبلة
  • most recent news
  • trending news
  • most read
  • All Video
  • Image gallery
  • more
من نحن

موقع جبله

2025-03-13
  • Accessibility
  • Help
  • Contact
  • About qoxag
جبلة جبلة
مراسي
أخلاق ابن المحافظ !
دورة محو أمية
فانك
يا سوريا
جبلة جبلة
  • الرئيسية
  • أدب وحياة
    • أدب
    • إضاءات
    • حياة
  • سياسة
    • تقارير
    • رأي
  • فوتولوجي
  • مراسي
  • عن الموقع
  • اتصل بنا

ديوان كلام

 ديوان كلام
حياة

ديوان كلام

- jablah 2025-05-26

قبل رحيله ,خاض انطوان بارود الإذاعي والإعلامي المعروف تجربتين,الأولى أصدر اسطوانة بصوته تتضمن كتابات قديمة بصحبة الموسيقى والثانية أصدر ما أسماه (ديوان كلام):

أما الآن…

وقد غاب ثلاثة أرباع صحبي

فلقد أمسيت الربع الحي الباقي,

حتى غياب آخر..

..أنا الربع الخالي

وأنا الربع الصوت المحزون

في هذا التخت العربي الممتد:

من شبّاك مفتاح السول

إلى بوابة أنطاكية وسائر المشرق.

كتاب صغير يفيض بالمباغتات والطرائف والمبتكرات اللغوية. لكنـــه، علــى صغــره، وسع أنطوان بارود على كثرته! فقــد أفــرغ فيه حاله فجاء مثل أنطوان بارود: خارج المألوف.

«ديوان كلام»، يقول عنه صاحبه. لكنّه كلام بأشكال أخرى غير أشكال الكلام. كلام استضيع فيه صاحبه الورق، واستضيع الورق بهذا الكلام، كما يقول حرفياً. هذا ليس رأينا. لأنه كلام يفاجئ القارئ بالمبتكر عند كلّ منعطف سطر. وهو ينطوي على مجهود تأليفيّ يبدو أقرب إلى اللعب والطيش، لكنّ وراءه كدّا وجهدا.

لقد حاول انطوان بارود أن يستقرئ المعاني المألوفة مجاهيلها المكنونة، فكان أن قلب كلّ شيء على كلّ شيء. مع ذلك لم يفلتْ من قلمه ذلك الخيط الرفيع، الذي يشدّ الخيال الى المفهومية والواقع.

وهذا ما يجعل الكتابة عنه ممكنةً، ويجعله جديراً بأن يعرف، وأن يقرأ، وأن يقرأ بعناية وتمعن في ما يبدو بلا معنى، وهو في ما وراء المعنى والعناية بالبناء. كلام يدور على أطراف نائية للبيان، فيقع، احياناً، في مهاوي القول ومنقلباته.

وكأنما أنطوان بارود قد فصد أعصــابه وأجـــرى عصابها في هذا الطفـح المعصوصف على حدود الوصف: جنون، وهلوسات، وتخيّلات، وطيش لغـــويّ أو تسكّـــع عاطفيّ ـ إنما على خفر ـ وتلميح حميم… وحنين. حنين يترقرق فـــي السطور فور ما تداني الذكريات: «وجه أمّي في المرآة يؤكد لي أننـــي حيّ»… شاربــاً والده الأشعثان كشلْح أرزة هرمــــة آيلة إلى انكسار.»… «كان فلاحــاً فـــي الصيف معمرجياً في الشتاء، كانت عـــدّة عمره منجلاً ومطرقة وكان يمينياً متطرفاً». «في عزّ سنّ اليأس… سنّ التقاعد… عاطلا عن الكلام»…

لا. لا فائدة من تقديم الشواهد على تلك البهلوانات اللغوية الشيّقة، التي تشوّق في هذا الكتاب (وهل هو حقاً كتاب) وتشدّ القارئ من أول سطر حتى آخر كلمة.`

وليست أقلّ طرافات أنطوان بارود أنه ســرق عنـــوان كتابـــه من أشهر السارقين العرب، وأهضمهم، عنيت ثابت بن أوس الأزدي. نعم ما سواه: الشنفرى.

هل من يعتدي على من جعل الاعتداء على الناس مهنةً يعتاش منها؟

هذا ما فعله بارود ربما لشعور منه بوحدة الحال مع صعلوك العرب الشهير، فاختلس منه عنوان غزوة هي بمثابة الحرب العالمية أوجزها الشاعر بثلاثة أبيات واختصرها بارود بليلة ليلاء لائلة:

وليلة نحْس يصْطلي القوْس ربّها وأقْطعه اللاتي بها يتنبّل

دعسْت على غطْش وبغْش وصحْبتي سعار وإرزيز ووجْر وأفْكل

فأيّمْت نسواناً وأيْتمْت إلْدةً وعدْت كما أبْدأْت والليل ألْيل

لعل هذه «الليل الأليل» قد لخصت الشنفرى الباريسي، كما قفلت معركة الجاهليّ الظريف، فاستلهم لامية العــرب ليكتب لامية الغربة. من يدري؟ فقــد تكون مكابدات أنطوان الفرنسية تشابه معاناة ثابت بن أوس الجاهلية: ففي التقارب، على التباعد، قربى…

منذ الصفحة الأولى «فكّ بارود ربطة عنق الزجاجة … وأخواتها» ليكتب «سفر تكوين الفشل»، فكان فشله نجاحاً، وزجاجته سكراً طيّباً، و «مكسر عصاه» مكسراً أدبياً جميلاً، ممتعاً، ومحبّباً، نرتاده بمتعة.

وبارود الذي تقاعد مبكرا عمل سنوات طويلة في مونت كارلو حافلة بالاحداث والحروب، قدم في الاسطوانة التي طبع الف نسخة منها، لكنها “ليست للبيع وانما للاحبة والاصدقاء”
وتقسم الاسطوانة التي تحمل بالفرنسية عنوان “السلام عليك يا باريس” وبالعربية “دوار القمر” لكن يحلو له ان يسميها “ديوان كلام” الى سبع فقرات يعود بعضها الى نحو ربع قرن او اكثر.
ويقول “احب هذه الاشياء لانها انا. هي بقايا قهر اودع فيها حالي. اقول بخاطركم واوقع: انطوان”.
ويكرر بارود “الاخبار ضدي”، مؤكدا ان هذه النصوص التي صدرت في اسطوانة بصوته الى جانب اغان ذلك الزمان، فما هي الا نبذات لما كان قبل الأخبار في تلك البرامج التي ما زال يحن اليها.
ويقول عن عمله الذي بث عبر الاذاعة ان “الانسان حين ينتقل من بلد الى بلد يأخذ معه الاشياء التي يحبها اكثر وانا احب هذه النصوص لانها انا وفيها بعض من عزائي”.
ويتابع ان “هذه النصوص كتبتها وقرأتها لاني اذاعي وهي ولدت كما هي من حواضر البيت مثل سلطة الراهب. انها سلطة بسيطة لكنها طيبة لانها تحضر بحب”.
ويضيف “اما الموسيقى المستخدمة في الاسطوانة فهي تلك التي استخدمتها اول مرة في البرنامج الذي كنت اقدمه كفترة اذاعية خاصة وكان معمولا ليدوم لحظتها”.
مع ذلك فان الفكرة عند اخراجها في اسطوانة احبها اصدقاء لكنها لم ترق لآخرين. ويقول بارود ان “البعض لم يفهم سبب اخراج هذه النصوص بتاتا وكان حاله كحالي لو منحني احد هدية كتابا في الاقتصاد او كرة القدم”.
وتحفل هذه النصوص الى شعريتها المكتوبة بروح قصصية ساخرة، بحس عارم بالمرارة بل بخسارة بطل يتلقى الضربات من البداية حتى النهاية وليس فيها قصة تنم عن انتصار.
ويقول بارود فيها عن نفسه انه موجود مثل “جواز سفر له صاحب لكنه ضائع يحب الانتماء الى شعب الغجر”.
وتبدو هذه النصوص الوجدانية على ارتباطها بالجغرافيا والمكان عابرة تماما مثل شخصه العابر في محطة ترانزيت كما في “حلم ليلة وطن” او “حكاية شبابيك”.
وتأتي النصوص صادقة تبحث في الاماكن عن “مستمع موهوب” ليسمع ما فيها من عصارة هجرة وذات موزعة بين غربتين. ويقول المهاجر الذي غادر لبنان في مطالع السبعينات “انا غريب هنا وغريب هناك لكني غريب هناك اكثر”.
ويعتبر انطوان بارود ان عمله “متواضع” وعبارة عن “وديعة اولدتها الهجرة، يذهب احدهم ويتركها. انها اثر ما كان. لو بقيت في لبنان لما كنت لاخرج مثلها”.
والى حكايات الحب والضجر تنضم حكايات الانتظار ورجوع “الغريب من غربته الى غربتيه” هويته مدونات دفاتره العتيقة الباقية حين تغير الاحوال.
ويذهب انطوان بارود حاملا نكاته القديمة والجديدة وسخريته السوداء الدائمة “يجتاز جسور المرارة” ويبقى “كاسا وحيدة فارغة على طاولة شاغرة”.

...

المقال السابق
المقال التالي

تابعنا:

© حقوق النشر محفوظة 2025. موقع جبلة