
ذلك العُشْبُ الذي ينبتُ على الألسنة
أدونيس
– 1 –
«هُنا ترقدُ الحرية»:
أسأل، أبحث، أترقّب،
لا أرى أحداً يؤمن بالانبعاث.
– 2 –
إن كان لي بيتٌ فهو الحب،
إن كان لي وطنٌ فهو الشعر.
– 3 –
عاشقُ نفسه يظلّ مطمئناً:
لا أحدٌ يغارُ منه،
لا أحدٌ ينافسه.
– 4 –
هل يحدثُ أن يكون شارحُ النص
أكثر أهمية من كاتبه؟
نعم. حدث هذا في الثقافة العربية،
ويحدث في ثقافات كثيرة أخرى.
– 5 –
أحبّ المعجم لغايةٍ واحدة:
يذكّرني بالكلمات التي لا يذكرها.
– 6 –
هوذا شخصٌ يكبرُ بالنظر
ويصغر بالعمل.
هوذا آخر يصغر بالنظر
ويكبر بالعمل:
الحياة بينهما دائرةٌ مستطيلة.
– 7 –
لا يؤمن بالأشباح،
لماذا، إذاً، يخاف منها؟
– 8 –
«عُلِّق على خشبة»،
غير أنّه علّقَ العالمَ على كتفيه.
– 9 –
الغزالةُ قصيدةٌ
ترجمها الشعراء العُشّاق في امرأة.
– 10 –
«نبتَ العشبُ على لسانه»:
مَثَلٌ عربيٌّ قرويٌّ،
يُفصح كثيراً عن ثقافة المدنية العربية، وعن لِسانها.
– 11 –
حقاً، تحتاج الدواجن عندنا
الى تربية بورجوازية.
– 12 –
الحقيقة في الوعي العربي «نافعةٌ»، دائماً،
أو يجب أن تكون كذلك.
هكذا «تُقتَلُ» الحقائق الأكثر أهمية للوعي نفسه:
تلك «الضارة»،
وتلك التي لا «نفعَ» منها.
– 13 –
أتُسمّي هذه «رواية»،
وهي لا «تروي» ظمأ الكلام،
ولا ظمأ الشيء؟
– 14 –
«في انتظار البرابرة»؟
لكن، لم يعد هناك برابرة،
أعني صار الناس كلهم برابرة،
وماتت القدرة على الانتظار.
– 15 –
حاضرون في قاعة ضخمة،
يستمعون الى خطيب غائب:
أهذه حالة الثقافة العربية الراهنة؟
– 16 –
«سِيزيف المنتصر»:
عبارة تمثل ذروة السخرية، وذروة التناقض.
غير أنها قد تكون «اللقب» الأكثر إفصاحاً عن «العربيّ المناضل» في القرن
العشرين المنصرم، وبدايات القرن الراهن.
– 17 –
«هذه غيومٌ تحجبني، وهي كثيفةٌ وثقيلةٌ على جسدي. مَن يُخلِّصني منها؟»، تقول
السماءُ شاكيةً، للأرض.
– 18 –
إذهبْ الى الفن واسألهُ بتواضع: ماذا ينقصني؟
أُخاطِبك أنتَ، يا من تقول: لا شأن لي إلا بالدين.
– 19 –
من جميع الجهات، يُحيطُ بي السَّديم. ذلك أنني أبحث عن نقطة ثابتة أرتكزُ
عليها لكي أفهم هذا العالم، ولكي أُحسن مواجهته.
– 20 –
الآن، في هذه اللحظة،
لا تشغلني الأفكارُ، ولا النظريات.
يشغلني همٌّ واحد:
كيف أبتكر طريقة جديدة للتفكير،
وأشكالاً جديدة للتعبير.
– 21 –
سأُعطي أذنيَّ، هذا المساء،
لموسيقى تطلعُ من الخراب،
وسوف تكون غزة وبغدادُ
فواتِحَ وفواصِل.
– 22 –
لا وقتَ لغزة لكي ترثيَ أبناءها،
نذرت وقتها كلّه،
لكي ترثيَ العرب.
– 23 –
لا نزالُ نبني الجسورَ
فوق أنهار جفّت:
تلك هي حياتُنا،
تلك هي ثقافتنا.
– 24 –
أقرأ الواقع وأتساءل حائراً:
أهو الشجرة التي تعلو
أمام بيتنا،
أم هو الريح التي تداعب أغصانَها؟
الواقع؟ حلمٌ في ثياب العمل.
– 25 –
قلتُ: النَّورسُ نجمٌ طائر،
فاحتجَّ عليّ الموج.
– 26 –
دُمّرت الأرض،
وبقي أن يُدمَّر الإنسان:
تلك هي المسرحية التي يقدمها القمرُ المشقوق نصفين
في سماء فلسطين.
– 27 –
ليست للعذاب أفكار،
له نيرانٌ وخناجر.
– 28 –
سَمِّ جدولاً،
هذا العرقَ الذي يتصبَّب على جبينك،
لكي تعرف كيف تسقي
حقول العطش في أحشائك.
– 29 –
يخرجُ العِطرُ من رحِم أمه – الوردة،
في سَفَرٍ لا عودة منه:
أتلك هي هجرةُ المعنى؟
– 30 –
كتبت الوردةُ وصيَّتها:
هل ستعرفُ تأويلَها؟