
زياد… يرثي
عن موت صباح
عطيتكن عمرها صباح، عطيتنا كلنا عمرها، الله يرحمها. الحمدلله إنو ربّنا سبحانه قرّر بعد هالمرمرة الطويلة والعذاب البلا عازة، يرحمها… كتّر خيرو الّلي رحمها آخر شي، رحمها منّا. من شعبها المنزوع الوقح والكذّاب!
غنت صباح ببعلبك مرة:
يا خيل بالليل اشتدّي
ويا أرض ساعينا وهدّي
وان كان ما فيكي تهدّي
انهدّي انهدّي انشقّي* انهدّي
*انشقي وابلعينا
(2014)
عن موت جوزيف صقر
مات وعطاني عمرو
أنا عمرو شو بدّي فيه
أنا العمر اللي عليي
مش عارف كفّيه؟
(1998)
عن موت مارون بغدادي
كان مارون بغدادي ,ومرة أخرى ,مصرا على أن يأتي إلى بيروت ليصور فيلما آخر عن الحرب اللبنانية .
هاجس الفيلم أن يكتشف أو يفسر أين الغلط ؟
وكان الغلط قد بدأ ب(درابزين)غلط ,منخفض عن المعهود,يلف الدرج إلى بيت أهل مارون في الطابق الخامس.
خمسة طوابق من الغلط ,يتبعها غلط آخر بانقطاع الكهرباء ,لقد وقع من هنا ومات.
مصرة بيروت ,على أن تستدعي كل من تبقى من أهلها ,ليراجعوها ,ف(تستشهدهم) وتعلّمهم كيف يكون الغلط .
(1993)
عن الذين انقلبوا على مبادئهم
إن سراً من أسرار الطبيعة والجدلية في آن معاً يَرِبطُ بين سطحِ الشيء وقعره، كما
النقيض يحمل داخله النقيض، وفي لحظة من التاريخ يصبحان واحداً.
تنقع عنباً او كرزاً في وعاء من الماء لغسله، فيطفو على السطح دونما عذاب، كل
ما هو <هشير> و<فقش> البعض يسميه <عكش> ما همّ، المهم انه طفا، سبحان الله.
يُشمّسُ التين المسطوح كي يُنشَف فيطبِقُ على نفسه ويتكون بداخله بعض القش والدود
الصغير. يُنقع في الماء فتطفو على سطحه، إنها السعادة.
تنقع أرزاً أبيض كالثلج، وإذ به يلفظ السوسَ والزَغل والكَسرِ إلى السطح
والقعر، كلٌ بحسب وزنه. تنقع الحمص فتجد ان حجراً ناعماً من الوحل قد تفتت
ونزل الى قعر الوعاء، أما العدس، <أعكَشُهم> فيصَوّل على المحقان قرب العين
بالماء الغزير، حتى يفك عنه البحص والقش و<الدحيريجة> …وما أدراك ما
الدحيريجة؟ إن الدحيريجة أسوا واخبث أنواع الطفيليات.
إن الطفيليات تغادر عادة مرتاحة البال، فقد اتمت عملها وانتقلت إلى نشاط آخر.
لا تأسفوا لا عليها ولا على الخبز والملح.