
يقظة المابين بين
الشعر الهام من الشيطان ….. فأياك ياولدي ان تتبع الشيطان … !!
الكتابة سحر وشعوذة … فأياك والدخول في دائرة السحر… !!
المسرح تخدير للاعصاب …. فلاتقع تحت التخدير الوقتي …!!
وتكثر التحذيرات والممنوعات …
فكاتب القصة يكتب مالايعقل ، يطوف في دوائر الميثولوجيا ويبحث عن الشخصية المؤثرة في المجتمع وينطلق في رحاب الباراسايكولوجية والفنتازيا ليبحث في وجوه العالم عن انسان المستقبل – السوبرمان – وان لم يجده يرجع الى نفسه ليعيش عزلته الادبية – الكآبة -.
والشاعر يبحث عن الالفاظ الرمزية ويسبح في دوائر الرومانطيقية والشفافية ، يبحث عن القصيدة التي يجب أن تقرأ وتؤثر في القارئ – القصيدة الديوان -..
والمسرحي يريد أن يكون فيلسوف المجتمع ورب الحكمة والكلمة المثالية ، يحاول ان يكون من الطبقة الاولى في جمهورية افلاطون اللامعقولة …
أين الخيال … وأين الواقع ؟
أين الجنون … وأين العقل …؟
اين الرمزية … وأين الواقعية..؟
الواقع هو الواقع .. . والخيال هو انعكاس للواقع وهو نتاج للعقل الواقع …
العقل هو الحكمة … الفضيلة … الذات العليا …
والجنون هو نوع من أنواع السفسطة – الذاتية اللااجتماعية – وليس هنالك من يمنح المجنون فرصة ليقول مايجب أن يقال .
هل المجنون هو مجنون حقا … أم نحن مجانين …؟!!
لماذا لايكون المجنون – العقل المطلق – هو السوبرمان الذي نبحث عنه في رواياتنا وقصصنا ..؟!!
لماذا لايكون كتاب القصة والشعراء وأهل المسرح مجانين …؟!!
من منهم غير مصاب بالشيزوفرانيا الحادة ..؟!!
من منهم لايعيش معظم وقته – احلام اليقظة – ويسرح في عوالم مجهولة …؟
قد يكون المجنون هو الذي يطلق عقله الى هذا العالم المجهول في البحث عن الانطولوجيا والكسمولوجيا ويعيش معنا في – اللاعقل – الذي ندعيه جنونا …
من من معشر الكتاب غير مصاب بحالات نفسية شاذة – كالضحك المنفرد وافتعال الاحاديث وصنع الخوارق والمعجزات – …
من من هؤلاء لم يصب بالهستيريا … من منهم لايعض اصبعه اكثر من الف مرة في اليوم للبحث عن جملة قوية تهز القارئ أو المستمع ويأتي اليوم الذي نرى فيه – معشر الكتاب – بدون اصابع ، وتكون الاصابع ضحية – الكلمة الضائعة – ويلجأ الكاتب بذلك الى الكتابة الصوتية – الكاسيت -.
كم مرة يستيقظ الشاعر والقاص من نومه مذعورا لأنه وجد – جملة قوية – أو مطلع قصيدة اقتنصها أثناء نومه من الشيطان ليدونها في دفتره الذي يضعه تحت وسادته …
ان بين الجنون والعقل شعرة … ان لم تنقطع فستؤثر فيها الاهتزازات الكهرومغناطيسية التي تؤثر في العقل وسيأتي اليوم الذي يصبح فيه معشر الكتاب تحت احدى القوتين: الجنون ( الصحو الكلي ) أو العقل ( يقظة المابين بين ) .