
الولادة الرابعة
القراء الأعزاء
تحية طيبة
قبل أن نبدأ في ولادتنا الرابعة هذه,لا بد أن نسرّ لكم بأشياء في صدورنا…
فحين انطلقت فكرة الموقع في عام 2003 اجتمع مجموعة من المغامرين الطامحين المتفائلين بأن شيئا ما جيدا لا بد أن يأتي ,وما علينا إلا أن نكون المحفزين والباعثين والحادين لقافلته ,فأمة تزهو بماض قدم للبشرية البكورات الحضارية وشعب متنوع مبدع طامح لا بد أن يعود ليأخذ دوره مع الأمم المتحضرة الراقية.
كنا نرى أن مهمتنا هي كنس وإزالة الغبار عن إرثه الحضاري ,ونقد السلبيات التي تعيق تقدمه وإضاءة الجوانب الإبداعية فيه .
ومع تقدم السنوات بدأ هذا الحلم يخفت,وبدا أن العوامل الذاتية غير ناضجة لخلق واقع مختلف ,وأن الضرورة تحكم الأمنيات ,وتركبت الملزمة المهلكة :استبداد داخلي وطغيان خارجي.واشتد ضغط العامل الخارجي وطغى بحيث لم يترك مجال لأي (عامل ذاتي) لكي يفغل ,بالكاد تركه يتنفس ويبحث عن لقمة العيش تحت إشراف المستبد الذي كان يتفنن في توزيع الهواء والغذاء.
في هذه المرحلة نزعنا نحو السخرية ,كوصفة فعالة لتفادي الجنون وضرب الرأس بالجدار .
وكان همنا هو البقاء ,والمواصلة رغم كل شيء ,كانت تلك وصية /لعنة/من الأحبة الذين بدأوا هذا ورحلوا كعادة السنونو ,بصمت وهدوء.
كنتم أنتم يا من تقرأون هذه الكلمات ,الشيء الاساسي الذي جعلنا نستمر ,وكنا نفاجىء بكم دائما …رغم تعثرنا ونقص الإمكانيات وتوقفنا مرارا ,كنتم تعودون للموقع ,لا كلام يمكن أن يعبر تماما عن امتناننا لهذا الوفاء ,فقط تقبلوا منا وردة وقبلة على جباهكم.
وبعد لأي ,فتحت كوى جديدة وتسلل الحلم القديم ثانية منها ,وعادت تلك الروح الحارة وذلك الأمل العتيق ,قبضنا عليها وخبّأناها في حنايانا خوفا من أن تذوي مرة أخرى ,و كالجمر أعادت الحرارة للروح ولكنها كانت تكوي الأيدي .
وبعد 22 سنة من ذلك اللقاء ,أتى مغامرون من جديد ليجدوا ما تبقى من أولئك الذين اجتمعوا ذات شتاء صقيعي …
مهاجر لا يكاد يضع رجليه على الأرض حتى يطير من جديد وحلمه تسلق جبال الهملايا,وتائه في دروب الأرض حين يسأله أحد عن بلده يرنو نحو الشرق ويشير بيده :أنا من هناك …من غاد …من بعيد.
وحارس على تلك الوصية يقعي كشيخ بدوي أمام النار الخامدة ,يحرّك الرماد بعصاه كيلا تنطفىء بقية الجمرات .


الصور من موقع جبلة ببداية انطلاقه 2003