من اللجوء إلى العودة: أين يقف السوريون اليوم؟
بعد أكثر من ثلاثة عشر عاماً على اندلاع الأزمة السورية، لا تزال قضية اللاجئين السوريين تمثل إحدى أكبر أزمات النزوح في العالم. وتشير أحدث البيانات الصادرة عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وبيانات حكومية حتى سبتمبر/أيلول 2024 إلى أن العودة إلى سوريا بدأت تأخذ منحىً ملحوظاً في بعض الدول، لكنها ما تزال محدودة مقارنة بإجمالي أعداد اللاجئين.
أعداد اللاجئين: أكثر من 5.5 مليون في ست دول
بحلول نهاية عام 2024، بلغ إجمالي عدد اللاجئين السوريين في الدول الست المشمولة بالبيانات نحو 5.55 مليون لاجئ، توزّعوا على النحو التالي:
- تركيا: 2.9 مليون لاجئ
- لبنان: 800 ألف لاجئ
- ألمانيا: 788 ألف لاجئ
- الأردن: 612 ألف لاجئ
- العراق: 304 آلاف لاجئ
- مصر: 148 ألف لاجئ
ولا تزال دول الجوار السوري، ولا سيما تركيا ولبنان والأردن، تتحمل العبء الأكبر من استضافة اللاجئين.
العائدون إلى سوريا: أكثر من 1.3 مليون شخص
في المقابل، سجّلت البيانات عودة نحو 1.33 مليون لاجئ سوري من هذه الدول إلى سوريا، وجاءت النسب الأعلى من دول الجوار:
- تركيا: 700 ألف عائد
- لبنان: 400 ألف عائد
- الأردن: 200 ألف عائد
- مصر: 25 ألف عائد
- العراق: 3 آلاف عائد
- ألمانيا: 1,800 عائد فقط
وتعكس هذه الأرقام فجوة واضحة بين دول الجوار وأوروبا، حيث تبقى العودة من الدول الأوروبية محدودة جداً.
عدد اللاجئين حالياً: نحو 4.2 مليون
بعد احتساب أعداد العائدين، يُقدَّر إجمالي عدد اللاجئين السوريين حالياً في هذه الدول بنحو 4.22 مليون لاجئ.
فعلى سبيل المثال، انخفض عدد اللاجئين في تركيا إلى نحو 2.3 مليون، فيما شهد لبنان تراجعاً ملحوظاً نتيجة عودة أعداد كبيرة خلال الفترة الأخيرة.
بين ضغوط اللجوء وشروط العودة
ورغم ارتفاع أرقام العائدين مقارنة بالسنوات السابقة، تؤكد المنظمات الدولية أن هذه العودة لا تزال في معظمها غير شاملة، وغالباً ما تحركها عوامل اقتصادية وضغوط قانونية ومعيشية في دول اللجوء، أكثر من كونها نتيجة تحسن جذري في الأوضاع داخل سوريا. كما تشير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى أن شروط العودة الآمنة والطوعية والكريمة لم تتوفر بعد على نطاق واسع.
خلاصة
تكشف الأرقام الإجمالية أن السوريين يقفون اليوم بين واقع لجوء مستمر يضم أكثر من 4 ملايين لاجئ، ومحاولات عودة تجاوزت 1.3 مليون شخص، لكنها ما تزال محفوفة بالتحديات. وبين اللجوء والعودة، يبقى مستقبل ملايين السوريين مرتبطاً بتحقيق استقرار حقيقي يضمن لهم الأمان وسبل العيش داخل وطنهم.
المصدر:
المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وبيانات حكومية.