حسيب كيالي يخاطب بعض أعضاء المجلس النيابي السوري عام 1962
لينهمكوا ذلك المجلس وأعضاؤه الخلَس الكنَسُ
ميامين مافيهمو أبكمٌ ولا عاب موكبهم أخرسُ
مغاوير هذا يحط العقال وذاك بكوفية يغطس
وبعضٌ يتأتيء عند الكلام وبعض على عمد يعطسُ
وهذا له لحية كثة وذلك لحيته تكنس
وبعض سيجلس في البرلمان وإبريقه قربه يجلس
وبعض سيخطب في النائبين ويجهر في الحق لا يهمس
يصيح نريد هنا مسجداً ومئذنة قدها مونس
وميضأة إن فككنا الوضوء وضاقت بفكٍ له أنفس
هرعنا إليها فذا راقص أمام الجدار وذا يرفس
وذلك فكت له تكة تكر كحبل وقد تمرس
فقد يطمئن إلى عقدها وإذ بعمامته تنكس
دعونا فليس لنا مأرب سوى الطهر في عالم ينجس
كفانا المعاش ومقداره بحمدك يا ربنا يُخرس
مشايخنا ألف مرحى لكم وشأنكم من أسىً يُفطس
أثيروا عوانا على المارقين وحِطوا بقدرهمو وأخفسوا
وأن تبصروا غادةً حلوةً يدل بها الحلي والملبس
فشقوا لها الروب طوبى لمن بمرضاة ربهمو تيسوا
إذا الغرب شق مدار الشموس وأصبح من نورها يقبس
فأنتم شققتم ثياب البنات وحظكمو في السما أنفَس
إذا الغرب كان الغني السعيد ففي يوم حشر هو المفلس
تساق إلى النار نسوانه وتبكي الرجال بما كسكسوا
حذار التساهل بين النساء فإبليس بين النساء يخنس
مشايخنا إنني شاعرٌ أحب المزاح ولا أحبس
فلا تزعلوا أنا راضٍ بكم سعيدٌ رغيدٌ بأن تَدعسوا
فأصغر ذقنٍ على عيبها وإن لها غِلظةٌ تهرسٌ
أحبُ إلى القلب من ناصرٍ ومن حكمة حكمكم أكيس
لحىً إن بدت تستطيبُ الترأس فناصرٌ أحكامه أشرس
ألا فاجعلوا من لِحاكم له فخاخاً على دربه تغرس
هلموا اهجموا ما لنا غيركم هلموا امصعوا عنقه وافرسوا
حسيب كيالي
في أعضاء المجلس النيابي السوري
1962
إضافة تعليق جديد