في الميثالوجيا البابلية والاكدية، كانت Ereshkigal (السيدة العظيمة تحت الارض)، زوجة Nergal, ربة على مملكة Irkalla, (Ir-kalla, Ir-kalia, Arali, Kigal, Gizal) وتعني مملكة الموت، ومملكة السواد، وارض الظلام، او العالم السلفي (ارض السواد لازال الاسم الذي يطلق على العراق ). ايريشكيغال هي الوحيدة التي يحق لها ان تقضي بين الاموات ، وهو امر يمهد لاسطورة " عذاب القبر" ومايشابهه الشائع في الاسلام. ويحكى انه جرى اختطافها الى تحت الارض من قبل Kur وهناك اجبرت على القبول بتنصيبها ملكة على عالم الموت. وهي كانت الاخت الثانية للاله اينكي، واسمها يعني " ملكة المكان العظيم". هذه الملكة /الربة، هي الوحيدة التي اطلق عليها لقب الحاكم وكان لها صلاحية اصدار القوانين والاحكام على الموتى. معابدها الرئيسية كانت في Kutha & Sippar. يجب الملاحظة انها هي نفسها كان يشار اليها ايضا بأسمين اخريين هم Inanna & Ishtar, مع ان هناك من يشير الى ان السومرية اللاحقة تشير اليها على انها الاخت الاكبر لعشتار. يرمز لها بنجمة ثمانية او ستة عشرية، ورقمها المقدس هو 15، ونجمتها فينوس، وحيوانها المقدس الاسد. بالاختصار ترمز عشتار للام والاخت والعشيقة، انها الانثى والخصب، ولهذا فهي امنا الارض.
في صورتها على شكل Innana كانت هي راعية وربة المدينة Erech (Uruk), وهي مدينة جلجامش. بصورتها على انها ربة السماء كان اسمها يرتبط مع كوكب فينوس/ الزهرة (Evening) واحيانا مع القمر. وايضا كانت تعتبر على انها اكثر النجوم بريقا في السماء ويرمز اليها بنجمة ثمانية، وسباعية ورباعية. في الاحقاب المبكرة كان يشار اليها على انها ابنة الاله An, إله السماوات, Ki, إله الارض، وكلاهما من اوروك. في الاحقاب المتأخرة كان يشار اليها على انها ابنة Nanna (Narrar), إله القمر و Ningal, ربة القمر، وكلاهما من اور. اينانا كانت تملك رسومات تختص بها، نجدها على مزهرية الوركاء الشهيرة ووردتها الشهيرة التي تقف في وسطها، Ringen-post.
inannadescent.gif
في الصورة اعلاه، نرى ايريش كيغال تقف بجلاء وعظمة، وسطها الاعلى في عالم الآلهة، وعلى رأسها تاج الالوهية في حين وسطها الاسفل في العالم السفلي، ونرى اقدامها على شكل مخالب الطيور، وحيث موطن كائنات خرجت من الماء.. هذه الصورة تشير الى طبيعتها المزدوجة، كما تشير الى ان العالم ينقسم الى طبقات في نظر الميثالوجيا الوثنية والسماوية على السواء.
. البعض اعتقد ان الصورة على المزهرية هي Lilith, (انقر هنا للقراءة عنها) التي جاء ذكرها في التوراة قبل حواء واصبح رمزا للاثارة والمرأة المستقلة، ولكن من الواضح انها لملكة كبيرة، وعلى الاغلب Inanna. العمل من خرطوشة حجرية مضغوطة على الطين، عثر عليها في Hematit. وهي من سنة 1600-2000 قبل الميلاد.
Inanna انحدرت من عائلة الالهة العريقة فهي تصل بجذورها الى Nammu, التي كانت جدتها. اينانا كانت مسؤولة عن تحقيق النظام وفرض القانون في السماء وعلى العالم السفلي. كان يرمز اليها بكوكب الزهرة، ويجري رسمها على شكل لبوة في صراع. على شواطئ دجلة والفرات كانت هناك الكثير من المعابد المخصصة لذكر اسمها.
معبد E Anna, الذي يعتبر بيتها السماوي في اوروك هو اكبر هذه المعابد. هذا المعبد له من العمر 5000 سنة ، وجرى إعادة بناءه العديد من المرات، ليأوي العديد من النساء اللواتي يقومون بالعناية بالمعبد وطقوسه، ومن هنا جاء مايسمى بالبغاء المقدس، (انقر هنا للقراءة عنه) الذي استمر لفترة طويلة وجاء ذكره في التوراة.. في البدء توحي الامور وكانها كانت تجري حقيقة بين عشتار وبين السيد/ الملك، ولكن فيما بعد اصبحت طقوس حيث كبيرة الكهنة كانت تختار لسرير الربة (التي تمثلها كبيرة كهنة المعبد) ، شخصا يقوم بدور الراعي ويمثل Dumuzi, الذي يمثل رمز الذكر (الابن والزوج والسيد)، إذا كان له من الصفات ماتؤهله لذلك. من هنا معنى هذه الطقوس التي كانت تكرر سنويا في اعياد الربيع في نيسان ( ولازالت حية حتى الان بطرق متعددة، نوروز)، حيث الالهة تقوم بتخصيب الحياة وإعادة الخلق. كانت اينانا او عشتار هي ذاتها امنا الارض، وآلهة الخصب، وهي علاقة مرتبطة بضرورة حرث الارض والزرع وإعادة الحياة والخصب. ولهذا السبب كان الخصب والجنس والحياة امورا مترابطة وجزء من طقوس الشعوب الاولى لما فيها من ضرورة حياتية. تشابه الاديان في التعامل مع هذه الاوجه للخصب والحياة امر لامفر منه. هنا نرى كيف ان انانا تدعو ديموزي لحرثها، هي الارض والعشق، لحرث فرجها:
"أما من أجلي، من أجل فرجي،
من أجل الرابية المكوَّمة العالية
لي، أنا العذراء،
فمَن يحرثه لي؟ فرجي!
الأرض المروية، من أجلي،
لي، أنا الملكة،
مَن يضع الثور هناك؟"
فيأتيها الجواب:
"أيتها السيدة الجليلة،
الملك سوف يحرثه لكِ،
دوموزي الملك
سوف يحرثه لكِ."
فتجيب، جذلى:
"احرثْ فرجي،
يا رجل قلبي."
(نقلاً عن: صموئيل ن. كريمر، إينانا ودوموزي: طقوس الجنس المقدس عند السومريين، بترجمة نهاد خياطة، سومر للدراسات والنشر والتوزيع، طبعة 1، قبرص 1986، ص 92.)
والاسلام يشبه الجنس ايضا بالحراثة تماما على النمط السومري: ("نساؤكم حَرْثٌ لكم فآتوا حرثكم أنَّى شئتم" [سورة البقرة])، ليصبح الجنس فعل ديني يتتدخل به الله ايضا.
في نشيد اخر نسمع عشتار من اعماق التاريخ تنادي عشيقها الحلو قائلة:
انه كالنبتة، انه خير
انه اللوتوس الذي زرعه الماء
انه الواحد الذي يحبه رحمي اكثر من الكل
بذوري تنمو مرتفعة على السنبلة
شجرة تفاحي تحمل الثمار حتى اعلاها
انه اللوتوس الذي زرعه الماء
حبيبي الرجل، حبيبي الرجل،
هو حلوي للابد
سيدي، جعله الاله عسل
هو الواحد الذي يحبه رحمي اكثر من الكل
هو حلوي للابد
في العصور المتأخرة خسرت اينانا بعض سلطتها والقابها، الذي قيل انها حصلت عليهم في السابق من اينكي. وليس عن طريق Nammu وامها Ningal. تقول الميثالوجيا انها ابحرت الى اريدو وحصلت على مئة فأر، اللواتي كانوا هدايا ثقافية ممتلئين بالمعرفة مثل الحقيقة والعدالة والعديد من الحرف. غير ان اينكي ندم على قراره بإهدائها الفئران، هذا القرار الذي اتخذه وهو في حالة سكر، فأرسل خلفها وحوش ضارية من الجن ليوقفوا سفينتها المبحرة في الفرات. ولكنها كانت قوية بما يكفي للدفاع عن نفسها، والانتصار عليهم ونقل المعرفة الى اوروك.
Aphrodite-Venus
تقول اينانا معبرة عن رغباتها مباشرة وبدون خجل، بطريقة نعتقدها انها حصرا على الغزل الذكوري فتقول:
خطيبي، يمس شغاف قلبي
إلهي جمالك، ياحلو (ي)
، الاسد، يمس شغاف قلبي
إلهي جمالك ياحلو (ي)
انت ملكتني، فدعني اقف
ياخطيبي قبلك
ياخطيبي، انت ستأخذني الى
غرفة النوم
انت ملكتني، فدعني اقف
ياخطيبي قبلك
يااسد، انت ستأخذني الى
غرفة النوم
طعمي النبيل .. اكثر عسلا
دعنا نستمتع من جمالك،
يااسد، دعني استمتع بك.
ان الفضل الرئيسي الذي قدمته الحضارة السومرية للعالم، على الاغلب، هو اختراعها للغة المكتوبة وكتابة و تأليف كتب. الادب السومري والروحاني الذي اقتبسته فيما بعد الاديان السماوية. ويلاحظ ان الاديان السماوية لم تقتبس فقط قصص وملاحم واساطير السومريين ولكن ايضا الكتابة التي بفضلها تمكن الله بواسطتها من ارسال اقتباساته. يكشف لنا تراثهم الثقافي عن مفاهيمهم وقناعاتهم الدينية في تطورها الجدلي، عن افكارهم وتصوراتهم الاخلاقية، وطريقتهم في تحقيق الانسجام الروحي. من بين هذا الادب تشكل الملاحم والتراتيل عن انانا اهمية خاصة لانها كُتبت في وقت صعود العصر البطرياركي، وبدء فقدان الانثى لمركزها. إينانا كانت تمثل me المستمد من إرادة اينكي. me هو روح النظام والانسجام، جوهر الحضارة المستمد من قوة الاله وإرادته. انها القوة التي يمنحها الرب لممثليه من اجل حمل العلم والتقدم الى الانسانية. me تمنح الصلاحية اللازمة (الاستخلاف) لتحقيق ارادة الله على الارض، الهدف من الخلق. me موجودة في الاشياء ذات الاهمية الخاصة، مثل كرسي العرش، وتاجه، وسرير المُلك، والمعبد او بيت الرب وبقية الامور ذات الصلة. هذه الامور لها قوة الطلسمان. اينانا استغلت سكر اينكي واقنعته بالتخلي لها عن قوة me. هذا الامر اعطاه المزيد من الصلاحيات وجعلها ربة للسماء والارض، الامر الذي يسمح لها بالنزول الى ماتحت الارض والصعود للاعلى من جديد.
اينانا كانت ايضا محاربة قوية. لقد قادت عربة حربية يجرها اسد، مما يدل على ان لها عدة اوجه، وجه رقيق، رحيم، ومصدر الرحمة والانوثة والخصب والجمال، إنها رمز الخير والعطاء (الرزاقة) وهي ايضا رمز المنعة والقوة والحماية . وهي ايضا رمز الحب والجنس والتكاثر والخصب ومؤسسة الزواج المقدس مع تموز. غير ان الوجه الاكثر شهرة لها هو آلهة الحب، هذه المشاعر المقدسة التي تمهد لاكثر العلاقات انسانية بين شخصين. ربة الحب والاحترام والابداع والمستقبل، هذه الهبة التي تفتقدها الالهة السماوية الاكثر مركزية وذكورية وبطرياركية إغتصابية.
في عهد سيطرة اينانا كانت سومر تحظى بأسعد اوقاتها واكثرها ازدهارا. في حضارة اوربان، كانت الزراعة والاقنية مزدهرة وفي ارض السواد كانت سبعة معابد، سبعة بيوت الله تصدح فيها التراتيل التي تقدس اينانا، والارض الطيبة تخرج رزقها بإذن اينانا. في اوروك كانت بيت اينانا، مما يجعل المدينة مقدسة كمكة تماما. اوروك احدى اقدم المدن السومرية. التوراة يذكر ان الملك نمرود هو الذي قام ببناء هذه المدينة . تموز كان راعي المدينة وخطيبها. بيت اينانا Shub-Ad يعود الى الحقبة الاولى من تاريخ اور. الحفريات قام بها المستكشف الانكليزي Leonard Woolley عام 1929. لقد كانت مدفونة في مقبرة كبيرة الى جانب الملك تعود الى 2900 قبل الميلاد. الى جانبها كانت هناك عظام العديد من النساء الخدم والرجال المقاتلين مع اسلحتهم وحليهم وحيواناتهم. الملكة كانت تلبس حليها الذهبية، والاحجار الكريمة. مدفن الملكة يشير الى انها كانت بمستوى الملك او افضل.
Ishtar
عشتار هي النسخة الاكدية عن اينانا السومرية، وهي تتشابه مع الالهة Astarte. بمعنى اخر يمكن القول ان Anunit, Astarte, Atarsamain, هم من الاسماء الحسنى لعشتار. ابناء عشتار بالاشتراك مع الإله Nannar/Sin, كانوا يعيشون في البداية، في ارض انليل. الاسم الاول من السومرية في حين الثاني جاء من الكلدانية وهم شعب من الساميين ، هاجروا الى سومر من الجزيرة.. في اللغة الاكدية يضاف [sh] الى نهاية الكلمة من اجل كلدنتها، مثلا Anu تصبح Anush. ومع الزمن تندمج الاسماء القديمة بحضارة جديدة فتتعدد الاسماء الحسنى للاله القديم، او تصبح الصفة اسما لإله جديد عندما يقتبس شعب اخر كلمة من لغة مغايرة عنه
عشتار ، في معابدها، توجد منظومة هرمية، على رأسها يقف من يسمون entu, ويملكون ملابس ورموز خاصة بهم، من اجل تسهيل تمييزهم عن غيرهم، تماما كرجال الدين اليوم. اغطية رؤوسهم وحليهم لاتختلف عن مايلبسه الحكام، ومنزلتهم كانت بمستوى منزلة رجال الدين الذكور. هذه المجموعة من الاناث تأتي من عوائل ارستقراطية ليبذلون حياتهم على خدمة الربة، يبقون بدون زواج وبدون اطفال. المنزلة التالية كانت لمن يسمى naditu, وهم لم يكن يبالون بالقواعد وكانوا يعيشون الحياة بكل نشاط. لقد كانوا "يتنافسون مع بقية التجار: كانوا يبيعون ويشترون ويؤجرون ويستوردون ويصدرون ويتاجرون بالعبيد ويديرون الاراضي والعبيد ولعبوا " فوم" وكانوا جزء مهم من اقتصاد البلد" . المجموعة الثالثة كانت تدعى qadishtu (الرجال المقدسين) والعديد منهم تخصص في الفنون والرقص والموسيقى والغناء. هذه النساء كانت تعبر عن حاجاتها الجنسية وتغطي عليها من خلال " رقص البطن" الذي لازال مميزا للشرق الاسلامي، وشائعا خصوصا بين الاوساط المحافظة. يكتب Wendy Buonaventura "كل الدلائل تشير الى ان رقص البطن قد ولد مع الطقوس القديمة في العالم القديم". هذا الرقص التعبيري كان يرمز للحية، واخذ طابع اكثر وضوحا في الرقص الهندي، وهو امر يتشابه مع الرموز التي وصلتنا عن عشتار.
عدا عن ذلك، وصلنا عن هيرودوتس " المعبد البابلي.. تجبر كل امرأة مرة في حياتها ، ان تجلس في معبد الحب وتمارس الجنس مع احد الغرباء.. الرجل يمر بينهم ويختار. لايهم مقدار المال، فالمرأة لن ترفض ابدا، لكون الرفض خطيئة، والمالي الذي يأتي من هذا العمل هو مال مقدس. بعد مثل هذا الجماع تصبح بنفسها طاهرة وتعود الى بيتها ولاتحتاج ان تكررها مرة اخرى. (تماما مثل وظيفة الحج). لذلك هؤلاء النساء النحيفات والطويلات، سيتمكنوا قريبا من العودة الى ديارهم بعد ان يتموا الطقس الجنسي، ولكن من الواضح انهم يضطرون الى الانتظار طويلا الى ان يتمكنوا من تحقيق قانون الشريعة، لان الكثير منهن مضى على وجودهن في المعبد ثلاث او اربعة سنوات. مثل هذا الامر يوجد مايماثله في قبرص". ومن المثير ان الصحف السومرية المتأخرة لاتنصح بالزواج من نساء المعبد، الذين آدوا واجبهم الديني " البغي الديني المقدس"، لكونهن " عدا عن كونها قادرة على قبول ذكور اخرى، ستكون غير متعاطفة وغير قابلة للاخضاع". إضافة الى ذلك كانت تصور العاهرة على انها امرأة من الصعب السيطرة عليها او اقناعها بقبول التبعية والانصياع، تماما مثل العاهرة الممتلئة بالشعر التي استأجروها من اجل تأهيل انكيدو، تصف الصحف الطينية الحدث فتقول:
" و (انكيدو) صعد على نضوجها
هي لم تكن خجولة عندما استقبلت اندفاعه
هي وضعت ملابسها على طرف وهو صعدها
هي عاملت، هذا المتوحش، كما ينبغي للمراة
وحبه غرق فيها
في معبد الحب كان يجري الزواج المقدس بين الكاهنة والملك. هذا التزاوج بين الرموز الدينية والرموز الدنيوية، اصبح سمة من سمات الشرق حتى اليوم. لقد كان هذا الطقس هو قمة الطقوس في الديانات القديمة. من خلال هذا الطقس جرى تقديس الخصب وانزاله من الالهة في علاها الى الانسان، رحمة ورافة، وإشارة على رحمة الالهة بالارض وسكانها. هذا العمل يرمز الى ان الالهة اعطت رحمتها للملك الذي لن يستطيع حمل الخصب الى الارض والانسان بدون هذه الرحمة، وقوته الجنسية دليل على استمرار تفويضه من قبل الالهة.
هذا الطقس كان يتوافق مع قدوم الربيع، ولذلك نجد احتفال نوروز لازال حيا حتى اليوم في تقاليد وعادات شعوب المنطقة. في العصر القديم كان الرجال والنساء يقومون ، في هذا العيد، بالاستحمام ودهن اجسادهم بالزيت والعطور. كانوا يكحلون عيونهم ويرسمون بالوشم على وجوههم ويلبسون الحلي. يقدمون في احسن حليهم حاملين معهم النبيذ والعطايا من العطور والبخور الى الالهة. الاحتفالات كانت تجري عند المعبد في بابل. في الاعلى يتقدم الملك بإتجاه عشتار وفي الاسفل ينشد الشعب الاناشيد الايروتيكية المقدسة التي تهيئ الجو للنكاح الملكي الالهي، يقول النشيد:
عندما لاجل الثور المتوحش، الاله، انا يجب ان احصل على فراش، عندما من اجل الراعي دموزي، انا يجب ان احصل على فراش، ... عندما، مع حجر الكهرمان في فمي، انا يجب ان استلقي، عندما، مع .. في عينيي، انا يجب ان اصبح مصبوغة.
المواقعة الجنسية المقدسة تحدث في قلب المعبد. هناك يكون الملك في انتظار عشتار او رئيسة الكهنة لتقترب وتأخذه. هناك وثيقة تصف كيف يتحول الايمان في تلك البقعة المقدسة الى ضوء نهار ويحول الملك الى إله الشمس" حرفيا ورمزيا". تصف الوثائق قدرة عشتار على استخدام قوة الجنس لخلق الالهام والتحول الايجابي. هذا الالتحام بين الجنس، الخصب، والحياة الروحية كانت نواة الديانة السومرية.
inannalion
الاسد كان حيوانها المقدس، وهي ايضا كانت ذو قرنين
الربة عشتار تمثل الكوكب فينوس، ثنائية القطب لدى عشتار يمكن توضيحها بكون فينوس نجمة الصباح ونجمة المساء. في اللغة السومرية تسمى "MUL.DILI.PAT" وتعني النجمة المتميزة.
يكتب فراس السواح في كتابه ، لغز عشتار (ص 292) "ففي شكلها الأقدم كانت عشتارُ روحًا للنبات، تقضي جزءًا من السنة في باطن الأرض، وجزأها الآخر في نُسَغ الحياة النباتية، إلهةً مزدوجة تمثِّل العالمين وتنتقل بينهما، دون أن تفقد بانتقالها إلى واحد تأثيرَها على الآخر. وعندما أخذت بالخروج من مملكة الطبيعة والتحول تدريجيًّا إلى سيدة لها، بدأت صورتُها المزدوجة بالانقسام، وظهرت بدلاً عنها صورةُ الأم والابنة، حيث تابعت الأمُّ مسيرتَها نحو الأعلى، لتأخذ مكانَها أخيرًا بين آلهة السماء، وتركتْ ابنتَها حبيسةَ الحياة الطبيعية ودورة الإنبات السنوية. إلا أن هذا الانقسام لم يتم تكريسُه نهائيًّا، وبقيتِ الأمُّ ديمترا والابنة پرسفوني، في المستويات السرَّانية للأسطورة، اثنتين في واحدة وواحدة في اثنتين. أما في الميثولوجيا التي لم يُقيَّض لها أن تتابعَ خطَّ تطورها الأمومي، فقد تحول شقُّ عشتار الآخر إلى ابن أسلمتْه إلى دورة الطبيعة وتابعت مسيرتَها مع آلهة الذكور نحو الأعلى. إلا أنها هنا أيضًا قد بقيتْ متحدةً معه عند المستويات السرَّانية للأسطورة، وبقي تموز، شقُّها الآخر وجانبُها الذكري الكامن، معكوسًا نحو الخارج".
الكلمة السومرية Inana/Inanna تعني السيدة آن العظمى، حيث آن تعني ربة السماء، في حين ان معنى كلمة عشتار غير معروف لنا. وعلى كل حال فالكلمة سامية. أينانا كانت المعبود الاول في اوروك، في العصر السومري المُبكر. في الاساطير والملاحم والتراتيل كانت عشتار عذراء تُمثل قوة الحياة. وقوتها على الاخص بسبب احتوائها طيفين من اطياف الحياة هما طيف الخصوبة والرغبات الجنسية ولذلك فهي قادرة ايضا على اصابة الارض واهلها بالعقم والجدب. وطيف ربوية الحرب والصيد، خصوصا عند المحاربين الاشوريين. قبل المعارك كانت عشتار تظهر امام الجيش (تستعرضه) بلباسها وراياتها حاملة القوس والرمح (تشابه اثينا الاغريقية). الربة عشتار كان لها عدة بيوت (على نمط بيوت الله)، منها E-Anna, " بيت الواحدة الاحد" في اوروك وبيت E-makh, " البيت الكبير"، في بابل وبيت العطايا E-mash-mäsk, في نينوى. وفي هذه البيوت الربوية كانت النساء تخدمها فيما يعرف بطقوس الزنى المقدس (مفهوم انتقل الى اليهودية وكان يمارس حتى لدى العرب قبل الاسلام). على العكس نرى ان عشتار في الفترة البطرياركية المتأخرة اصبحت عذراء وان النساء اللواتي في خدمتها لم يعد لهن حق الزواج طالما انهن في خدمتها. لقد جرى تغيير وظائف عشتار لتتناسب مع المفاهيم الجديدة التي تطورت بتحول المجتمع الى مجتمع بطرياركي يحكمه الرجل المقاتل.
اينانا كانت تمثل ايضا الوظائف المميزة للمرأة في ذلك العصر، لقد كانت ربة الجعة، وسيدة الحانات، والفلاحة التي تعتني بالحيوانات. من هنا نرى ان ذكر عشتار كان موجودا في اغلب ايام الحياة في العصر الذي جاء فيه جلجامش. لقد كانت رسومات اينانا على العديد من المزهريات القديمة. الصور تمثلها في ملابسها الحربية وحاملة لسلاحها او ملابسها العادية الطويلة، وتحمل تاجها على رأسها والى جانبها نجمة ثمانية. كما تم العثور على لوحاتها وهي عارية تحمل طفل او تمد ذراعيها على شكل صليب. اينانا كانت جزء من ثالوث مقدس، يختلف عن الثالوث الذي ذكرناه سابقاً. هنا نراها الى جانب رب القمر Nanna / Suen (Sin في الاكدية), ورب الشمس Utu (Shamash في الاكدية), Inanna / Ishtar. القمر يرمز الى الحكمة، والشمس ترمز الى العدالة في حين ترمز الارض الى الحياة. الثالوث السابق كان يتألف من الرب En, ويرمز الى السماء، والرب اينكي ويرمز اعماق الماء وانليل الى الارض.
إضافة تعليق جديد