آخر الأخبار

بين نزار وأدونيس

في بدايات السبعينات نشبت معركة بين أدونيس ونزار قباني على خلفية حوار مع الأخير نشر في مجلة مواقف التي كان يشرف عليها أدونيس، فردّ أدونيس بمقالة عنيفة، واجهها نزار بمقالة أعنف، واشتعلت الحرب بينهما وكادت تصل إلى المحاكم، لولا تدخل بعض الأصدقاء.

هل كانت هذه المعركة معركة شعرية أم شخصية؟ مما لا شك فيه أنها كانت شعرية وشخصية في آن معا.

لعل هذه الحادثة تلخص فعلا وجها من أوجه معارك الشعر، بين شاعرين لكل منهما عالمه الخاص ومشروعه الشعري، نزار الحريص دائما على أن يكون شعره قريبا من الناس، واضحا سلسا، “خبزا ساخنا” كما يصفه، وبين أدونيس الذي أخذَ على عاتقه مهمة التجديد وفتحَ أفق آخر، والتنظير والتأسيس لما عرف لا حقا باسم الحداثة.

وصل الخلاف بينهما إلى أن وصف أدونيس نزار مرة بـ”الأزعر” على خلفية الاهتمام الكبير الذي أولاه نزار لشعر الحب والمرأة ووصف الجسد الأنثوي، في حين أن نزار كان يردد عبارات من قبيل “يكتب لنفسه”، “هو نفسه لا يعرف ماذا يكتب”، وإلى غير ذلك من العبارات.

لعل أكثر من استفاد من كلا الشاعرين هو محمود درويش، فقد أحدث خلطته الشعرية السحرية، ولعله حقق تطلع أدونيس إلى العمق والحس الملحمي ونكهة الأبدية، وما أحدثه نزار في لغته الشعرية من السلاسة واللغة الطازجة الدافئة وحميمية النبض اليومي.

تتحدث هدباء قباني ابنة نزار عن جوانب لقاءات الشاعرين نزار قباني وأدونيس: كانت علاقة قوية مع احترام متبادل للاختلافات الفكرية، والدي الذي كان يهمه أن يفهم الناس شعره، وأدونيس الذي لا أفهم إذا كان هدفه الناس أم النخبة. وتقول: كانا دائما يتحدثان عن الشعر والسياسة، وذات مرة قال له والدي “يا أدونيس أجهد نفسي حتى أفهمك أنت بشرفك هل تفهم حالك.. لمن تكتب يا أدونيس؟!”، ثم يضحكان.

إضافة تعليق جديد