سلام عليك أيها الذي لم يعبر القلب إلاّ ليقيم خيامه في الشغاف. سلام عليك أيها الذي هاجر إلى تلك الضفاف.
على ذكراك عطر المساء الربيعيّ الحار، ورسائل حب، وباقات من زهر الليلك.
على ذكراك ، وما غبت وما تركت من معنى يكبر في النفس ويُدرك.
في الغياب قسوة ينوء بها وجدي.
أذكر جولة طالت الجزائر تونس وبيروت.
كوّرنا المدن من عجين كلمات حمراء. لم ننتهِ بعظات من نهانا عن ركوب المستحيل، ولم نخش عاقبة للاندفاع، من غير حساب، في أي أمر جليل.
أغانينا مراكبنا والمجداف، وقوتنا الشحيح ندّخره لّليل البهيم. لكل أغنية رائحة وأريج.
تعرف القصيدة من بعيد، تشمُّها قبل أن تمسحها يداك وتَخيطها شفتاك ويرنّ صوت معدنها في الساحات.
تخرج حارة ومالحة وشهيّة من شغاف نورك، كالزهرة، كالمرأة، كنسمة محملّة برائحة الياسمين، تفوح بداخلها الذي تُكِّنْ.
الأغنية ما تَجِنُّ وما يُجَّنْ. الاغنية رحيق الروح يسكب شهده على السامعين.
أسألك: هل الحياة "نغمة" إلى هذا الحَدْ؟
شيخ إمام شكراً لأنك علمتنا معنى الحياة !
مارسيل خليفة
7-6-2020
إضافة تعليق جديد