آخر الأخبار

لويز غلوك-مختارات-2

 

من مجموعة السوسنة البرية عنوان المجموعة

1- الخشخاشُ الأحمر

الشيءُ العَظيمُ

ليسَ امتلاكَ

العَقل. المشاعرِ:

أوه ، إنَّها لديَّ ؛ وهيَ

تتحكمُ بي. عندي

ربٌ في السَّماء

يُسمى الشمسُ ، ومنفتحةٌ لهُ

لأريَهُ

نارَ قلبي، ناراً

كمثلِ وجودِه.

ماذا يُمكنُ أن يكونَ مثلُ هذا المجدِ

إن لمْ يكنْ قلباً؟ يا أخوتي وأخواتي

هلْ كنتم مثلي مرةً ، منذُ زمنٍ بعيدٍ ،

قبلَ أن تكونوا بشراً؟ هلْ

سمحتُم لأنفسِكم

لتنفتحَ مرَّة واحدةً ، من الذي لن يكونَ أبدا

منفتحاً مرةً أخرى؟ لأنَّني في الحَقيقةِ

أتحدثُ الآنَ

على طريقتِكم. أتكلمُ

لأنَّني محطمةٌ.

2- قطراتُ الثلج

هل تعلمُ ما كنتُ وكيفَ عشتُ؟ أتعلمُ

ما اليأسُ، إذنْ

يجبْ أن يكونَ للشتاءِ معنىً بالنسبةِ لكَ.

لم أكنْ أتوقعُ البقاءَ عَلى قيدِ الحياةِ،

أخفْتني الأرضُ . لم أتوقَّعْ

أن استيقظَ مرةً أخرى ، لأشعرَ

أنَّ جسَدي في الأرضِ الرطبةِ

قادرةً على الإستجابةِ مرَّةَ أخرى ، والتذكرُ

بعدَ فترةِ طويلةِ كيفَ أتفتحُ مرَّةَ أخرى

في الضوءِ الباردِ

عند بداياتِ الربيع--

خائفةٌ ، نعمْ ، ولكنْ بينَكم مرّةً أخرى

نعمْ، البكاءُ متعةٌ خَطيرةٌ

في الرياحِ القاسيةِ للعالمِ الجديدِ.

3- صورةٌ شخصيَّة

ترسمُ الطفلةُ حدودَ الجسدِ

ترسمُ ما تستطيعُ، لكنَّه فارغٌ بالكامل ،

لا يمكنُها أن تملأ ما تعرفُ أنَّهُ موجودٌ هناك.

داخلَ المخططِ الخاوي، هي تعرفُ

أنّ الحياةَ مفقودةٌ. لقد قطعتْ

خلفيةً واحدةً عن أخرى. مثلَ طفلٍ،

تستديرُ إلى والدتِها.

ترسمينَ القلبَ

مقابلَ الفراغ الذي خلقتْهُ

4- أغنية بينيلوب

أيتُها الروحُ الصغيرةُ ، الصغيرةُ والعاريةُ على الدوام ،

افعلي الآنَ كما أطلبُ منكِ ، تَسلَّقي

الرفَّ الصخري كفروعِ شجرةِ التنّوب ؛

انتظري في الأعلى ، منتبهةً ، مثلَ

خَفيرٍ أو نقطةِ مراقبةِ. سوفَ يعودُ قريباً

يتوجبُ عليكِ أن تكوني

سخيَّةً . كذلك لمْ تكوني

مثاليةً بصورةٍ تامة ؛ بجسمكِ المزعجِ

لقد فعلتِ أشياءً لا يجبُ عليكِ

مناقشتَها في القصائد. وبالتالي

ناديهِ فوقَ المياهِ المفتوحةِ، فوقَ المياهِ

المتلألئةِ

بأغنيتكِ المظلمةِ ، بترديدكِ ،

العاطفيِّ لأغنيتكِ المذهلِة

مثلَ ماريا كالاس. من الذي

لا يريدُكِ؟ من الذي يمتلكُ أكثرَ الشهواتِ شيطانيةً

هل يمكنُ أن تفشلي في الإجابة؟ هكذا

سيعودُ من أيِّ مكانٍ قصدَه

في الوقتِ المحدِّدِ،

وقد أنتزعَ من وقتهِ بعيدًا، راغبًا

بدجاجهِ المشوي. آهٍ، يجبْ أن تحيّيهِ،

يجب أن تهزَّي أغصانَ الشجرةِ

لجذبِ انتباههِ،

ولكنْ بعنايةٍ ، بعنايةٍ ، لئلّا

يتشوّهَ وجهُهُ الجميلُ

بالكثيرِ من الأشواكِ المُتساقطةِ.

5- قَصيدة

في وقتٍ مبكرٍّ من المَساءِ ، الآن ، كرجلٍ ينحني

على طاولةِ الكتابةِ.

يرفعُ رأسَهً بِبطءٍ. امراةٌ

تظهرُ حاملةً الورودَ.

يطفوُ وجهُها على سَطحِ المرآةِ ،

معلَّماً بأقفالٍ خَضراءَ من أعناقِ الوردِ.

إنهُ شكلٌ

منَ المُعاناةِ: بعد ذلكَ الصَّفحةُ الشفّافةُ دائماً

ارتفعتْ إلى النافذةِ حتَّى ظهرَتْ أوردتُها

مثلَ كلماتٍ امتلأتْ أخيراً بالحبرِ.

وأنا معنيٌّ أن أفهمَ

ما الذي يَربطُهم مَعاً

أو إلى البيتِ الرَّمادي الذي يُثبَّتُ بقوّةٍ بالظلامٍ

لأنَّني يجبْ أن أدخلَ حياتَهم:

إنَّهُ الربيعُ، شَجرةُ الكمَّثرى

تُصوّرُ معَ البراعمَ البيضاءَ الضَّعيفةِ .

إصدار 14 أكتوبر 2019

6- يومُ الرؤساء

الكثيرُ من أشعَّةِ الشمسِ اللطيفةِ في كلِّ مكان

ما يجعلُ الثلجَ يتلألأ - تماماُ

كنتُ أظنُّ أنّهُ نابضٌ بالحياةِ ، ممتعٌ

أن نرى ذلكَ مرّةً أخرى ؛ يديَّ

كانتْ دافئةً تقريبًا.رائعٌ

المَبدأ في العمل:هكذا اعتقدتُ

جديرٌ بالثناء، معَ الاهتمام

بحياةِ الإنسان، ولكنْ لأكونَ بأمانٍ

رميتُ بعضَ الثلجِ على كَتِفي ،

حيثْ لمْ يكنْ لديَّ ملحٌ. وبتأكيدٍ كافٍ

عادتِ الغيومُ، وبتأكيدِ كافٍ

أظلمَّتِ السَماءُ متوعدةً،

كلُّ ما كانَ من قبلُ، باستثناء

الخسائرِ التي كانتْ تتراكمُ -

وبعدَ لحظاتٍ

عادتْ الشمسُ مشرقةً. كم ْكانَ رأسي مُبتهجاً،

حينَما استدفأتُ بِها، وفزتُ بالشعور بِها أولاً

بينما بقيةُ الأجزاءِ انتظرتْ. مثلَ خليَّةِ نحلٍ مَهجورة.

المتعةُ - الآن هناكَ كلمةٌ

لم نَستخدمْها منذُ فترةٍ.

14 أكتوبر 2019.

7- الخَريف

.

.

.

.

جزءٌ منَ الحياةِ

مكرَّسٌ للتأمُّل

كانَ عَلى خلافٍ مع الجزءِ

الملتزمِ بالعملِ.

*

كانَ الخريفُ يقتربُ.

لكنّي أتذكرُ

كانَ يقتربُ دائما

بمجرَّد انتهاءِ المَدرسة.

*

الحياةُ، قالتْ أختي

مثلُ شُعلةٍ مرّتْ الآن

من الجَّسدِ إلى العقلِ.

وبحزنٍ استمرتْ قائلةً: العقلُ لم يكنْ

هنالكَ لاستلامِها.

الشَّمسُ أخذتْ تَغربُ.

فقالتْ: آه ، إنَّها الشُّعلة.

ستنطفئُ ، عَلى ما أعتقدُ.

أفضلُ أملٍ لنا حينَما يـَتأرجحُ ،

قلعة / دا ، قلعة / دا ، مثلَ إرنست الصَّغير

يَرمي لعبتَهُ على جانبِ سريرهِ

ثم يَستعيدُها. إنَّهُ أمرٌ سيءٌ للغاية ،

قالتْ ، ألا يوجدُ أطفالٌ هُنا.

يُمكنُنا التعلمَ منهم ، كَما فعلَ فرويد.

*

كنّا نجلسُ في بعضِ الأحيان

عَلى مقاعدَ خارجَ غرفةِ الطعام.

رائحةُ احتراقِ الأوراق.

قالتْ: كبارُ السنِّ والنّار.

ليسَ بالشيءِ الجيّدِ. لقدْ أحرقوا منازلَهم تماما.

*

كم هو ثقيلٌ عَقلي ،

مَليءٌ بالماضي.

هلْ هناكَ غرفٌ كافيةٌ

للعالمِ لاختراقِها؟

لابدَّ من الذَّهابِ إلى مَكانٍ ما ،

لا يُمكن الجلوس على السَّطحِ ببساطة –

النجومُ تلمعُ فوقَ الماء.

الأوراقُ مكدَّسةٌ في انتظارِ إشعالِها.

*

احترسي، قالتْ أختي .

الآن هيَ هُنا.

لكنَّ منَ الصعبِ رؤيتَها في الظلام.

يجبْ أن تجدي موطئَ قدماً لك

قبلَ أن تضعي ثِقلكِ عَليها.

نُشر في الطبعة المطبوعة لعدد 11 ديسمبر 2017

8- زواج

.

.

لقد كانوا طوالَ الأسبوع بجانبِ البحرِ مرَّةً أخرى

وصوتُ البحرِ يلوّنُ كلَّ شيءٍ.

السَّماءُ الزرقاءُ تَملأُ النافذةَ.

لكنَّ الصوتَ الوحيدَ هو صوتُ الأمواجِ التي تضربُ الشّاطئَ -

غاضبٌ. غاضبٌ من شيءٍ ما. مهما يكنْ

فهو سببَ إبتعادِه. غاضبٌ ، رغمَ أنهُ لم يضربْها أبدًا ،

لمْ يقُلْ أيّةَ كلمةٍ ، ربّما.

لذا فالأمرُ متروكٌ لها للحصولِ على الإجابةِ بطريقةٍ أخرى ،

من البحرِ ، ربّما، أو السحبِ الرماديةِ التي

ترتفعُ فوقَهُ فجأةً. رائحةُ البحرِ في الأشرعةِ

رائحةُ الشمسِ والرّياحِ، رائحةُ الفندقِ منعشةٌ وحلوةٌ

ولأنَّها تتغيرُ يومياً.

فهولا يستخدمُ الكلماتُ أبداً. الكلماتُ بالنسبةِ لهُ هيَ لعملِ الترتيباتِ ،

لممارسةٍ الأعمالِ التجاريّة. وليستْ للغضبِ أبداً ، ولا للحَنان.

هي تضربُهُ عَلى ظهرهِ. تضعُ وجهَها عَليه ،

على الرَّغم منْ أنَّ الأمرَ يشبهُ وضعَ وجهِك عَلى الحائط.

والصمتُ بينَهما قديمٌ: كأنهُ يقولُ

هذه هيَ الحدود.

إنّهُ لا ينامُ ، ولا حتّى يتظاهرَ بالنوم.

تنفسُهُ غيرُ منتظم: يتنفسُ بترددٍ.

لا يريدُ أن يُلزمَ نفسَه بأن يكونَ على قيدِ الحياة.

وهو يتنفسُ بسرعةٍ كملكٍ ينفي عبداً

تحتَ الصمتِ هناك صوتُ البحرِ

عنفُ البحرِ ينتشرُ في كلِّ مكان ، لمْ ينتهِ ، لمْ ينتهِ ،

أنفاسُه تقودُ الأمواجَ -

لكنَّها تعرفُ من هيَ وما تُريد.

طالما كانَ هذا صَحيحاً ، فإن شيئًا طبيعيًا جدًا لا يمكن أن يؤذيَها.

4 أغسطس 2008

9- قبل العاصفة

غداً مطرٌ.. ولكنَّ السماءَ صافيةٌ الليلة

النجومُ تلمعُ.

مع ذلك، فقدومُ المطرِ،

ربّما يكفي لإغراقِ البذورِ.

هناكَ ريحٌ من البحرِ تدفعُ السُّحبَ.

قبلَ أن تراها ستشعرُ بالريحِ

الآن أفضلُ نظرةٍ عَلى الحقولِ ،

أنظرْ كيفَ تبدو قبلَ أن تغمرَها المِياهُ.

القمرُ مكتملٌ. بالأمسِ هربَ خروفٌ باتجاهِ الغابةِ ،

هو ليسَ كأيِّ خروفٍ – بل الكبشُ، المُستقبلُ كلُّهُ.

لوْ رأيناهُ مرةً أخرى، فسنرى عظامَهُ.

يرتجفُ العشبُ قليلاً. ربَّما مرّتِ الريحُ خلالَهُ.

وأوراقُ الزيتونِ الجديدةِ تَرتجفُ بِالطريقة نفسِهاِ.

الفئرانُ في الحقولِ. حيثُ ييصطادُ الثعلبُ ،

غدا، ستكونُ هناك دماءٌ في العُشبِ.

لكنَّ العاصفةَ - العاصفةَ ستجرُفُها بعيداً.

في إحدى النوافذِ، هنالكَ صبيٌّ جالِسٌ.

لقد أرسِلُ إلى الفراشِ – بصورةٍ مبكرةٍ جداً ،

بحسبِ رأيهِ. لذا فهو يجلسُ عندَ النافذةِ -

حالياً الأمورُ مستقرةٌ

فأينما تتواجدُ الآن سيكونُ نومَكَ، ومكانَ استيقاظكِ في الصباحِ أيضا.

الجبلُ يقفُ كَمنارةٍ ليُذكِّرَ الليلَ بأنَّ الأرضَ لا تزالُ موجودةً ،

وهوَ ما لا يجبُ نِسيانَهُ.

فوقَ البحرِ تتشكلُ الغيومُ معَ ارتفاع الريح

وحين تشتِّتها، يمنحَها إحساسًا بمغزى الهدف.

غداً، سوفَ لنْ يأتيَ الفجرُ.

السماءُ سوف لن تعودَ للوراء كما كانتْ سماءُ النَّهارِ.

بل ستستمرُّ كالسَّماء في الليلِ،

سوى النجومِ التي ستتضاءلُ وتَختفي

معَ اقترابِ العاصفةِ،

وتستمرُّ ربّما لعشرِ ساعاتٍ معًا.

لكنَّ العالمَ لا يمكنُ أنْ يعودَ كما كانَ.

واحداَ بعدَ الآخر، ستخفتُ أضواءُ منازلِ القريةِ صوتَ. سوى القططِ تتعاركُ في المداخلِ.

هيَ تَشمُّ رائحةَ الريح: إنَّهُ وقتُ التزاوجِ

في وقتٍ لاحقٍ، ستجوسُ الشوارعَ خلسةً ،

لكنَّ رائحةَ

ويتوهجُ الجبلُ في الظلامِ

بالنورِ المنعكسِ.

لا

الريح ستطاردُها

في الحقولِ سيحدثُ الأمرُ نفسُهُ، سترتبكُ برائحةِ الدمِ ،

الآن وبرغمِ صعودِ الريح لاغيرَ. فالنجومُ تقلبُ السَّماءَ إلى حقلٍ فضيٍّ

ما يجري بعيدٌ عن البحر وما زلنا نعرفُ هذهِ العلاماتِ

الليلُ كتابٌ مفتوح.

لكنَّ عالمَ ما بعدَ الليلِ يبقى مبهماً.

 

ترجمة دياب شاهين

إضافة تعليق جديد