أول تصوير لولادة كواكب في شمس فتية
تُظهر الصورة أعلاه، التي التقطها المرصد الأوروبي الجنوبي يوم الثلاثاء، ١٥ يوليو ٢٠٢٥، نفثات من أول أكسيد السيليكون تهب بعيدًا عن النجم الوليد HOPS-315. (ALMA(ESO/NAOJ/NRAO)/M. McClure et al. via AP)
اكتشف علماء الفلك أقدم بذور كواكب صخرية تتشكل في الغاز المحيط بنجم وليد يشبه الشمس، مما يوفر نظرة ثاقبة قيّمة على فجر نظامنا الشمسي. أفاد العلماء يوم الأربعاء بأنها لقطة غير مسبوقة لـ”الزمن صفر”، عندما تبدأ العوالم الجديدة في التبلور. وقالت ميليسا ماكلور، الهولندية من مرصد لايدن، والتي قادت فريق البحث الدولي: “لقد التقطنا لمحة مباشرة عن المنطقة الحارة حيث تولد الكواكب الصخرية مثل الأرض حول النجوم الأولية الفتية”.
وأضافت: “لأول مرة، يمكننا القول بشكل قاطع أن الخطوات الأولى لتكوين الكواكب تحدث الآن”. وقال فريد سيسلا من جامعة شيكاغو، والذي لم يشارك في الدراسة المنشورة في مجلة نيتشر، إن هذه الملاحظات تقدم لمحة فريدة عن العمليات الداخلية لنظام كوكبي ناشئ.
قال سيسلا: “هذا أحد الأشياء التي كنا ننتظرها. لطالما فكر علماء الفلك في كيفية تشكل الأنظمة الكوكبية. وهناك فرصة ثمينة هنا”. تعاون تلسكوب ويب الفضائي التابع لناسا والمرصد الأوروبي الجنوبي في تشيلي للكشف عن هذه القطع الصغيرة من تشكل الكواكب حول النجم الشاب المعروف باسم HOPS-315. إنه قزم أصفر في طور التكوين مثل الشمس، ولكنه أصغر سنًا بكثير، إذ يتراوح عمره بين 100,000 و200,000 عام، ويبعد عنا حوالي 1,370 سنة ضوئية. السنة الضوئية الواحدة تساوي 6 تريليون ميل.
في سابقة كونية، حدّقت ماكلور وفريقها بعمق في قرص الغاز المحيط بالنجم الوليد، واكتشفوا تكثف بقع صلبة – وهي علامات على بداية تشكل الكواكب. أتاحت لهم فجوة في الجزء الخارجي من القرص النظر إلى الداخل، بفضل ميل النجم نحو الأرض. اكتشفوا غاز أول أكسيد السيليكون، بالإضافة إلى معادن سيليكات بلورية، وهي مكونات ما يُعتقد أنها أول مواد صلبة تكوّنت في نظامنا الشمسي منذ أكثر من 4.5 مليار سنة. تجري هذه العملية في موقع يُشبه حزام الكويكبات بين المريخ والمشتري، والذي يحتوي على بقايا لبنات بناء كواكب نظامنا الشمسي.
لم يُرصد تكثف المعادن الساخنة من قبل حول النجوم الفتية الأخرى، “لذلك لم نكن نعرف ما إذا كان سمة عالمية لتكوين الكواكب أم سمة غريبة في نظامنا الشمسي”، كما قال ماكلور . “تُظهر دراستنا أنها قد تكون عملية شائعة خلال المرحلة المبكرة من تكوين الكواكب”.
تُظهر هذه الصورة، التي التقطها المرصد الأوروبي الجنوبي يوم الثلاثاء ١٥ يوليو ٢٠٢٥، النجم HOPS-315، وهو نجم وليد رصد علماء الفلك فيه أدلة على المراحل الأولى من تكوّن الكواكب. (ALMA(ESO/NAOJ/NRAO)/M. McClure et al. via AP)
في حين أن أبحاثًا أخرى تناولت أقراص الغاز الأحدث، والأقراص الناضجة، وهي الأكثر شيوعًا، والتي يُحتمل أن تكون كواكب، لم يكن هناك دليل محدد على بدء تكوين الكواكب حتى الآن، وفقًا لماكلور. في صورة مذهلة التقطتها شبكة تلسكوب ألما التابعة للمرصد الأوروبي الجنوبي، يشبه النظام الكوكبي الناشئ حشرة برق (يعسوبا)تتوهج على خلفية الفراغ الأسود.
من المستحيل معرفة عدد الكواكب التي قد تتشكل حول HOPS-315. فمع قرص غازي ضخم كقرص الشمس، قد ينتهي به الأمر بثمانية كواكب بعد مليون سنة أو أكثر من الآن، وفقًا لماكلور. ميريل فان ت هوف، المؤلفة المشاركة من جامعة بيردو، حريصة على اكتشاف المزيد من الأنظمة الكوكبية الناشئة. ومن خلال توسيع نطاق البحث، يمكن لعلماء الفلك البحث عن أوجه التشابه وتحديد العمليات التي قد تكون حاسمة في تكوين عوالم شبيهة بالأرض.
CAPE CANAVERAL, Fla. (AP)