
شاهين
شاهين
ستائرُ العمى
رأيتُ طفلاً فوقَ رمادِ الـرُؤى،
يُخيطُ جوعَهُ بخرقةٍ عـريـا،
كأنَّهُ جَسَدُ الخُضوعِ تمزّقت،
فيهِ الكرامةُ أرهقتْ صبرا.
قد لفَّ خصرَ الجوعِ من ضيقِ الدنا،
كي لا يرى العُريَ المهينَ سِوى،
لكنَّ أقواماً تعامَوا عمداً،
وعَصَبوا أعينَ البصيرةِ عميا.
رأيتُ أقوامًا إذا خُيّرتهم،
ما بينَ ذلِّ العيشِ أو نجوى،
طأطأوا الرؤوسَ كأنّ عارَ جبينهم،
أخفى العيونَ وأوصدَ الأرجى.
خافوا فتاةً في الصداحِ كلمتها،
تُفني السكوتَ وتولدُ العُليا،
فأطفؤوها، وهي نارُ حقائقٍ،
وارتدّ صمتُ الجبنِ فيهم صدى.
شدّوا القماشَ على الضميرِ كأنّهم،
خافوا ضياءَ الحقِّ أن يُهدى،
ما عادَ يُؤلمهم دماءُ طفولةٍ،
إن سالتِ الأشلاءُ في سُجدا.
عيدٌ يجيءُ وسُهدُ أمٍّ نازفٌ،
والأرضُ تبكي والسماءُ بُكا،
فلتسقطِ الأعيادُ إن أصبحتْ،
ذبحَ البريءِ تقرُّباً وزكا.
هذا القماشُ وِقايَةٌ من عُريهم،
وذاكَ قيدٌ في العيونِ غِطا،
شتّانَ ما بينَ القماشِ لسترهم،
وبينَ من قد غلّفوا روحاً غَلا.