Skip to content
الأحد 2025-06-22
Edit Content
جبلة جبلة
  • most recent news
  • trending news
  • most read
  • All Video
  • Image gallery
  • more
من نحن

موقع جبله

2025-03-13
  • Accessibility
  • Help
  • Contact
  • About qoxag
جبلة جبلة
مراسي
أخلاق ابن المحافظ !
دورة محو أمية
فانك
يا سوريا
جبلة جبلة
  • الرئيسية
  • أدب وحياة
    • أدب
    • إضاءات
    • حياة
  • سياسة
    • تقارير
    • رأي
  • فوتولوجي
  • مراسي
  • عن الموقع
  • اتصل بنا

ليلة ” البربارة “

 ليلة ” البربارة “
حياة

ليلة ” البربارة “

- jablah 2025-01-29

كنّا ننتظر تلك الليلة من كل سنة لنتنكّر :

وجوهاً من الكرتون نشتريها من دكّان ” يوسف سليمان ” بالساحة وثياباً باليّة نخرجها من الصناديق العتيقة ونطوف على منازل الضيعة متنكرين مرتدين الأقنعة والملابس الرثّة . نسير زمرة من الأولاد مطبلّين ومزمرّين ، نرقص على مداخل البيوت او على عتاباتها او في داخلها رقصات ساخرة على صوت قرع الطبول منشدين : بسيّة بربارة / والقمح بالكوّارة / يا معلمتي حلّي الكيس / الله يبعتلك عريس / فيعود علينا أهل البيت بالحبوب والنقول والفاكهة المجفّفة والحلويات وأحياناً ينقدون الطائفين قروشاً ، وكنّا نأكل ” القطايف ” و ” العوّامات ” و ” المشَبَّكْ ” و ” الزلابية ” إضافة إلى القمح المسلوق المزيّن باللوز والجوز والصنوبر .

كنّا ننتظر عيد القديسة بربارة الشهيدة التي أبدت بطولة نادرة مدافعة عن إيمانها ضد الرومان وضد أبيها وتنكرّت وهربت من بطش هؤلاء . ننتظر ليلة العيد وعلى أحّر من الجمر لنتحرّر من وجوهنا ومن قيودنا .

أتذكّر كيف كنت آخذ طريقي نحو منزل آل ” العِرم ” أمشي متلمسّا بثيابي الفضفاضة وبوجهي الآخر قليل من النور ينفذ في بيت الجيران . اقترب بصعوبة وخفق قلبي يتسارع من الليلة المظلمة . أبتلع لعابي ، أرتجف واصرف بأسناني ، أضرب كيفما أشاء على طبلة معلقّة بخيط في كتفي . أقرع الباب . أدخل . أدور دورة كاملة في غرفة الاستقبال . آخذ حبّة حلوى – العيد ثمّ أنتقل إلى منزل آخر مع أقدام معتادة تعرف الطريق غيباً .

صغار مثلي وكبار يغيبون في الظلام وكنّا نسمع وقع أقدامنا ونحن نبتعد عن بعضنا البعض . احياناً كنّا نشكّلً مجموعة ونمشي سويّة وندور في الحيّ متنكرين بثياب النساء والرجال . أقرع على الطبلة طيلة الليل ورفاقي يصفقون ويترنحون وسرعان ما تتحلّق حولنا الجموع ويأخذون في الغناء معنا فتتضخّم المجموعة الصوتيّة وتتعالى الأهازيج . وكان رفيقنا ” طنّوس ” يقود تلك الجوقة بعدما راح الطبّالون يطبلون على وقع المجموعة . وكان نباح الكلاب القلقة من الأصوات يرتفع كلما اقتربنا من صيحات الفرح في كل دار وصياح الديكة أحسّو بالفجر قبل ان يطّل . وتظل تسمع دوي الطبلات حتى بعد منتصف الليل . مجموعتنا يقظة وتظل تتسكّع في أحياء البلدة والناس نيام في أسرّتهم .

نمّر تحت بيت الشمالي الواطي والملاصق للطريق العام ونرى من الطاقة الصغيرة ضوء قنديل خافت ونسمع زوجة ” رفُول ” تئن من اللذة وتتأفّف من شخير زوجها . نتطلّع الى السماء لا بد تلك النجمة الكبيرة البيضاء المتوهجّة هي نجمة الصباح .

فرح مجنون كان ينفذ في ليلة ” البسيّة ” والتي استدرجت ناساً كثراً كمشاركين حالمين ، كعشّاق أبديين ، كأرواح شاردة . يبحثون عن شيء آخر غير يقيناتهم ، يبحثون عن ذواتهم في ذوات أخرى .

ولمّا تزل ذاكرتي معطرّة بطلائع الأهازيج والاغاني المضفورة بالفرح وآه لهذا الفرح الذي ما زال مقامه نديّاً .

وكم مشينا سويّة في ليلة مشتعلة بالغناء والمزاح والحب .

نبحث اليوم عن نجمة الفرح الضائعة ولا نراها وإن عالمنا فقد بفقدانها فرصته الوحيدة .

واليوم لن يقوى أحد على إخفاء الألم عنّا فهو مرئي ، ملموس ، مسموع كانكسار المكان المدوّي . نراه ينهبنا كل شيء دفعة واحدة وينسل منّا كنصل السكين جالساً قبالتنا شامتاً ، يسامرنا ويعوي في ليلة ” البسيّة “

هل انتهت الرحلة أم ابتدأت ؟! هل افترق المكان عن صورته في المخيلّة ؟! لا بُدّ من وثبة روح جريئة رغم ما نمر به من حروب تأكل الأخضر واليابس .

انتحي ركناً قصيّاً من ذاكرة الطفولة واكتبها موسيقى استعيد فيها أهازيج ليلة البسيّة وما اجمل الدنيا تحت سقف الموسيقى . لا أعرف إذا كنت الصدى لما قال الوتر في خلوته ؟ أم كنت أدوّن ما يُنسى سُدى ؟

...

المقال السابق
المقال التالي

تابعنا:

© حقوق النشر محفوظة 2025. موقع جبلة