
نزيه أبو عفش-مختارات
“ولأننا ضعفاء.. نبكي.
ولأننا بسطاء.. نندفع.
ولأننا قادرون..
نتحايل على عقد الحياة الشائكة: أحياناً بزفرة..
أحياناً بكلمة..
وأحياناً بقوة الذراع!
نتشابه في كل شيء.. في كل شيء..
لكن سامحني : تحت قميصي قلب..
وتحت قميصك.. مسدس”
“الآن، وقد غابت شمسي، أتذكَّرُني!
الآن، وقد مالتْ أغصاني وتنكَّرَ قلبي لي، أتذكَّرُني.
الآن، وقد أُقفِل دوني بابُ الأبوابِ وغادَرَني أصحابي
أتفقَّدُني…
فأراني أعْتَمْتُ وصرتُ وحيداً.”
حيّاني ومضى …
فمضيت.
ثم دخلت إلى ظلمة نفسي
فضممتُ يديَّ على رأسي
وبكيت”
وقلتُ: سلامٌ على كل ما كنتُ أحببته وأرقت عليه دموعاً
سلامٌ على وردة لا تموت”
لا قلقاً ولا ملولاً
هكذا.. مُفتَّح العينينِ
صاحي القلب
كأني خارجٌ للتو من دفيئة الأمومة الأولى..
يفيضُ قلبي غبطةً
وفوق رأسي يسطع الضبابُ”
سأحني لك رأسي
كما يفعل الأولاد المذنبون
وفي انتظار قدومك
عشيّة عيد القربان
سأدهن عنقي بزيت القدّاس
لأسهل عليك وعلى نفسي
مرور السكين”
أرى شجري ينحني في الضباب
وقلبي يئنُّ كفاصلةِ ذبلت في بياض الكتاب
أراني
وأعرف ان الذي كان لا يستعاد”
كلُّ زهرةٍ صغيرةٍ تحتَها قلبٌ نائم.
: كم مليون قلبٍ تلزمُ لصناعةِ طوقِ بنفسجْ؟…
: كم مليون ألفِ قلبٍ تلزمُ لصناعةِ حقلْ؟…
: كم مليون مليون ألفِ قلب
لزمتْ لصناعةِ كوكبْ؟!…”
وحيداً بلا سندٍ ولا عقيدةٍ ولا رفيق”
تربي البنفسج فوق وسائدنا كي ننام بلا ألم، طيفها يتفتّح في طاقة الليل كي نهتدي برنين مفاتيحها..”
أنا الذي حين كنت، كجميع الحالمين،
أصرخ: يا وطنْ.. يا وطنْ..
ما كنتُ أعرف أن بلاد الله ضيقةٌ إلى هذا الحدّ
و أن الشعراء ليس لهم وطن
غير القبور والمحابرْ!!..”
خلف جنازة من
يهرول هذا الربيع كله؟
أنت الذي تزعم أنك قادم لنجدتي
ليتك تعرف كم أنا خائف منك
نتشابه في كل شيء
لكن سامحني
تحت قميصي قلب
وتحت قميصك مسدس”
.. وأنا تعبــــــاانُ كقلبِ الأُمِّ،
ضعيفُ كالنسمةِ،
غضٌّ ورقيقُ كجناحِ العصفورِ….”
أُشغلها بكلامٍ ما، أو أخدعها بغناءٍ مُرٍّ،
وأُلطّفُ حُمّاها بالطِّيبِ لكي تبرأ من وحشتها…”
فتكتشف اللغة الرسمية
لجدّك الحزين: الله”
فقط نريد أن نحلم.
نريد حين نلتفت, أن نرى عيون كائنات أخرى تحدق في القلب.
نريد حين تمتد أصابعنا, أن تلامسَ دفئًا.. و تأنس إلى طراوة جسد حيّ.
نريد, حين نتمتم أو نغثو أو ننتحب, أن نعرف أن مايخرج من فمِ الحي, يصعد إلى ضمير الحيّ”
كي أشربَ في صحةِ نفسي
ثم أقولُ: تفضَّلْ
يا ذا “اللاأحدُ”
الواقفُ
يتلصَّصُ
من ثقبِ البابْ.”
―