تنتاب مشاعر القلق والترقب الكثير من السوريين من الآتي مختلطة بمشاعر الفرح والأمل بمستقبل جديد واعد,فهناك الكثير من الألغاز والأسرار التي لم تتوضح لهم بعد عن أسباب السقوط السريع للنظام السوري وهوية ومشروع من أسقطه
فما يتبدى للوهلة الأولى أن هناك قضية عادلة وهي إسقاط نظام ديكتاتوري فاقد للشعبية مثقل بالعقوبات ومدان بجرائم قتل وتعذيب وتهجير,هو صحيح ولكن يختبىء خلف تلك النوايا الحسنة الكثير من المخططات ومصالح ومغانم تنتظرها الدول المساهمة في هذا الأمر.
صحيح أن الكثير من المحللين والتقارير العربية والاجنبية قد أبرزت خطوطا عريضة تفسر ما جرى ولكن هناك العديد من القطب المخفية والتي قد تتوضح تاليا مع تقدم الأحداث
ويمكن اختصارألأمر بعجالة كما يلي :
تم اتفاق دولي -إقليمي على أن النظام السوري أصبح يشكل عبئا وليس له أي دور في الصراعات الإقليمية ولا يؤدي أية خدمات واقتصاده منهار ومنخور من الداخل بالفساد.
وقد تمت رشوته أولا من قبل الإمارات ومن ثم السعودية لكي يأخذ منحى بعيدا عن إيران,وهو قد بدا بالفعل في ذلك وهذا ما سبب شرخا بينه وبين العكاز الأول المستند عليه
وهذا الأمر دبر مسبقا ,ومن ثم تمت رشوة العكاز الثاني (روسيا) بموضوع أوكرانيا وقد قبل بوتين الصفقة نظرا لعدم قدرته على تحقيق أي إنجاز أو خرق في المسار السوري,ولم هناك ما يكسبه في سوريا
بعد الحصول على ضمانات بخصوص قاعدتيه البحرية والجوية .
وعملت إسرائيل من جهتها تحت عنوان منع تدفق الأسلحة لحزب الله على ضرب منشآت وقدرات عسكرية هامة في سوريا,وصولا لعمليات إنزال وتدمير مصانع الصواريخ
ومع الفساد المتنامي في دولة الأسد (المفيدة) والذي شمل جميع مناحي الحياة كان قد وصل للحد الذي فقد معه أية حاضنة شعبية ,وعلا صوت الجياع بالإنتقاد بل وبضرورة رحيله.
وأتى الظرف الإقليمي بعد أحداث 7 تشرين الأول-أكتوبر والذي أدى لانحسار دور حزب الله وبالتالي إيران ليكون لحظة مناسبة لتسديد الضربة القاضية للنظام السوري .
والتي تم الإستعداد لها مسبقا وبوشرعلى الفور بتنفيذها بعد ساعات من توقيع اتفاق الهدنة مع اسرائيل
وهنا أتى دور تركيا للدخول في اللعبة الإقليمية ,فهي قد استثمرت في الفصائل المسلحة وتريد حصد الغلال(مع العلم أن هناك تمويل سعودي مباشر لهيئة تحرير الشام) فلم تفوت الفرصة للحصول على تفاهم مع أمريكا بشأن الموضوع الكردي ,وللتخلص من مشكلة النازحين .
وعليه لم يكن أمام الأسد إلا أن يذعن لنصيحة بوتين ,بأن يقوم بتراجع تدريجي أمام الفصائل المسلحة ويسلّمها المناطق بشكل متفاهم عليه وصولا لتسليم السلطة بدون إراقة الدماء
وهذا الأمر سوف يحميه شخصيا ,وسوف يجنب البلاد أشهرا من الصراع الدامي والذي قد يهدد وحدة الأراضي السورية
ما تبفى من القصة هو دور إسرائيل والغنيمة التي تنتظرها من وراء كل ما يجري وهذا ماسوف توضحه الأيام المقبلة..
إضافة تعليق جديد