ودعت فلسطين وخاصة قطاع غزة ثمانية اعوام عجاف قاسية ومريرة، ومازالت تعيش هذا العام الاشد قسوة واكثر ايلاما ومرارة، بسبب الكثير من المشاكل التي اثرت على قضيتها الوطنية،
وحياة شعبها المناضل الذي اثبت في جميع مراحل نضاله منذ النكبة وحتى الان انتمائه لفلسطين وارضها رغم الجوع، والفقر، والحرمان الذي يعيشه. لقد ودعت فلسطين ثمانية اعواماً قاسية ومريرة، ومازالت تعيش عاما قاسيا واجهت خلاله الكثير من الاحداث والتحديات، سواء بسبب الانقسام الذي دمر المشروع الوطني والقضية الفلسطينية، او بسبب السياسة الامريكية والاسرائلية المتعجرفة، او بسبب الحصار المفروض على غزة، بالاضافة الى وجود الاحتلال الإسرائيلي الجاثم على ارضنا، والذي اثر علينا على كافة الصعد، ولقد تلاقت كل هذه الاحداث والكوارث واستطاعت ان تجر فلسطين وشعبها إلى الهاوية، والى اخطار كارثية، كان الكثير منها بسبب تخاذل وفساد ومصالح بعض المسؤولين والقادة الفلسطينيين. ورغم كل مالحق بابناء الشعب الفلسطيني من كوارث ودمار ومشاكل منذ ثمان سنوات وحتى اليوم، الا أنه كان لديهم القدرة والاستعداد على التلاقي والتفاهم والحوار خلال هذا العام من اجل الخروج بعام كله امل وتطلعات الى مستقبل جديد لو توافرت لديهم الارادة السياسية، الا انهم اصروا على استمرار الخلاف والانقسام، وتعميقه بين الحركات والاحزاب الفلسطينية على حساب القضية ومشاكل الشعب اليومية والحياتية، خاصة بين فتح وحماس، ولم يغلبوا منطق العقل والتفاهم على منطق الردح والمشاكل والفوضى، رغم نجاحهم في الوصول إلى توقيع اتفاقيات المصالحة التي لم تنفذ حتى الان، ليصروا على ان نعيش عاما لايوجد به اى تفاؤل او امل اوتطلعات تشير الى وجود افق سيعمل على ايجاد حلول للقضية الفلسطينية، ومشاكل الشعب الحياتية واليومية، من بطالة، وفقر، وكهرباء، وارتفاع اسعار وغيرها. لقد كانت الفترة السابقة وهذا العام عاما قاحلا ملئ بالمشاكل القاسية، لان جميع الحكومات التي وجدت خلال الثمان سنوات العجاف والعام الحالى بما فيها حكومة الوفاق الوطني، هي حكومات شكليه لم تقدم لشعبها خاصة في غزة اى انجازات تذكر سواء على الصعيد السياسي، او الاقتصادي، او الاجتماعي، حتى حكومة الوفاق الوطني التي انبثقت نتيجة التفاهم والاتفاق بين فتح وحماس وبقية الفصائل، فشلت فشلا ذريعا على كافة الصعد ولم تنفذ من برنامجها اى شيء يذكر رغم ان برنامجها كان واضح وطموح، وكان يعطي الأولوية للمهام والواجبات التي ستمكنها من اجتياز المرحلة الدقيقة والحساسة التي يمر بها الوطن وأبناؤه جميعا، مثل الاعمار، وحل مشاكل الموظفين، الا انه ظل حبرا على ورق، وهذا يوضح بان هناك عدم إدراك وفهم عميق للواقع الفلسطيني، لذلك كانت الفترة السابقة وهذا العام تحتوى على الكثيرمن المشاكل للقضية والشعب، مثل ازدياد نسبة البطالة، والفقر، والجوع، والجريمة، ومشاكل الصحة، والتعليم، والكهرباء، والغاز، وغيرها وكان عام بلا امل لعدم وجود اي امل او مستقبل واعد بالنسبة للقضية والشعب. ان الواقع الاليم والمر الذي يمر به الشعب افلسطيني والذي ازداد تعقيدا هذا العام، يتطلب تغييرا جذريا حتى نصل الى عام الامل والتطلعات للمستقبل الجديد والواعد، وهذا يتطلب من كافة المسؤولين والقيادات الفلسطينية، وكل الوان الطيف الفلسطيني، ان تغلب العقل والحكمة والمصلحة العامة على الخلافات والمشاكل والمصلحة الشخصية والحزبية، وهذا لن يتم الا عن طريق التفاهم والحوار للوصول الى تسوية سياسية، وتنفيذ اتفاقيات المصالحة لتحقيق الاهداف في عملية توحيد شطرى الوطن، والوصول إلى فلسطين الموحدة كدولة مدنية ديمقراطية تلبى كل تطلعات وطموحات الشعب الفلسطيني بكل اطيافه، في الكرامة، والعدل، والمساواة، والحرية وتجسيد الشراكة الحقيقية التي تعبر بوضوح ومسؤولية عن دولة المواطنة المتساوية التي سيمثل الدستور الضمانة لها، وهكذا نكون قد بدانا عاما كله امل ومستقبل واعد للجيل الحالى واجيال المستقبل في وجود حكومة وحدة وطنية تشمل جميع فصائل العمل الوطني والاسلامى، ومنظمات المجتمع المدني، والشخصيات الوطنية المستقلة، مع الدعم الكامل لها من خلال علماء الدين المعتدلين، وكذلك المثقفين والإعلاميين الذين يجب ان يكون لهم دورهم المميز والبناء بين ابناء الشعب الفلسطيني، مع الابتعاد عن الاصطفافات الخاطئة للمشاريع الصغيرة البعيدة عن مشروعنا الوطني، التي لم نجنِ منها إلا الأزمات والخلافات، والفساد، والعنف، والتخوين، ولم يسلم من لهيب حرائقها أحد وفي الصدارة أصحاب تلك المشاريع المشبوهة. لقد حان الوقت للعمل من أجل ان يكون العام القادم والاعوام التي تليه كلها خير لفلسطين وشعبها، وذلك ببناء وطنا قويا كله خير ومستقبل واعد للاجيال القادمة، وطنا موحداً وآمناً، ومستقرا، ومزدهرا تتغلب فيه قيم السلم والسلام والمحبة والوئام والشراكة الوطنية، حتى يستطيع ابنائه الخروج من بحر المخاطر المتلاطم إلى بر الأمان، لذا فإن حصل هذا فستكون الاعوام المقبلة كلها سنين عمل وتفاؤل وأمل.
إضافة تعليق جديد